الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس
الفصل الثالث: عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر
* عهد المستنصر...حقائق وعبر:
- إن المطلع على تاريخ المستنصر لا يستطيع أن ينكر ما كان عليه الرجل من حزم ودين وحب للعلم وأهله، ويكفيه أنه قطع الخمر من الأندلس وتشدد جداً في منعها، ولكن حدثت في عهده فاجعة عظيمة ربما كانت هي بداية السقوط في الأندلس وإيذاناً بانتهاء دولة بني أمية فيها، وذلك عندما عين ولده الصغير هشام الذي لم يبلغ بعد ولياً لعهده، بل يذكر المؤرخون أن هشام عين وهو لم يزل في بطن أمه!!!!
- فعندما حملت (صبح) محبوبة المستنصر بهشام هنأه حاجبه ورجل الدولة الثاني جعفر بن عثمان المصحفي قائلاً:
هنيئاً للأنام وللإمام كريم يستفيد على كرام
مرجى للخلافة وهو ماء!! ومأمول لآمال عظام!!
- واستخلف هشام وهو ابن أحد عشر سنة، أي خلافة أو حكم ينتظر من خليفة طفل أو طفل خليفة؟!!
وخليفة في قفص بين وصيف وبغا
يقول ما قالا له كما يقول الببغا
الحمامات الملكية في قصر الزهراء زينت بالفسيفساء والزخارف البديعة
- وكأن الخلافة مال يقسم بين الورثة حتى وإن لم يكونوا أهلاً لها، وهذه آفة وطامة كبرى جعلت أمتنا تتكبد الكثير من الخسائر وتعاني الكثير من الظلم والفوضى.
- وانظر كيف حدثت الفتن حينما تولى هشام الصغير وحجب عن الخلافة وأصبح الرجال من ورائه يحكمون باسمه ويحيكون المكائد لبعض وهو عن كل ذلك غافل لاه!!.
- فالإمارة والحكم مسؤولية عظيمة وكبيرة لا ينبغي أن يتسلمها إلا من هو أهل لها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين طلب الإمارة:( إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ) رواه مسلم.
- وما يجوز للحكام أن يوزعوا المناصب على أولادهم وأقربائهم ويجعلوا لهم صلاحيات تفوق صلاحيات رجالات دولة!!! فتذوب الأمانة عند المصالح الشخصية والمنافع والشهوات، ويشعر الناس بالظلم وتشتعل نيران الثورة والانقلابات.
قاعة رئيسية في بعض قصور غرناطة تم تحويلها في القرن السابع عشر إلى كنيسة
صالة العدالة في أحد قصور إشبيلية