الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس
الفصل الثالث: عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر
ثالثاً: إعلان الخلافة
* عام314هـ - 926م العبيديون (الفاطميون):
- ظهر في الشمال الإفريقي خطر جديد يهدد الناصر ألا وهو حكم العبيديين "الفاطميين" الذين نشطت دعوتهم في تلك الفترة، فبسطوا سلطانهم في المغرب وغيره، واحتلوا "تاهرت" في سنة 314هـ.
جيوش الفاطمييون تبسط نفوذها في المغرب
* عام316هـ ـ 928م اضطراب الخلافة العباسية:
- بلغ الضعف في الخلافة العباسية في الشرق حداً كبير، حتى إن "مؤنساً بن المظفر" من الترك قتل الخليفة العباسي "المقتدر" وعين "القادر بالله" خليفة اسماً، إذ أن الذين كانوا يديرون هم قادة الموالي لا الخليفة، فأعلن الناصر أن القادر غير جدير بالخلافة، وأن الوضع في الشرق يسوده الضعف والتجزئة، بل أصبح الخليفة لا يملك من أمور الخلافة شيئاً سوى المظهر الاسمي، والدعاء له على المنابر، فأعلن أنه أجدر بالخلافة منه، ولقب بالناصر لدين الله أسوة بألقاب المشرقيين، وذلك في ذي الحجة سنة 316هـ، ونشر للملأ أن يكون الدعاء له على المنابر، وأن يخاطب: "أمير المؤمنين"، وربما لأسباب أخرى تجمعت لديه جعلته يعتقد أنه أحق من غيره.
- فنقل الدولة من عهد الإمارة إلى عهد الخلافة، فهو أول من لقب بأمير المؤمنين، وهو أول خليفة أموي في الأندلس وكانوا قبله أمراء.
ديناران عباسيان مصكوكان في عهد المعتمد، سنة 466هــ
* عام 318هـ - 930م الفاطميون يهاجمون:
- في عام 318هـ تقدم الفاطميون المتحكمون في المغرب بأسطول بحري هاجم أسطول الأمويين في مدينة "المرية" جنوب شرق الأندلس وكانت قاعدة للأسطول الأموي وفيها الميناء الرئيسي، وأحدثوا دماراً هائلاً في ذلك الأسطول، فرأى عبد الرحمن أن يعيد تنظيم قواته البحرية، وينشئ المراكب البحرية القوية، وهجم بأسطوله على الساحل المقابل للأندلس فاستطاع أن يبسط سيطرته على "سبتة"، ولم يعد ذلك يخشى الناصر أي خطر أو تهديد يأتيه من الجنوب أو الشمال الإفريقي، وكان يمكن أن يتابع انتصاراته وأن يبسط سيطرته على الشمال الإفريقي لولا حدوث ثورة في "طليطلة" ضده.
خارج مسجد قرطبة الكبير، أكبر جامع في العالم الإسلامي بعد مكة
* ثورة طليطلة:
- إذ أعلنت تمردها في عام 318هـ، فوجه عبد الرحمن وفداً من العلماء لإقناع زعمائها بالعدول عن الثورة، ولما فشلت المحاولات السلمية أرسل جيشاً لإخماد لهيب الثورة في "طليطلة"، غير أن هذا الجيش لم يتمكن من فرض السيطرة عليها، مما دفع الطمع بالنصارى للاستفادة من هذا الوضع المتأزم، فأرسل ملك ليون "راميرو" لدعم الثوار في تلك المدينة المتمردة، فأرسل الناصر فوراً جيشاً لصدّ قدوم جيش النصارى قبل أن يصل إلى "طليطلة"، واستطاعت هذه القوات دحر تقدم جيش ليون وتمزيقه في شمال المدينة، فأسقط بيد الثوار واستسلموا للناصر الذي وصل بجيشه، دخل "طليطلة" ظاهراً.