أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفصـــــل الأول:
فتــــــح العــــــراق
* معركة القادسية:
أفراد قبيلة قحطان المشاركين في معركة القادسية
أفراد قبيلة عدنان المشاركين في معركة القادسية
الخليفة عمر يسير الجيش الإسلامي إلى القادسية
1- الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ يشيع الجيش من صرار إلى الأعوص ثم يخطب فيهم قائلاً: (إن الله تعالى إنما ضرب الكم الأمثال، وصرف لكم القول، ليحيي به القلوب؛ فإن القلوب ميتة في صدورها حتى يحييها الله؛ من علم شيئاً فلينتفع به؛ وإن للعدل أمارات وتباشير، فأما الأمارات فالحياء والسخاء والهين واللين، وأما التباشير فالرحمة؛ وقد جعل الله لكل أمر باباً، ويسر لكل باب مفتاحاً، فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد. والاعتبار ذكر الموت بتذكر الأموات، والاستعداد له بتقديم الأعمال، والزهد أخذ الحق من كل أحد قبله حق، وتأدية الحق إلى كل أحد له حق... ثم أمر سعداً بالسير).
2- كتب عمر سعد من خروجه من زرود إلى شراف (أن ابعث إلى فرج الهند ـ الأبلة ـ رجلاً ترضاه يكون بحياله ويكون ردءا لك من شيء إن أتاك من تلك التخوم).
3- الفرس تبعث بعميل من عملائها العرب ويدعى قابوس بن المنذر إلى القادسية وتقول له: (ادع العرب وأنت على من أجابك وكن كما كان أبوك). وأخذ يكاتب العرب من وائل؛ فعلم المعنى بن حارثة بالخبر فخرج إليه ليلاً من ذي قار فكبس وعلى أصحابه، ثم خرج إلى سعد بن لأبي وقاص.
4- كتب عمر إلى سعد: (أما بعد، فسر من شراف نحو فارس بمن معك من المسلمين؛ وتوكل على الله، واستعن به على أمرك كله؛ واذا انتهيت إلى القادسية والقادسية باب فارس في الجاهلية، ثم الزم مكانك فلا تبرحه).
5- قال الطبري: (كتب عمر إلى أبي عبيدة مع كتاب سعد، ففصل كتابهما إليهما، فأمر أبا عبيدة في كتابه بصرف أهل العراقوهم ستة آلاف، ومن اشتهى أن يلحق بهم).
6- وأمر عمر سعداً بالسير، وقال: إذا انتهيت إلى زرود فانزل بها؛ وتفرقوا فيما حولها، واندب من حولك منهم، وانتخب أهل النجدة والرأي والقوة والعدة).
الخليفة عمر يطلب من سعد وصف موقع القادسية
1- حينما وصل بن أبي وقاص إلى القادسية، قدم عليه كتاب جواب عمر: أما بعد، فتعاهد قلبك، وحادث جندك بالموعظة والنية والحسبة، ومن غفل فليحدثها؛ والصبر الصبر؛ فإن المعونة تأتي من الله على قدر النية؛ والأجر على قدر الحسبة. والحذر الحذر على من أنت بسبيله، واسألوا الله العافية، وأكثروا من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، واكتب إلي أين بلغك جمعهم، ومن رأسهم الذي يلي مصادمتكم؛ فإنه قد منعني من بعض ما أردت الكتاب به قلة علمي بما هجمتم عليه، والذي استقر عليه أمر عدوكم؛ فصف لنا منازل المسلمين، والبلد الذي بينكم وبين المدائن صفة كأني أنظر إليها، واجعلني من أمركم على الجلية، وخف الله وارجه ولا تدل بشيء. وأعلم أن الله قد وعدكم. وتوكل لهذا الأمر بما لا خلف له؛ فاحذر أن تصرفه عنك، ويستبدل بكم غيركم.
2- كتب سعد إلى عمر بصفة البلدان: إن القادسية بين الخندق والعتيق، وإن ما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين؛ فأما أحدهما فعلى الظهر، وأما الآخر فعلى شاطئ نهر يدعى الحضوض؛ يطلع بمن سلكه على ما بين الخورنق والحيرة وما عن يمين القادسية إلى الولجة فيض من فيوض مياههم.
- وإن جميع من صالح المسلمين من أهل السواد قبلي ألب لأهل فارس قد خفوا لهم، واستعدوا لنا. وإن الذي أعدوا لمصادمتنا رستم في أمثال له منهم؛ فهم يحاولون إنغاضنا وإقحامنا؛ ونحن نحاول إنغاضهم وإبرازهم؛ وأمر الله بعد ماضٍ؛ وقضاؤه مسلم إلى ما قدر لنا وعلينا؛ فنسأل الله خير القضاء، وخير القدر في عافية.
الخريطة التنظيمية لجيش سعد بن أبي وقاص في القادسية
قال الطبري: فبعث سعد إلى المغيرة؛ فانضم إليه وإلى رؤساء القبائل، فأتوه، فقدر الناس وعباهم بشراف، وأمر أمراء الأجناد، وعرف العرفاء؛ على كل عشرة رجلاً، كما كانت العرافات أزمان النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر على الأعشار رجالاً من الناس لهم وسائل في الإسلام، وولى الحروب رجالاً- انظر المخطط الخاص بالهيكل التنظيمي لجيش سعد في القادسية-... فكان أمراء الأعشار، والذين يلون الأمير، الرايات والقواد رؤوس القبائل، وقالوا جميعاً: لا يستعين أبو بكر في الردة ولا على الأعاجم بمرتد، واستنفرهم عمر ولم يول منهم أحداً... وبعث عمر الأطبة، وجعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي ذا النور، وجعل إليه الأقباض وقسمة الفيء، وجعل داعيتهم ورائدهم سلمان الفارسي.
غارات المسلمين قبل القادسية
1- القائد سعد بن أبي وقاص؛ يبعث جيشاً بقيادة بكير بن عبد الله الليثي إلى الحيرة، حيث استطاعت هذه القوة أن تكمن في النخيل وتغير على شيرزاذ بن آزاذبه، وتقصم صلبه وتأخذ ابنته في ثلاثين امرأة من الدهاقين ومائة من التوابع، ومعهم ما لا يدرى قيمته ثم عاد المسلمون بما أفاء الله عليهم إلى سعد في العذيب بالقرب من القادسية.
2- القائد سعد بن أبي وقاص؛ يبعث عاصم بن عمرو إلى ميسان، الذي استطاع أن يستولي على الأبقار والأغنام فيها وأن يأتي بها إلى الجيش الإسلامي في معسكره بالقرب من القادسية. قال الطبري: وكان اليوم يوم الأباقر.
3- القائد سعد بن أبي وقاص؛ يبعث الغارات ما بين كسكسر الأنبار، حيث استطاعت قواته أن تحوي على الشيء الكثير من الأطعمة.
4- سعد بن أبي وقاص؛ يبعث عيوناً إلى أهل الحيرة وما حولها، ليعلموا له خبر أهل فارس؛ فأخبره بإمارة رستم على الجيش.