أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفصـــــل الأول:
فتــــــح العــــــراق
فتح تكريت في جمادى الأولى سنة 16هـ
* فتح تكريت في جمادى الأولى سنة 16 هـ:
1- الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجيب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بشأن تكريت.
2- القائد سعد بن أبي وقاص يأتمر بأوامر الفاروق؛ ويوجه عبد الله بن المعتم إلى تكريت لملاقاة جيش الأنطاق.
3- الأنطاق يقوم بحفر خندق للاحتماء خلفه، فضرب عليهم المسلمون حصاراً لمدة أربعين يوماً، انتهى بسقوط تكريت.
- كتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بشأن تكريت أن (سرح إلى الأنطاق عبد الله بن المعتم، واستعمل على مقدمته ربعي بن الأفكل العنزي وعلى ميمنته الحارث بن حسان الذهلي وعلى ميسرته فرات بن حيان العجلي وعلى ساقته هانئ بن قيس وعلى الخيل عرفجة بن هرثمة. فإن هزموا عدوهم فأمر عبد الله بن المعتم بتسريح الأفكل العنزي إلى الحصنين) الحصنيان: نينوى والموصل.
فتح الموصل ونينوى سنة 16 هـ
* فتح الموصل ونينوى سنة 16 هـ:
1- قوات عبد الله بن المعتم؛ تواصل زحفها من تكريت إلى الحصنين (الموصل ونينوى) بقيادة: ربعي بن الأفكل العنزي، وبقي هو مع ألف من جنده في تكريت.
2- خرج مع ابن الأفكل القبائل التي أسلمت واشتركت مع المسلمين في تكريت.
3- ربعي بن الأفكل يتقدم قواته إلى الحصنين، ويقسمها إلى فرقتين: فاقتحم المسلمون الحصنين بعد أن أذعن أهلها بالاستسلام.
- وفي تكريت اقتسم المسلمون الأنفال، فكان للفارس ثلاثة آلاف درهم وللراجل ألف، وبعثوا بالفتح مع الحارث بن حسان الذهلي، وبالأخماس مع فرات بن حيان العجلي، وصارت الموصل ثغراً من ثغور المسلمين ولي شؤون حربها ربعي بن الأفكل العنزي وولي خراجها عرفجة بن هرثمة البارقي.
جامع نبي الله يونس بن متى عليه السلام في الموصل
- وفي رواية ثانية في فتح الموصل فيما حكاه البلاذي في فتوجه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن فرقد السلمي الموصل في سنة عشرين، فسار إليه فقاتله أهل نينوى، فآخذ حصنها وهو الشرقي من دجلة عنوة، وعبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على الجزية والإذن لمن أراد الجلاء في الجلاء، ووجد بالموصل ديارات فصالحه أهلها على الجزية ثم فتح المرج وقراه وأرض باهذرى وباع ذرى وحبتون ففتحها وأتى تل الشهارجة والسلق الذي يعرف ببني الحربن بن صالح بن عبادة الهمداني صاحب رابطة الموصل ففتح ذلك كله وغلب عليه.
- عزله عمر رضي الله عنه –أي عتبة– عن الموصل وولاها هرثمة بن عرفجة البارقي، وكان بها في الجانب الغربي حصن وبيع للنصارى ومنازل ومحلة لليهود، فمصرها هرثمة وأنزل العرب بها.
البناء الحديث لدير مار متى بالموصل
* نينوى: كورة من كور الموصل من عمل الجزيرة، وهي مقابلة للموصل بينهما دجلة، وإلى أهلها بعث يونس بن متى عليه السلام، وكان قومها يعبدون الأصنام، فكان من أمره وأمر قومه ما نصه الله تعالى في كتابه:( فلولا كانت قرية آمنت فنعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا )... وأول من بنى هذه المدينة ملك يقال له بسوس كان ملكه من شاطئ دجلة إلى أرمينية إلى بلاد أذربيجان إلى حد الجزيرة والجودي،
وكان ملك الموصل محارباً لملك نينوى، ثم غلب ملك الموصل على نينوى، ورجعت جميع هذه الممالك إلى ملوك فارس، حتى أتى الله بالإسلام، وقد خربت وآثار سورها بينة وأصنام من حجارة مكبوبة على وجوهه.
القسم الباقي من عمارة الأربعين في تكريت
* تكريت: بالعراق بين دجلة والفرات، وقيل هي من كور الموصل، من سرَّ من رأى إلى تكريت، وهي مدينة قديمة كبيرة واسعة الأرجاء جميلة الأسواق كثيرة المساجد غاصة بالأهل، أهلها أحسن أخلاقا وقسطاً في الموازين من أهل بغداد، ودجلة منها في جوفها ولها قلعة حصينة على الشط هي قصبتها المنيعة ويطيف بالبلد سور، وهي من المدن العتيقة، وهي على شاطئ دجلة في الجانب الغربي ينزلها قوم يقال لهم الجرامقة وبها تجار مياسير،
ومنها تأخذ فوهة النهر الإسحاقي الذي حفره المعتصم إلى الضياع التي استنبطها في الجانب الغربي بسر من أرى، وبين تكريت والموصل ثلاث مراحل، والغالب على أهل تكريت أنهم نصارى وأبنيتهم بالجص والآجر، ومن تكريت يشق نهر دجيل الآخذ من الدجلة فيشق ربضها ويمر إلى سواد سرّ من رأى فيعبره إلى قرب بغداد.
فتح هيث (هيت) وقرقيسياء
* فتح هيث (هيت) وقرقيسياء:
1- إمدادات رومية لمساندة نصارى العرب في أرض الجزيرة الفراتية، بعد خسائر الروم المتتالية على المسرح الشامي.
2- الجيش الرومي ونصارى العرب يبعثون جنودهم إلى أهل هيث، ويقومون بحفر خندق لتحصين المدينة ضد المسلمين.
3- كتب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى الخليفة عمر رضي الله عنه بشأن جيش التحالف فجاء خطابه على النحو التالي:( أبعث إليهم عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف في جند. وابعث على مقدمته الحارث بن يزيد العامري وعلى مجنبتيه ربعي بن عامر، ومالك بن حبيب ) فخرج عمر من المدائن بجيشه إلى هيث وقد وجد العدو متمترس بالخندق فترك الأخبية وخلف على هيث الحارث بن يزيد.
4- عمر بن مالك يخرج بنصف الجند ويتجه صوب قرقيسياء ويفتحها عنوة ويجبر الأهالي على دفع الجزية مقابل حماية المسلمين لهم.
5- كتب عمر بن مالك إلى الحارث بن يزيد: (إنهم إن استجابوا فخل عنهم فليخرجوا، وإلا فخندق على خندقهم خندقاً أبوابه مما يليك حتى أرى من رأيي). واستجاب المحاصرون في هيث لهذا العرض، فانضم جند المسلمين إلى عمر بن مالك وجلا الأعاجم فانضموا إلى أهل بلادهم.
* قال عمر بن مالك يصف فتح هيث وقرقيسياء:
ونحن جمعنا جمعهم في حفيرهم بهيث ولم نحفل لأهل الحفائر
وسرنا على عمد نريد مدينة بقرقيسيا سير الكماة المساعر
فجثناهم في دارهم بغتة ضحى فطاروا وخلوا أهل تلك المحاجر
فنادوا إلينا من بعيد بأننا ندين بدين الجزية المتواتر
قبلنا ولم نردد عليهم جزاءهم وحُطناهم بعد الجزا بالبواتر
* فتح ما سبذان:
1- بعد رجوع هاشم بن عتبة من جلولاء إلى المدائن، بلغ سعداً ابن الهرمزان قد جمع جمعاً فخرج بهم إلى سهل ماسبذان.
2- كتب سعد إلى عمر يخبره بهذا التحرك الفارسي، فكتب إليه عمر:( ابعث إليهم ضرار بن الخطاب في جند واجعل على مقدمته ابن الهذيل الأسدي، وعلى مجنبتيه عبد الله بن وهب الراسبي، حليف بجيلة، والمضارب بن فلان العجلي ).
3- القوات الإسلامية تتجه إلى سهل ما سبذان (هنداف)، وتلتقي مع القوات المجوسية.
- القوات الإسلامية توقع الكثير من القتلى في الجانب المجوسي، وتأخذ آذن سلما وتأسره وتوقع الهزيمة في جيشه، ثم تقوم بقتله وتخرج في الطلب حتى تنتهي إلى السيروان وتأخذ ماسبذان عنوة، مما أدى إلى هروب أهلها في الجبال، فدعاهم المسلمون فاستجابوا لهم، وأقام بها ضرار حتى تحول سعد من المدائن، فأرسل إليه فنزل الكوفة واستخلف ابن هذيل على ما سبذان.
* قال ضرار بن الخطاب:
ولما لقينا بهندف جمعهم أناخوا وقالوا اصبروا آل فارس
فقلنا جميعاً نحن أصبر منكم وأكرم في يوم الوغا والتماس
ضربناهم بالبيض حتى إذا انثنت أقمنا لها مثلاً بضرب القوانس
فما فنيت خيل تقص طريقهم وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس
فعادوا لنا دنياً ودانوا بعهدنا وعدنا عليهم بالنهى في المجالس