لفلي سمايل

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

تاريخ الإضافة : 5-2-1438 هـ

الباب الثالث:

دويلات الطوائف وملوك المغرب

 

الفصل الثالث : عهد الموحدين

رابعاً: يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك:

- بعد وفاة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، بويع لولي عهده وأكبر أبنائه أبي يوسف يعقوب الذي لقب بالمنصور في إشبيلية ثم في المغرب إذ رحل إلى مراكش، كان في الخامسة والعشرين من عمره لما بويع، فبدأ حياته بعد توليه إمارة المؤمنين بتوزيع المال على المحتاجين، وبسط العدل، ورد المظالم، واتخذ لنفسه مجلساً يجلس فيه للاستماع إلى المتظلمين، وبنا ضاحية له ولحاشيته قرب العاصمة مراكش سميت الصالحة.

 

* عام 583هـ - 1187م صلاح الدين واسترجاع بيت المقدس:

- ويموت في هذه الفترة 581هـ ابن الرّنك ملك البرتغال ويأتي ابنه شانجة من بعده، وكذلك حدثت أمور عظيمة في المشرق الإسلامي حيث تمكن صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ أن يسترد بيت المقدس بالمجاهدين بعد رزحت 90 عاماً في الأسر، ونرجو الله سائلين أن يعيد إلى المسلمين فلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى برجال مثل أولئك وبقائد مثله في هذا العصر.

 

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

المسجد الأقصى والقدس الشريف

 

* عام 585هـ - 1189م اضطرابات في حكم الموحدين:

- ووقعت أحداث في المغرب بين الموحدين والثائرين عليهم من بقايا المرابطين في الجزر الشرقية والشاطئ الشمالي المجاور للشمال الإفريقي كأسرة ابن غانية، وكذلك بعض الحكام الذين ادعوا أنهم من قبل الخليفة العباسي في بغداد، وكذلك من بعض أقارب المنصور كعمه وأخيه، وأخرت هذه الأحداث اهتمام أمير المؤمنين بالأندلس إلى سنة 585 هـ، وما كاد المنصور يتغلب على تلك الاضطرابات ويستقر في عاصمة ملكه، وبعد أن اطمأن إلى بسط السيطرة كاملة على أرجاء مملكته حتى بدأ يهتم بأمور الأندلس، كانت الأخبار التي جاءت من الأندلس تدعو أن يبادر المنصور ليهتم بها، وتأخذ من تدبيره حيزاً كاملاً لتفادي وقوع المزيد منها، فقد زاد عدوان البرتغاليين من جهة على مناطق جنوب غرب الأندلس، وانتهى بالاستيلاء على مدينة شلب وذلك بمساعدة السفن الصليبية التي بلغ عددها أربعين سفينة، وضرب على المدينة الحصار، وثبتت بقوة، ولما قطعوا المياه عنها طلب أهلها التسليم، فدخلها البرتغاليون والصليبيون بعد حصار دام ثلاثة أشهر، فخرجوا في أنفسهم فقط مع أن الصليبيين طلبوا إبادتهم.

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

أداتان جراحيتان طبيتان تدلان على التطور العلمي للمسلمين في الأندلس

 

* عام 586هـ - 1190م عبور الأمير:

- كما وصلت غارات مملكة قشتالة على حدود مدينة إشبيلية، فبدأت يعد الجنود والمؤن، واعتمد على المتطوعة فقط، وحين تجمعت الحشود وهو يتكفل لها بتوفير العتاد والسلاح والمؤن خرج من العاصمة مراكش متوجهاً إلى رباط الفتح على المضيق، وعبر المضيق، وعبر المضيق بقواته في أواخر 586هـ، ووصل إلى قرطبة واجتمع بالقوات الموحدية وسائر المتطوعين والمجاهدين من الأندلس.

 

* حصار شلب:

واتجه بها جميعاً نحو مدينة شلب فحاصرها وشدد الحصار عليها وعلى حصن قريب منها يدعى طومار، وقام بأعمال عسكرية، لكنه رأى أن يفك الحصار ويعود إلى إشبيلية ليعيد الكرة، وقد شدّد بالأوامر الصارمة على عملية الانسحاب مستفيداً من عملية الانسحاب الفاشل من شنترين زمن والده.

 

* الهدنة مع النصارى:

- وأثناء وجوده في قرطبة جاءته رسل من ملك قشتالة لعقد الهدنة معه والتحالف على قتال النصارى غيرهم، فرأى في ذلك مصلحة للمسلمين، فعقد الهدنة معهم لمدة خمس سنوات، وكذلك عقد مع ملك ليون الهدنة إذ طلب إليه الأخير ذلك.

 

* الاهتمام بالناس:

- ونظر في شؤون الناس، وحارب المنكرات، ودقق في سجلات الموقوفين فأطلق سراح من يستحق ذلك، وأعدم من حكم عليه بحق، ولكنه لم ينس تحقيق هدفه وهو استرداد شلب، وضرب قوة البرتغال وإيقاف خطرها.

 

* عام 587هـ - 1191م فتح أبي دانس:

- ولما اكتملت استعداداته خرج من إشبيلية سنة 587هـ متوجهاً نحو الشمال الغربي للأندلس، وضرب الحصار على قصر أبي دانس، وحاولت قواته اقتحام الأسوار إلا أن البرتغاليين أمطروهم بالنبال والحجارة، لذلك أوقف المنصور القتال ثلاثة أيام للاستعداد بهجوم أقوى، وجاءت سفنه من النهر فحاصرت المدينة، وأمر الخليفة بالهجوم الذي وصل إلى ذروته، فطلب أهلها الأمان، فدخلها الجيش الموحدي.

 

* عام 587هـ - 1191م فتح شلب:

- ثم سار الموحدين نحو الجنوب تجاه مدينة شلب فضربوا حولها حصاراً محكماً، ونصبوا المجانيق وأمطروها بوابل من الحجارة ليلاً ونهاراً، وكان حراسها نائمين فتسلق بعض الجنود الأسوار ونصبوا الرايات وكبروا، فلما أصبح الصباح كانت المدينة مستسلمة، وعادت إلى المسلمين بعد سقوطها بعامين، وبعد أن أمضى المنصور أياماً يستريح فيها عاد إلى إشبيلية، وبقي فيها حوالي شهرين يقف على ما تابع من قبل في إدارة الأندلس، وتنظيم الإدارة والجيش والثغور، ثم عاد إلى المغرب "مراكش العاصمة" في رمضان 587هـ.

 

* إقرار الأمور في المغرب:

- مكث المنصور في مراكش عدة سنوات، مرض وعوفي ثم أخذ البيعة لابنه أبي عبد الله الناصر وكان عمره عشر سنين، واهتم بعمران ضاحية رباط الفتح التي سميت بالمهدية، وكان يحب البناء والعمران، ويستكمل الاستعداد الدائم لمجابهة الحوادث التي ظهرت في إفريقية وفي طرابلس وغيرها تتمرد على حكم الموحدين، فقرر أن يتوجه إليها لتهدئة الأحوال المضطربة، ولإعادة السلام والأمن، ولبسط سيطرة الموحدين.

 

* عام 590هـ - 1194م خيانة النصارى:

- لكن قدوم ولاة الأندلس عليه وهو في رباط الفتح عام 590هـ، وبيانهم له أن ألفونسو الثامن ملك قشتالة قد أصبح في حلّ من عهده، وأنه بدأ يرسل الغارات والسرايا التي تعيث فساداً في بلاد المسلمين حتى إنها وصلت إلى أطراف إشبيلية، شغله عن المتمردين ورأى أنه من الأولى به أن يتوجه إلى الأندلس.

 

* عبور الأمير:

- فعبرت قواته والمتطوعون، ومنهم العلماء والفقهاء في سنة 591هـ، ثم عبر هو المضيق ونزل "طريف"، ثم إلى إشبيلية.

 

* عام 591هـ - 1195م معركة الأرك:

- لما وصلت إلى ألفونسو الثامن (ملك قشتالة) أخبار تقدم الجيوش الموحدين نحو إشبيلية فقرطبة حشد الجيوش، وأرسل يطلب إلى النصارى "ليون، والبرتغال" مساعدات ومدداً، وأرسل إلى البابا الذي أعلن الغفران ودخول الجنة لكل من يبادر ويتطوع مع ألفونسو الثامن، فاجتمع حوله من نصارى أوروبا الكثير، وكان واثقاً من نصره على الموحدين، فبادر حيث نزل بحصن أنشأه من قبل في منطقة تدعى "الأَرَك"، وانتظر لقاء الموحدين هناك على حدود مملكته، وتوجه الموحدين نحو المنطقة، وعندما نزلوا قريباً منها، حدثت اشتباكات بين قوات الاستطلاع من الطرفين، وكان المسلمون هم المنتصرون غالباً، وكان المنصور يأخذ آراء القادة ومشايخ القبائل، وأصحاب الرأي فأشار عليه أبو عبد الله من صناديد قادته برأيه وخلاصته:

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

مناوشات معركة الأرك

 

* خطة المعركة:

- أنه يجب أن تبدأ المعركة باشتباك أهل الأندلس والمتطوعين، وكذلك القوات التي أتت من المغرب والمتطوعين، وأن يبقى الخليفة في المؤخرة ومعه جيوش الموحدين في موضع مستور، فإن أسفرت النتيجة عن انتصار المسلمين فيها، وإن أسفرت عن هزيمتهم، فعندئذ يبادر الخليفة في قواته إلى لقاء العدو وليحمي ظهور المسلمين، ويكون العدو عندئذ قد خبت قواه، فيكون النصر للمسلمين، وأعجب الخليفة بهذا الرأي وقرر أن يجري المعركة به.

 

* معركة الأرك لا تقل أهمية عن معركة حطين بنتائجها وحوادثها، يجهلها كثير من المسلمين. فمن ينتصر؟

- جيش المنصور مائتا ألف ما بين فارس وراجل.

- جيش ألفونسو الثامن مائتا ألف راجل وخمسة وعشرون ألف فارس.

- فالجيشان متكافئان ويلتقيان في وسط الأندلس. فلمن النصر؟

 

* التجار اليهود:

- ومن عجيب ما رواه المؤرخون أن تجاراً من اليهود صحبوا ألفونسو الثامن وجيشه وكانوا على يقين أنه هو المنتصر، وجاءوا بالأموال اللازمة لشراء أسرى المسلمين، ومثلهم كمثل جوارح الطير، إذ يمدح النابغة ملكاً جاهلياً (عمرو بن حارث الغساني):

إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه                     عصائب طير تهتدي بعصائبِ

    جوانحَ قد أيقنَّ أن قبيلَة                            إذا ما التقى الجيشان أولُ غالبِ

 

- ثم هو الغرور غرور الطاغية  وأعوانه كما كان في غزوة الزلاقة.

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

تاجر يهودي في الأندلس

 

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

صورة من داخل الكنيس اليهودي في الأندلس

 

* دعاء الصالحين:

- ولما تقابل الجيشان: ساءت بعض النفوس، وظنت بعض الظنون لأنهم يرون للمرة الأولى جيشاً للعدو بهذا العدد الكبير، وكتلته الضخمة:

تجمع ّ فيه كلُّ لَسْنِ وأمة              فما يُفهم الحداثَ إلا التراجمُ

 

- فاتجه هؤلاء يطلبون ممن يظنون بهم الصلاح، ويتوسمون فيهم الخير أن يدعوا بالنصر للمسلمين، وأن يجأروا إلى الله ليعز جيشه، ويهزم هؤلاء وحده، وكان المنصور يتضرع إلى الله، وقد بلّغ القائد أن يقول للجند: إنه يقول لكم اغفروا لأمير المؤمنين فإن هذا موضع غفران وتغافروا فيما بينكم، وطيبون نفوسكم، وأخلصوا لله نياتكم، فبكى الناس، وأعظموا ما سمعوه من سلطانهم، وما جرى عليه من حسن معاملتهم، وصاحوا من جانبهم يطلبون الغفران من الخليفة، وأنهم بيمن نيته، وصدق طويته، يرجون الخير من الرحمن.

 

* الخطبة:

- ثم قام القاضي ابن حجاج وألقى خطبة بليغة تفيض حماسة وبياناً في الحث على الجهاد، وفضله ومكانه،  وقدره عند الله سبحانه وتعالى، فكان لهذا القول آثاره في إنعاش النفوس، وتنبيه الضمائر، وإذكاء العزائم.

 

* القائد:

- أعطى المنصور القيادة العامة للقائد يحيى بن أبي محمد بن أبي حفص، بينما بقي هو ومن معه في موضع يكمن فيه للخروج عند الحاجة.

 

* الضجيج:

- وتقدم المسلمون ببطء، واندفع النصارى القشتاليون ومن معهم يصدرون أصوتاً مرعبة، وضوضاء وضجيجاً يريدون إلقاء الرعب والوهن في صفوف المسلمين، فقد كان موقع النصارى أعلى الربوة بينما موقع المسلمين كان أسفلها.

 

* الهجوم النصراني:

- والتحم الجيشان، وبدأ الضغط النصراني، واشتد زخم الهجوم على ميسرة الجيش الإسلامي، مما جعل المنصور يتجه بنفسه نحو الميسرة ليثبت الصفوف، وليحض على الصبر و المصابرة، وليذكرهم أن أهل الأندلس أمانة في أعناقهم، وإن كان يعرض نفسه للخطر.

- في مثل هذه المواقف تظهر عبقرية القائد، وبها يستطيع أن يترك أثراً طيباً في نفوس المقاتلين، أنها الشهامة! وإنها النجدة! وهو الإقدام.

- ثم اشتد الهجوم النصرانية العنيف على قلب الجيش الإسلامي ظاناً أنه مكان تواجد الخليفة، وقد استشهد كثير من المسلمين هنا حتى إن القائد العام وقع شهيداً مع من حوله من الجند.

 

* اشتداد القتال:

- واشتد القتال بين الفريقين، وسالت الدماء بغزارة، وكثر القتلى في مقدمة جيش النصارى، ومازال المنصور يحث جنده على مزيد من الثبات والهجوم وردّه، وقد استشهد الكثير منهم.

 

* النصر العظيم:

- وجاء النصر ولاح البشرُ، إذ بدأت الهزيمة في جيش العدو، وتقهقر الجند القشتالي بمجموعه نحو الربوة التي عليها القلعة "الأرك" وولوا الأدبار، وولى ألفونسو الثامن في نحو عشرين فارساً من أصحابه تحت جنح الليل لا يلوي على شيء، فلم يتوقف إلا في طليطلة.

- كانت حصيلة القتلى من القشتاليين زهاء ثلاثين ألفاً، واستشهد من المسلمين اقل مما ذكروه كثيراً.

- وأحاط المسلمون بحصن الأرك يظنون أن ألفونسو الثامن محتمٍ به، فدخلوه عنوة، وأضرموا النار في أبوابه، وأخذوا كل ما فيه.

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

قاعة قصر السفراء في إشبيلية

 

* تطوير الأندلس:

- عاد المنصور إلى إشبيلية يشرف على تنظيم أمور المسلمين، ويدعو كل من له مظلمة أن يرفعها لأمير المؤمنين، ويقسم الغنائم مما استولى عليها جنده، ليستغني الناس وتتحسن أوضاعهم المعيشية، وأتم بناء مسجدها ومئذنته الشهيرة (لاغيرالدا) الباقية إلى اليوم، كما بعث عدداً من السرايا نحو جيوب العدو، كما بعث جنداً ليخضعوا قلعة رباح، وقد وصلت قوة منهم إلى طليطلة وأقامت بها أياماً ولم يجربوا فتحها.

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

إشبيلية، خرلدا: حولت صومعة مسجد الجمعة الموحدي إلى قبة جرس للكاتدرائية ولقد حافظ على هيأته الفريدة حتى في نوافذه المزدوجة

 

* عام 594هـ - 1198م الهدنة:

- ثم أثناه مكوثه هناك وقعت هدنة بين الموحدين وبين مملكة قشتالة مدتها عشر سنوات.

- كان ذلك عام 594هـ، حيث رأى المنصور أن الحرب معها تحتاج إلى إعداد أكثر.

- وحين استقرت الأحوال في الأندلس، عاد المنصور عام 595هـ إلى المغرب، فمراكش، وثمة سؤال يجول في الخاطر: لم لم يقم باستعادة طليطلة القريبة منها، ومعه هذا العدد الهائل من الموحدين والمتطوعين؟

يعقوب المنصور بن يوسف ومعركة الأرك - عهد الموحدين

استفاد التجار الأندلسيون من الهدنة واستقرار الأوضاع في الأندلس

 

* عام 595هـ - 1199م وفاة المنصور:

- ولما استقر في العاصمة جدّد البيعة لابنه محمد الملقب بالناصر.

- ومرض المنصور، ولما شعر بدنو أجله استدعى أكابر الدولة وشيوخها وأكد البيعة السابقة لابنه، ودمعت عيناه تذرفان، وقال: أوصيكم بتقوى الله تعالى، وبالأيتام واليتيمة، فسأله أحد المشايخ: يا أمير المؤمنين، من الأيتام واليتيمة؟ قال: اليتيمة جزيرة الأندلس، والأيتام سكانها المسلمون، وإياكم والغفلة فيما يصلح بها من تشييد أسوراها، وحماية ثغورها.

 

- وتوفي رحمة الله ليلة الجمعة سنة 595هـ، ودفن بالصالحة "ضاحية مراكش" ثم نقل رفاته إلى "يتنملّل" حيث قبور المهدي وعبد المؤمن.

- كان حاكماً عادلاً، يعمل على إقامة العدل بنفسه، ويراقب العمال ويحاسب المقصرين، ويعني بإنشاء العمران من المدن والحصون والجوامع وغيرها، وكان ورعاً تقياً، إدارياً يشرف بنفسه على إدارة شؤون المغرب والأندلس،مجاهداً رحمه الله.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..