أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفصـــــل الأول:
فتــــــح العــــــراق
معركة القادسية الحاسمة
* معركة القادسية الحاسمة:
1- معسكره الجيش الإسلامي في القادسية بقيادة القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
2- معسكر الجيش الفارسي (الجوسي) بقيادة رستم الأرمني.
3- مكان القيادة الإسلامية بالقرب من حصن الفرس.
4- مكان الإمدادات الفارسية الفرس.
5- مكان الإمدادات الإسلامية للمقاتلين المسلمين في المعركة.
أيام القادسية
* أيام القادسية:
* يوم أرماث:
- قال الطبري: كتب سعد إلى الرايات أني قد استخلفت عليكم خالد بن عرفطة وليس يمنعني أن أكون مكاني إلا وجعي الذي يعودني فاسمعوا له وأطيعوا. وأمر سعد جنده بقراءة سورة الجهاد (الأنفال)، وأمرهم ألا يلتحموا حتى يصلوا الظهر، فإذا صلوا فإنه مكبر تكبيرات ثلاث ثم إذا كبر الرابعة فليزحفوا ويخالطوا عدوهم بحول الله وقوته.
- وكبر سعد الرابعة، والتحم الفريقان، وحملت الفيلة على الميمنة والميسرة على الخيول، فكانت الخيول تحجم عنها وتحيد، ونادى سعد يا أهل الأبل والخيول أليس عندكم لهذه الفيلة من حيلة؟ ومن ثم فكر المسلمون فيما يمكن التغلب به على الفيلة، فأخذوا بأذنابها وذباذب توابيتها، فقطعوا وضنها، وارتفع عواؤهم فما بقى لهم فيل إلا أعرى وقتل أصحابها، وتقابل الناس، وردوا عنهم إلى موقفهم، وظل القتال دائراً حتى غربت الشمس وجن الليل، وانصرف الفريقان لاعادة التنظيم وتأمين المتطلبات الإدارية ولم يحقق أحد منهم نصراً حاسما؛ إلا أن المسلمين استطاعوا إحباط مخطط عدوهم الذي كان يعول عليه النصر من خلال زج الفيلة بالمعركة.
- وقد استطاع المسلمون في عشاء يوم ليلة (الهدأة) أن يجمعوا شهداءهم وجرحاهم ومن إرسالهم على ظهور الجمال إلى (العذيب) حيث كانت النساء هناك يقمن بالتطبيب والعمل على دفن الشهداء في قبور قمن بحفرها في أرجاء العذيب.
* يوم أغواث:
- كان من عادة المجوس ترك جثث قتلاهم من دون دفن لتحريم الديانة المجوسية ذلك، بينما كانت أرض المعركة خالية من جثث المسلمين كما ذكرنا سابقاً، مما كان له أبلغ الأثر على الفريقين معنوياً، وعند بزغ الشمس في اليوم الثاني الذي اصطلح عليه يوم (أغواث) جاء المدد من الشام بجيش العراق الذي شارك مع خالد بن الوليد في فتح الشام انظر خريطة (الخليفة عمر يسير الجيش الإسلامي إلى القادسية).
- وكان على مقدمة جيش (هاشم بن عتبة بن أبي وقاص) القائد (القعقاع بن عمرو التميمي) الذي أسرع بالمقدمة فسبق أصحابه حتى أدرك المعركة قبلهم، وقد أعملوا في أهل فارس، حيث استطاع القعقاع قتل ذا الحاجب بهمن جاذويه، نائب القائد العام، فكان لمقتله أثر معنوي على الجيش الفارسي، ثم قتل القعقاع قائد الساقة (البيرازان) إلى أن أكثر المسلمون القتلى في الجيش الفارسي؛ ويفسر الطبري هذا الضعف الذي اعترى الفرس بأنهم لم يستخدموا الأفيال.
- ورغم فقد استشهد من المسلمين أعداداً كثيرة، كان منها أبناء الخنساء الأربعة والذي قالت فيهم: (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجوا من الله تعالى أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
- وفي هذه المعركة استخدم المسلمون حيلة حينما قاموا بإلباس الأبل براقع ثم جعلوها تحمل على خيل الفرس مما اثارت الرعب فيها وهكذا انقضى اليوم الثاني دون أن حرز الفريقان نتيجة حاسمة، واستمر القتال إلى الليل ليلة (السواد).
* يوم عماس:
- في يوم عماس عاد جيش الفرس تدعمه الفيلة مرة ثانية، ولعب القعقاع وجنوده دوراً مهماً بصمودهم أمام جحافل الجيش الفارسي، وظل القتال مستعراً من الصباح إلى المساء دون يكون هناك منتصراً، قال الطبري: لما أمسى الهرير ولم بالقادسية قتال إلى الليل.
* يوم القادسية:
- وأصبح الناس ليلة القادسية وهي صبيحة ليلة الهرير، وهي تسمى ليلة القادسية من بين تلك الأيام...، وهم حسرى لم يغمضوا عيونهم ليلتهم كلها، وكان لابد للمسلمين من الصبر على القتال وقد قام فيهم القعقاع، واجتمع إليه رؤوس الناس، وقرروا الصمود لرستم ثم خالطوا الناس دونه مع الصبح، واستطاعوا الوصول إلى حيث سرير رستم، الذي لم يستطع أن ينجو بنفسه إلا حين هوى في العتيق ووراءه جند المسلمين فقتلوه، ثم نادى المسلمون قتل رستم، وكانت الرياح نشطة في اتجاه يحمل غبار المعركة ويلقى به فوق المجوس.
- ثم اشتدت وهي دبور، وقام عندئذ الجالنوس قائد المقدمة ونادى أهل فارس وطلب إليهم العبور، فتهافتوا في النهر فوخزهم المسلمون برماحهم فقتلوا منهم الأعداد الكبيرة، ولم يبلغ العصر حتى أمر سعد القعقاع بن عمرو بمطاردة من سفل في هربه نحو الشرق وخرج معه في تلك المطاردة أخوه عاصم وأمر شرحبيل بن السمط بقوة من ميسرته بمطارد من علا في هروبه نحو الشمال والشمال الغربي وذلك في مطاردة سريعة غير عميقة فلفلول ما زالت قريبة.
- وأمر خالد بن عرفطة بسلب القتلى وبدفن الشهداء. وبذلك انكسرت شوكة الفرس بعد هذه المعركة الحاسمة، والتي نصر الله المسلمين على الفرس المجوس نصراً مؤزراً.
* الأنفال في القادسية:
- أخذ سعد بتقسيم الغنائم على المجاهدين فكان نصيب الراجل ألفين ونصيب الفارس ستة آلاف. وقد أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعداً أن بفضل أهل البلاء عند العطاء فزادهم سعد خمسمائة لكل منهزم وكانوا خمسة وعشرين رجلاً منهم زهرة وعصمة الضبي... كذلك أمره أن يعطي من لحق بهم جيش الشام ممن لم يدرك القتال. ووزع سعد وأعطى ثم بقي عنده شيء كثير فكتب إلى عمر يسأله، فأمره أن يعطي حملة القرآن، فجاءه عمرو بن معدي كرب وبسر أبي رهم... فأعطاهما على بلائهما.
سعد بن أبي وقاص يزف بشر نصر القادسية للخليفة عمر رضي الله عنه
* سعد بن أبي وقاص يزف بشر نصر القادسية للخليفة عمر رضي الله عنه:
- كان سعد بن عميلة الفزاري هو رسول سعد بالفتح إلى عمر وكان عمر مازال يخرج إلى ظهر المدينة حين يصبح يستخبر الركبان عن أهل القادسية فإذا انتصف النهار رجع إلى أهله ومنزله. فلما لقي البشير سعد بن عملية سأله من أين قال: من القادسية. قال: يا عبد الله حدثني. قال: هزم الله العدو.
- هذا وسعد على ناقته لا يعرف عمر وعمر يخب معه ويستخبره حتى دخلاً المدينة وهما على ذلك فإذا الناس يقولون لعمر: السلام عليكم يا أمير المؤمنين! فجعل عمر يقول: لا عليك يا أخي. وقام عمر في الناس فقرأ عليهم كتاب سعد بالفتح ثم قال: (إني حريص على أن لا أدع حاجة إلا سددتها ما اتسع بعضنا لبعض، فإذا عجز ذلك عنا تآسينا في عيشتنا حتى نستوي الكفاف. ولو وددت أنكم علمتم من نفسي مثل الذي وقع فيها لكم، ولست معلمكم إلا بالعمل، إني والله ما أنا عبد الله عرض علي الأمانة فإن أبيتها ورددتها عليكم واتبعكم حتى تشبعوا في بيوتكم وتروا سعدت. وإن أنا حملتها واستتبعتكم إلى بيتي شقيت ففرحت قليلاً وحزنت طويلاً وبقيت لا أقال ولا أرد فاستعتب) واغتم عمر كثيراً لمصاب سعد بن عبيد وقال: (لقد كاد قتله ينغص علي هذا الفتح).
* من سعد إلى أمير المؤمنين عمر:
- ( أما بعد فإن الله نصرنا على أهل فارس ومنحهم سنن من كان قبلهم من أهل دينهم بعد قتال طويل وزلزال شديد. ولقد لقوا المسلمين بعدة لم ير الراءون مثل زهائها فلم ينفهم الله بذلك بل سلبهموه ونقله عنهم إلى المسلمين واتبعهم المسلمون على الأنهار وعلى طفوف الأجام وفي الفجاج. وفلان وفلان... ورجال من المسلمين لا نعلمهم، الله بهم عالم، كانوا يدوون بالقرآن إذا جن عليهم الليل دوي النحل. وهم آساد الناس لا يشبههم الأسود. ولم يفضل من مضى منهم بقي إلا بفضل الشهادة إذ لم يكتب لهم ).
* قال عاصم بن المقشعر:
فلو شهدتني بالقوادس أبصرت جلاد امرئ ماض إذا القوم أحجموا
أضارب بالمخشوب حتى أفله وأطعن بالرمح المتل وأقدم
تحركات القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد القادسية
* تحركات القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد القادسية:
1- أقام المسلمون في القادسية شهرين بعد المعركة انتظاراً لما يأمر به الخليفة عمر. ثم وردت عليهم مكاتبة الفاروق تأمرهم بالسير إلى المدائن.
2- نزل المسلمون على برس فلقوا جمعاً من الفرس بقيادة بصبهري، فهزمهم المسلمون فهربوا نحو بابل وبها بقايا المنهزمين في القادسية. ولما هزم بصبهري وعلم بذلك دهقان برس، قدم على زهرة قائد هذه العملية لاجئاً وعارضاً عليه العون، وأخبر عن الفرس الذين اجتمعوا في بابل تأكيداً لحسن النية. فتوجه المسلمون إليهم.
3- بقايا الفرس تفر من ملاقاة المسلمين؛ الهرمزان إلى الأهواز والفيرزان إلى نهاوند، والنخيرجان ومهران إلى بهر سير.
4- سعد يمكث أياماً بكوثي، ثم يقدم زهرة إلى بهرسير.
5- بلغ سعد بهرسير، فلما نزل عليها وأغلقت أبوابها بث خيوله فأغارت على من ليس له عهد فيما بين دجلة والفرات.