الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس
الفصل الرابع: عهد الحاجب المنصور
أولاً: هشام بن الحكم (المؤيد بالله)
* عام 366هـ - 977م الخليفة الصغير:
- مات الحكم المستنصر ولم يخلف سوى ابنه هشام ولياً من بعده، وكان له من العمر إحدى عشرة سنة، واتخذ لقب المؤيد بالله، وكان غير قادر لصغر سنه ولخلل واضطراب في عقله على إدارة شؤون الدولة ورعايتها، فتنازع الأمويون على من يتولى الأمر؟
- ثم استقر رأيهم على أن يشكلوا مجلس وصاية من الخليفة يدير الدولة حتى يكبر هشام، وأن يكون أعضاء هذا المجلس رجالاً من غير بني أمية، إذ كان بنو أمية يخشون ألا يسلم الأمر إلى الخليفة إن كان منهم أو أن يستبد به دونهم، لذلك اختاروا ثلاثة رجال ليسوا من بني أمية:
الأول: جعفر بن عثمان المصحفي وزير الدولة الأموية.
الثاني: غالب بن عبد الرحمن الناصري قائد الجيوش الأموية.
الثالث: محمد بن أبي عامر قائد الشرطة في قرطبة.
- أصبح الصغير الذي وصل إليه الحكم بالوراثة، دون أن يكون مهيأ لها - ولن يكون الصغير كذلك - هو مركز المؤامرات والدسائس بين الأقارب وبين المقربين من ذوي المكانة العليا في إدارة الدولة.
- وقد رأينا ما آل إليه الأمر في عرض قصة هشام المؤيد بالله، فالصغير بحاجة إلى وصي! ومن سيكون ذاك الوصي؟
- فيُقتل من يقتل، ويبُعد من يبُعد، ويؤول الأمر إلى من هو أشد حيلة وأكثر دهاءً، وأقوى مركزاً.
- في التاريخ أمثلة كثيرة شاهدة للعيان عن الفتن والاضطرابات إذا عُين الصغير حاكماً! وما الصغير إلا للهو واللعب، وحوله رجال يلعبون بحبك الدسائس لا لرفع الدولة أو عزتها أو أمور الناس، وإنما لرفع المكانة والأقارب، والتحكم من وراء الوصية.
- فيقتل ابن العم، ويبعد العم، ويقضي في السجون من كان ذا أمرِ قبلُ.
رسم تقريبي يوضح خروج الخليفة الصغير هشام الصغير من أحد غرف القصر والحاشية تمشي خلفه