أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــاني:
الخليفة عمر في العهد المدني
* موقف عمر عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:
- قال ابن إسحاق: قال الزهري: وحدثني سعيد بن المسيب، عن هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات.
- قال: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وهو يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه بردة حبرة فأقبل عليه حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال: ثم أقبل عليه فقبله ثم قال: بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد ذقتها، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً. قال: ثم رد البرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال: على رسلك يا عمر أنصت! فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر؛ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية:( وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكين ). آل عمران (144).
- قال فوالله لكأن لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال: وأخذها الناس عن أبي بكر رضي الله عنه فإنما هي في أفواههم فقال أبو هريرة: قال عمر رضي الله عنه والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
* خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- قال ابن كثير: كانت وفاة الصديق رضي الله عنه في يوم الاثنين عشية، وقيل: بعد المغرب، ودفن من ليلته، وذلك لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة بعد مرض دام خمسة عشرة يوماً.
- وكان عمر الخطاب يصلي عنه فيها بالمسلمين، وفي أثناء هذا المرض عهد بالأمر من بعده إلى بن الخطاب، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان، وقرىْ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا. فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وكان عمره يوم توفي التربة كما جمع بينهما في الحياة، فرضي الله عنه وأرضاه، البداية والنهاية.
- فقام بالأمر من بعده أتم القيام الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أول من سمي بأمير المؤمنين. وكان أول من حياه بها المغيرة بن شعبة، وقيل: غيره وقد تمت بيعة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب " خليفة للمسلمين بإجماع الأمة على ذلك في اليوم التالي لوفاة " أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام.
- وقد أمر عمر على الجيوش أبا عبيدة حين ولاه وعزل خالد بن الوليد رضي اله عنه؛ فأرسل على الفور جيشاً إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي " وكان " عمر" يخفي وراء شدته، رقة ووداعة ورحمة عظيمة، وكأنه يجعل من تلك الشدة والغلظة والصرامة ستراً يخفي وراءه كل ذلك الفيض من المشاعر الإنسانية العظيمة، التي ميزته في القيادة الحكيمة وهذا ما سوف تلمسه إن شاء الله عبر هذا الأطلس التاريخي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الوضع السياسي في مستهل خلافة عمر رضي الله عنه
- حيث يشير اللون الأخضر إلى نطاق انتشار من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد الخليفة أبي الصديق رضي الله عنه.
- واللون االأصفر الداكن إلى حدود الامبراطورية الساسانية الفارسية بعد سقوط الحيرة في أيدي المسلمين في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
- واللون االفضي إلى حدود الامبراطورية الرومانية بعد سقوط بصرى في أيدي المسلمين في عهد الصديق رضي الله عنه.
- واللون الرمادي إلى مملكة أكسوم الحبشية.
التقسيم الإداري الجغرافي في عهد عمر رضي الله عنه