الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس
الفصل الرابع: عهد الحاجب المنصور
خامساً: عبد الملك بن الحاجب المنصور (الحاجب المظفر)
* عام 392هـ - 1002م:
- هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله، ولقب بالحاجب المظفر، أوصى له والده بالحكم بعده، واستمر على سياسة والده إذ أقر بالخلافة للأمويين وما زال الخليفة الرسمي هو: هشام المؤيد بالله، فبقيت الأندلس في عهده موحده كما تركها والده، وتابع الغزوات سنويا كعادة أبيه، ولم يتغير الوضع في الشمال الإفريقي، وكان المغراويون هم سادته، بينما تمزقت دولة النصارى في الشمال للخلافات التي نشبت بينهم، توفي عبد الملك عام 399هـ إذ دام حكمه حوالي ست سنوات، وكانت وفاته في مدينة سالم حين كان يستعد لإعداد غزوة في سبيل الله. وتولى من بعده أخوه عبد الرحمن الملقب (شنجول).
جنود عبد الملك بن الحاجب المنصور يخوضون المعارك
منظر المنازل من إحدى الشرف العديدة في مدينة الحمراء
سادساً: عبد الرحمن بن الحاجب المنصور (شنجول)
* عام 399هـ - 1009م حياة الترف:
- الملقب بشنجول، أمه قشتالية الأصل، نشأ حياة الترف وأمضى طفولته وشبابه باللعب لم يكن يعرف الجدِيّة في أموره مثل والده الحاجب المنصور، أو أخيه الحاجب المظفر، تولى بالوراثة فلم يكن مهيأً لتولي الأمور، ولكنه تولى فأضاع البلاد وأظهر الفساد، لا هدف له فكأنه كما قال الشاعر:
ومن أخذ البلاد بغير جهد يهون عليه تسليم البلاد
- وتلك الحياة: إذا ولينا أمثال الخلفاء والقواد الأبطال كان العز والنصر لنا بإذن الله، ولما جاءنا أمثال "شنجول" ممن همه الشهوات انتكسنا الذلّ وحلّ بدولتنا الدمار.
أصبحت المعازف من مظاهر الترف بين عامة المسلمين
* طلب الخلافة:
- ضيعّ شنجول الملك والعزّ، ثم كان السبب الأول في ضياع الأندلس، فكان أول أقدم عليه أنه يريد أن يدعي الخلافة أو يصل إليها، فما كان والده ليتجرأ على هذا المقام لأنه يعرف نسبه ويعرف أصله، والأصل أن تكون الخلافة كما مرّ في الأندلس في عصره في قريش، كذلك كان موقف عبد الملك بن الحاجب المنصور فلم يدعيا الخلافة، وإن كان الخليفة في عصرهما اسماً بلا حكم، ولكنه المقام المحترم، والشرف المصون، فطمع شنجول بالخلافة وضغط على المؤيد بالله الذي أصدر أمراً يعلن فيه أن ولي العهد من بعده: عبد الرحمن "شنجول"، فأعلن على المنابر ذلك، فأثار الجدل بين الناس والإشاعات، من هذا؟ شنجول ولي العهد؟ ما نسبه؟ وما مكانته؟ أليس هذا قلة دراية ونقص حكمة؟
* عام 399هـ - 1009م الأمويون يثورون:
- فاضطربت الأحوال في الأندلس، ورأى الأمويون أن الخلافة ستخرج من أيديهم، وعاشوا في حذر من ذلك فجمعوا أمرهم وثاروا، يقودهم: "محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر"، وحشد حوله أيضاً خصوم العامريين، وانتهز فرصة خروج شنجول من قرطبة متوجهاً إلى طليطلة، فسيطر على إدارات الدولة، وسيطر على العاصمة، كما سيطر على الزاهرة التي هي مقر الحكم من دواوين، فأصدر أمراً باسم الأمويين يعزل فيه الخليفة المؤيد بالله هشاماً، ويلقب نفسه بالخليفة محمد المهدي بالله.
* عام 399هـ - 1009م نهاية شنجول وصراع الأمويين:
- ولما وصلت الأخبار إلى شنجول رجع بمن معه إلى قرطبة ليستعد السيطرة، ودارت معركة طاحنة بين أنصاره وبين أنصار المهدي بالله، فهزم شنجول وفر من المعركة ثم قتل في نفس العام الذي تولى فيه، فانتهت سلطة العامريين، وعاد الحكم إلى بني أمية مرة أخرى، ولكن الأحوال تزعزعت في قرطبة، فالمعزول هشام لم يرض بالأمر الواقع، فجمع حوله أنصاره من بني أمية، وكذلك من بني عامر، وجرى التصادم بينه وبين المهدي بالله قُتل المهدي فيه، وعادت الخلافة من جديد إلى هشام المؤيد بالله، كل ذلك في عام 399هـ.
ثورة الأمويين في الأندلس
* تمزق الأندلس:
- عاشت الأندلس بعد ذهاب الخلافة وإنهاء حكم أسرة بني عامر سنواتٍ صعبة من الفرقة والتنافس، وتمزقت إلى دول وممالك يحكم فيها أمير مستقل عن غيره، حتى بلغت جملة عددها إلى أكثر من اثنتين وعشرين أمارة، ولكن هؤلاء الأمراء المهازيل على تلك الدويلات الممزقة، لم يستعينوا ببعضهم، ولم يتفقوا فيما بينهم، بل تمسكوا بعوامل الفرقة والتمزق من العصبيات والأنانيات، فهانت لديهم مصالح الأمة، واتصف بعضهم بالغدر والخيانة، فباعوا دينهم ودويلاتهم للعدو المتربص بهم جميعاً، وراح هؤلاء يستعينون به ضد بعضهم بعضاً، ويقدمون متنازلين عن حصون ومدن ومناطق له (للعدو) ثمناً لبقائهم في السلطة والحكم، وهذه الدويلات (بهذه التسمية أليق بها من اسم الدول).
أهم المعارك والأحداث
ملخص أحداث عهد الحاجب المنصور
366 هـ |
تولى هشام المؤيد بالله الحكم وعمره 11سنة!!. |
366هـ |
ابن أبي عامر (قائد الشرطة) يحمي الخليفة الصغير من محاولة انقلاب الصقالبة ويقتل عم الخليفة المغيرة بن عبد الرحمن الناصر. |
367هـ |
إقالة الوزير المصحفي وتعيين ابن أبي عامر وزيراً وحاجباً. |
368هـ |
استئثار ابن أبي عامر(الحاجب المنصور)بالحكم. |
371هـ |
صراع بين الحاجب المنصور وعمه (والد زوجته)غالب بن عبد الرحمن ينتهي بقتل غالب. |
373هـ |
غزوة ليون العظمى التي انتصر فيها الحاجب المنصور |
374هـ |
فتح برشلونة. |
379هـ |
ثار ولده عبد الله عليه فأمر بقتله ومن معه. |
386هـ |
قام (زيري المغراوي)بثورة في المغرب استطاع أن ينهيها الحاجب المنصور. |
387هـ |
غزوة شنت يانت(سانت يعقوب) التي انتصر فيها الحاجب في جيليقية. |
392هـ |
وفاة الحاجب المنصور وهو يستعد للجهاد رحمه الله تعالى. |
392هـ |
تولى عبد الملك الحاجب المظفر ابن الحاجب المنصور. |
399هـ |
وفاة عبد الملك وتولي أخيه عبد الرحمن (شنجول). |
399هـ |
شنجول يطلب الخلافة من هشام المؤيد بالله. |
399هـ |
الأمويون يثورون ويعزلون هشاماً المؤيد بالله. |