أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفصـــــل الثــــاني:
فتــــــح إيـــــــــران
* فتح جرجان سنة 22 هـ:
* عسكر سويد بن مقرن ببسطام، وكاتب ملك جرجان رزبان صول ثم سار إليها، وكاتبه رزبان صول، وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزاء، ويكفيه حرب جرجان، فإن غلب أعانه. فقبل ذلك منه، وتلقاه رزبان صول قبل دخول سويد جرجان؛ فدخل معه، وعسكر بها حتى جبى إليه الخراج، وسمى فروجها، فسدها بترك دهستان، فرفع الجزاء عمن أقام يمنعها، وأخذ الخراج من سائر أهلها؛ وكتب بينهم وبينه كتاباً:
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب من سويد بن مقرن لرزبان صول بن رزبان وأهل دهستان وسائر أهل جرجان؛ إن لكم الذمة، وعلينا المنعة؛ على أن عليكم من الجزاء في كل سنة على قدر طاقتكم؛ على كل حالم؛ ومن استعنا به منكم جزاؤه في معونته عوضاً من جزائه؛ ولهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وشرائعهم، ولا يغير شيء من ذلك هو غليهم ما أدوا أرشدوا ابن السبيل ونصحوا وقروا المسلمين، ولم يبد منهم جهده، ومن ضربه حل دمه.
شهد سواد بن قطبة، وهند بن عمرو، وسماك بن مخرمة، وعتيبة بن النهاس.
صحراء مدينة على طريق قومس ودامغان
جبال بهشهر بين ساري ونوكنده
وقت الغروب في ساري
أحد الصناع المهرة في الدامغان
بوابة قديمة في سمنان
* فتح طبرستان سنة 22 هـ:
* كتب إصبهبذ خراسان (حاكمها) إلى سويد بن مقرن في طلب الصلح عن طبرستان وجيلان(كيلان)، وعلى أن يتوادعا ويؤدي إلى شيئاً المسلمين على غير نصر ولا معونة على أحد، فقبل سويد ذلك منه وكتب له به كتاباً:
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب من سويد بن مقرن للفرخان إصبهبذ خراسان على طبرستان وجبل جيلان من أهل العدو؛ إنك آمن بأمان الله عز وجل على أن تلف لصوتك وأهل حواشي أرضك، ولا تؤدي لنا بغية، وتتقي من ولى فرج ارضك بخمسمائة ألف درهم من دارهم أرضك، فإذا فعلت ذلك فليس لأحد منا أن يغير عليك، ولا يتطرق أرضك، ولا يدخل عليك إلا بإذنك؛ سبيلنا عليكم بالإذن أمنة؛ وكذلك سبيلكم، ولاتؤون لنا بغية، ولا تسلمون لنا إلى عدو، ولا تغلون، فإن فعلتم فلا عهد بيننا وبينكم. شهد سواد بن قطبة التميمي، وهند بن عمرو المرادي، وسماك بن مخرمة الأسدي، وسماك بن عبيد العبسي، وعتيبة بن النهاس البكري.
سهول أمل بطبرستان
نقش درختان سرو بآمل
واجهة خان قديم في أمل
خان قديم في رشت
* فتح أذربيجان سنة 22هـ:
* صورة أرمينية وأذربيجان والران _ ابن حوقل النصيبي، المتوفى سنة 367 هـ:
* قال ابن حوقل... والذي ابتدأ به أرمينية والران وأذربيجان، وقد جعلتها أقليماً واحداً لأنها مملكة إنسان واحد فيما شاهدته سائر عمري، وما نقلت الأخبار به لم تقدمني..
والذي يحيط به مما يلي المشرق فالجبال والديلم وغربي بحر الخزر، والذي يحيط به مما يلي المغرب حدود الأرمن واللان وشيء من حدود الجزيرة، والذي يحيط به من الشمال فاللان وجبال القبق، والذي يحيط به من الجنوب حدود العراق وشيء من حدود الجزيرة.
وهذه صورة أرمينية وأذربيجان والران_ انظر خريطة ابن حوقل_، وأكمل هذه النواحي أذربيجان وأكبر مدنها أردبيل وأجلها، ... ويلي أردبيل في الكبر المراغة وكانت في قديم الأيام المعسكر ودار الإمارة وخزانة دواوين الناحية بها..
ويلي المراغة في الكبر أرمية (أرومية) وهي مدينة نزهة كثيرة الكروم والمياه الجارية في المدينة والضياع والرساتيق، وافرة الحظ من التجارات والغلات وبينها وبين المراغة بحيرة كبوذان (رضائية) ... والميانج والخونج وداخرقان وخوى وسلماس، ومرند وتبريز وبرزند وورثان وموقان والبيلقان والجابروان فهي مدن صغار متقاربة في الكبر والاقتصاد...
شرق أذربيجان
غرب أذربيجان
سهول زنجان جنوب شرقي أذربيجان
بحيرة أرومية (كبوذان - رضائية)
أردبيل
بادية أذربيجان
مساكن منحوتة في جبال أذربيجان
* فتــح دربــند وموقان سنة 22هـ:
نماذج من المخطوطات العربية في باكـــو
مدينة دربند (باب الأبواب) كما ترى من القلعة
معالي الشيخ / محمد بن ناصر العبودي ووفد رابطة العالم الإسلامي على شاطئ بحر الخرز (قزوين) في باكو
* قال البحتري:
أتسلى عن الخطوب وآسي لمحل من آل ساسان، درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه على جبل(القبق) إلى دارتي خلاط ومكس
* مع باب الأبواب (دربــــند):
- قال شيخنا محمد بن ناصر العبودي في وصف باب الأبواب: لا أدري كيف أصف شعوري وأنا أقبل على الأبواب الذي سماه أسلافنا العرب بهذا الاسم لمناعته وصعوبة الدخول منه، ولم يراعوا الترجمة الحرفية لاسمه وهي (دربند) التي معناها الحرفي: الباب المغلق ومعناها الفقهي: الباب الذي يستحيل الدخول منه عنوة.
ولكن الإسلام فتحه فتح حروب لأن فتوحات الحروب تزول بزوال الفاتحين وأما هذا الباب الذي كان مغلقاً على غير المسلمين فتحوه ولم يبالوا لفتحه بالألوف الذين استشهدوا منهم سبيل إعلاء كلمة الله ورفع راية التوحيد على هذه البلاد المنيعة في جبال القفج (القفقاس).
وقال الإخوة المرافقون ونحن على بلدة لا تبدو كبيرة: هذه دربند: لم يعرفوا أو ربما لم يريدوا أن يذكروا أن يذكروا التسمية التاريخية الإسلامية (باب الأبواب) وتبادر إلى ذهني الزهو بالدخول مع الباب المغلق حسب الترجمة الحرفية لاسمها القديم الذي لاتزال تعرف به أو (باب الأبواب) الذي لا تزال ذكرى المعركة بل الملحمة التي خاضها المسلمون فيه حية تؤثر ولكنني عدت إلى التفكير في – دخولنا ودخول أسلافنا – إلى دربند ...
ومن الغريب أن أسلافنا العرب قد سموا (دربند) باب الأبواب؛ لما سبق وسموها أيضاً بالباب وهم لا يعرفون في ذلك الوقت أنها كما أنها الدخول إلى القبج الحصينة فإنها أيضاً تعتبر باباً للقارة الأوروبية فنحن عندما دخلنا منها إلى القارة الأوروبية، وفارقنا القارة الآسيوية وأن كنا في الجميع داخل الاتحاد السوفيتي.
إلى الباب المغلق:
- توجه المكب بعد ذلك إلى رؤية السور العظيم الذي سمي المكان من أجله بالفارسية الباب المغلق (دربند) وسماه العرب الباب، أو باب الأبواب.
وهو جدير بأن يرى، بل جدير بأن نرحل إليه نحن العرب إذا كان ذلك للاتعاظ والاقتداء بالسلف في الجهاد في سبيل الله وركوب الصعاب في ذلك والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الله...
صعد الموكب إلى الجبل المطل على مدينة دربند على طريق لا بأس به إلى أن وقف في ميدان صخري قد حفت به أفاريز من الصخور المنقوشة على هيئة حواجز شرفات المنازل وبدت منه مدينة دربند واضحة أكثر المناظر فيها وضوحاً مسجدها العتيد الذي يتطاول عمره إلى ما يقرب من ثلاثة عشر قرناً، وبقايا مسجد قديم لا تزال أعمدته منتصبة كأنها الشهود على مجد زال، وعز أضاعه أهله فأضاعوا أنفسهم، وهذا المسجد المتهدم هم خارج العمارة في المدينة فوقها في الجبل ...
قال الأصطخري: وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها، أقول: يريد بحر الخزر المعروف الآن ببحر قزوين الذي يوجد فيه دون غيره من البحار سمك الكافيار الشهير...
وقيل إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفاً وسبعين أمة، لكل أمة لغة لا يعرفها مجاوروهم. وهم أولوا عدد وشدة ورجالة وفرسان .. وباب الأبواب: فرضة ذلك البحر.
أقول: ذكر اللغات وكثرتها في تلك الجبال قد تكرر وقد صار الخبر عنه متواتراً لأنه صحيح شاهدناه حتى إنني عندما ألقيت كلمتي في مسجد في تلك البلاد صار عن يميني مترجم وعن يساري مترجم لأن جماعة المسجد الواحد لا يعرفون لغة واحدة تجمعهم...
بتصرف عن كتاب (بلاد الداغستان) لمعالي الشيخ / محمد ابن ناصر العبودي، الأمين العام المساعد لرابطة العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
* استكمال فتح إقليم فارس سنة 23 هـ:
* فارس: فالذي يحيط بها مما يلي المشرق حدود كرمان ومما يلي المغرب كور خورستان، ومما يلي الشمال المفازة التي بين فارس وخراسان وبعض حدود أصبهان ومن الجنوب بحرها.
وفيها زنقة وزاوية تلي المفازة، وفي الحد الذي يصاقب البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره وزنقة وزاوية أخرى مما يلي أصبهان، وإنما وقعت هاتان الزنقتان كالزاويتين لأن من شيراز وهي واسطة فارس إليهما من المسافة نحو نصف ما بين شيراز، وكذلك جرم كرمان. وما في بطن هذه الصفحة صورة فارس...
قد صورت فارس بحدودها ولم آت فيها برستاق لانتشار ذلك وكثرته ولا الجبال، لأنه ليس بفارس بلد إلا وبه جبل أو يكون الجبل بحيث تراه إلا اليسير، ولم أصور إلا مدينة لها منبر مذكور مشهور وقد تحريت واجتهدت في الرسالة فيما يعلم من قرأها موقع كل كورة برساتيقها ومواضع المدن بها.
فأما ما بها من المدن والزموم والأحياء والحصون وبيوت النيران والأنهار والبحيرات والكور فإن كورها خمس، وأوسعها وأعرضها وأكثرها مدناً ونواحي كورة أصطخر، ومدينتها جور، ... وتليها في الكبر؛ كورة دارابجرد ومدينتها دارا بجراد، وفسا هي أكبر منها وأعمر غير، أن الكورة منسوبة إلى دارا الملك وهي مدينته التي ابتناها لهذه الكورة.
وتليها في الكبر كورة الرجان؛ وتليها كورة سابور وهي أصغر كور فارس ومدينتها سابور، وبهذه الكورة مدن كبيرة هي أكبر منها كالنوبندجان وكازرون، ولكن هذه الكورة تنسب إلى سابور وهو الذي ابتنى المدينة المعروفة بسابور المشهورة بالثياب السابوري. ...
وأما بيوت نيرانها فإنه لا تخلو ناحية ولا مدينة بفارس إلا القليل من بيوت النيران، والمجوس أكثر أهل الملل بها ولهم من البيوت بيوت يفضلونها في التعظيم... غير أن المشاهير التي يفضلونها على غيرها في التعظيم منها بيت نار الكاريان ويعرف ببيت نار فرا.
وبيت نار بجره ينسب إلى دارا بن دارا، وبه تحلف المجوس في المبالغة بأيمانهم.
وبيت نار عند بركة جور ويسمى بارين، وحدثني من قرأ عليه بالفهلوية أنه عليه ثلاثون ألف ألف درهم. وبيت الذي على باب سابور يعرف بسيوخشين وآخر على باب سابور محاذياً لباب ساسان يعرف بجنبذ كاوسن، وبكازرون بيت نار يعرف بحفته، وبها أيضاً بيت نار يعرف بكواذن.
وبشيراز بيت مار يعرف بالكارنيان وبها بيت آخر يعرف بهرمزد. وعلى باب شيراز بالقرية المعروفة بالسوكان بيت نار يعرف بالمنسريان ويرى هذا من شيراز.