أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفصـــــل الثــــاني:
فتــــــح إيـــــــــران
* فتح تــوُج سنة 23 هـ:
* خرج أهل البصرة الذين وجهوا إلى فارس أمراء على فارس؛ ومعهم سارية بن زنيم ومن بعث معهم إلى ما وراء ذلك، وأهل فارس مجتمعون بتوج؛ فلم يصمدوا لجمعهم بجموعهم، ولكن قصد كل أمير كورة منهم قصد إمارته وكورته التي أمر بها؛ وبلغ ذلك أهل فارس؛ فافترقوا إلى بلدانهم؛ كما افترق المسلمون ليمنعوها؛ وكانت تلك هزيمتهم وتشتت أمورهم وتفريق جموعهم؛ فتطير المشركون من ذلك؛ وكأنما كانوا ينظرون إلى ما صاروا إليه؛ فقصد مجاشع بن مسعود لسابور وأردشير خرة فيمن معه من المسلمين، فالتقوا بتوج وأهل فارس،فاقتتلوا ما شاء الله.
ثم إن الله عز وجل هزم أهل توج للمسلمين، وسلط عيهم المسلمين، فقتلوهم كل قتلة، وبلغوا منهم ما شاؤوا، وغنمهم ما في عسكرهم فحووه، وهذه توج الآخرة، ولم يكن لها بعد شوكة، ولأولى التي تنقذ فيها جنود العلاء أيام طاوس، الوقعة التي اقتتلوا فيها: والوقعتان الأولى والآخرة كلتاهما متساجلتان.
فتح إصطخر سنة 23 للهجرة المباركة:
* حينما قصد عثمان بن أبي العاص إصطخر قادماً من البحرين، التقى هو وأهل إصطخر بجور فاقتتلوا ما شاء الله. ثم إن الله عز وجل فتح لهم جور؛ وفتح المسلمون إصطخر، فقتلوا ما شاء الله، وأصابوا ما شاؤوا، وفر من فر. ثم إن عثمان دعا الناس إلى الجزاء والذمة، فراسلوا وراسلهم، فأجابه الهربذ وكل من هرب أو تنحى؛ فتراجعوا وباحوا بالجزاء، وقد كان عثمان لما هزم القوم جمع إليه ما أفاء الله عليهم، فخمسه، وبعث بالخمس إلى عمر، وقسم أربعة أخماس المغنم في الناس، وعفت الجند عن النهاب، وأدوا الأمانة،واستدقوا الدنيا.
فجمعهم عثمان؛ ثم قام فيهم، وقال: إن هذا الأمر لا يزال أهله معافين مما يكرهون، ما لم يغلوا،فإذا غلوا رأوا ما ينكرون ولم يسد الكثير مسد القليل اليوم.
سلالم بلاط (آبادانا) تخت عرش جمشيد، شيراز – فارس:
ظلت لإصطخر أهميتها حتى شيراز عام 64هـ وهي على مسيرة يوم إلى الجنوب منها، ومنذ القرن الهجري اضمحلت إصطخر بشكل محسوس. وفي جنوب إصطخر على مرحلة ساعة منها على الشاطئ الجنوبي لنهر بلور يوجد تخت (عرش) جمشيد، كما يوجد بشمالها بحوالي 2كم نقش رستم على الشاطئ الشمالي لهذا النهر، وهما أهم الآثار الساسانية. أ. أحمد عادل كمال، سقوط المدائن ونهاية الدولة الساسانية، 277. نقلاً عن دائرة المعارف الإسلامية.
آثار ساسانية من إقليم فارس:
* مدينة إصطخر: جاء بدائرة المعارف الإسلامية أن مدينة إصطخر كانت أهم مدن الإقليم بل كانت هي ومقر الزعماء الوطنيين قبل اضمحلال دولة الأشكانيين بعشرات السنين، كما يعتبر إقليم إصطخر أيضاً مواطن الساسانيين، وكان ساسان جد أردشير الأول سادناً لبيت نار الآلهة أناهيذ في إصطخر، وهو المعبد الذي يقال إن نيرانه انطفأت فجأة ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستمرت إصطخر مركزاً دينياً بعد قيام الدولة الساسانية، وكان ملوكهم يعلقون رؤوس أعدائهم ومن بينهم شهداء النصارى في هذه المدينة التي اعتبرت العاصمة الرسمية للدول وإن ظلت طيسفون (المدائن) هي العاصمة الحقيقة، وذلك بسبب أن إقليم البعيد كان يصعب الوصول إليه ولا يصلح كثيراً لأن يكون مركزاً مناسباً لدولة قوية...
وقد كانت بعض نقود الساسانيين تسك في إصطخر، وظلت تسك بها حتى عام 70 هـ.
بلوط زار تنق بو الحيات بين شيراز وبوشهر من أرض فارس
بنه زار، تنقه جاهو، شمال مردوشت من أرض فارس
* فتح فسا ودارا بجرد سنة 32هـ:
* يا سارية الجبل:
* قصد سارية بن زنيم الكناني الدؤلي فسا ودارا بجرد، فاجتمع له جموع من الفرس والأكراد عظيمة ودهم المسلمين منهم أمر عظيم،رأى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تلك الليلة فيما يرى النائم معركته وعددهم في وقت النهار، وأنهم في صحراء، وهناك جبل أن أسندوا إليه لم يأتوا إلا من وجه واحد، فنادى في الغد:
الصلاة جامعة،فاجتمع المسلمون بالمسجد، حتى إذا كان بالساعة التي أريها في منامه خرج عمر إليهم فقال: ((يا أيها الناس، إني رأيت هذين الجمعين)) – وأخبر المسلمين بما رأى في منامه_ ، وانفعل عمر في حديثه فصاح وهو يتحدث:
يا سارية الجبل، الجبل! ثم قال: ((إن لله جنوداً ولعل بعضها أن يبلغهم)) ولما كانت تلك الساعة من ذلك اليوم أجمع سارية والمسلمون على الإسناد إلى الجبل، ففعلوا وقاتلوا القوم من وجه واحد؛ فهزمهم الله لهم؛ وكتبوا بذلك إلى عمر واستيلائهم على البلد ودعاء أهله وتسكينه لهم.