أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب الثالث:
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم, وصفة الحج الذي بينه؟!
* بناء قريش للكعبة ووضع الرسول صلى الله عليه وسلم للحجر الأسود فيها قبل البعثة:
- قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بقليل كانت الكعبة رضماً, وارتفاعها فوق القامة, وقد قام نفر بسرقة كنز الكعبة؛ حيث كان في بئر في جوفها, فأرادت قريش رفعها وتسقيفها, وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تُجار الروم, فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها, ثم إن الناس هابوا هدمها, فبدأ الوليد بن المغيرة بالهدم, فلما لم يصبه شيء هدم الناس معه.
- ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة, ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن فاختصموا فيه, كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى, حتى تجاوزوا وتخالفوا, وأعدو للقتال, فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً, ثم أنهم اجتمعوا في المسجد, وتشاوروا وتناصفوا, فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم, وكان عامئذٍ أسنّ قريش كلها. قال: يا معشر قريش, اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه, ففعلوا, فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما رأوه قالوا: هذا الأمين, رضينا هذا محمد, فلما انتهى إليهم, وأخبروه الخبر, قال: هَلُمّ إليّ ثوباً, فأتي به, فأخذ الركن فوضعه فيه بيده, ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب, ثم ارفعوه جميعاً, ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه, وضعه هو بيده ثم بُني عليه.
- لما أخذت قريش في بناء الكعبة فانتهوا إلى وضع الحجر الأسود, تنازعت فيه الأرباع من تلك القبائل وتحاسدت أيهم يلي رفعه, حتى ألم أن يكون بينهم فيه أمر شديد, فصار من أمرهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم الباب من نحوهم, وتعاقدوا بالله رب البيت أن يولوه إياه من كان, فخرج عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الباب أمراً اختصه الله عز وجل به وهو يومئذ يدعى الأمين, فقالت القبائل من قريش: هذا الأمين ابن عبد المطلب وهو بيننا وقد رضينا به, فلما انتهى إليهم قال لهم: ((ما أمركم هذا؟ قالوا: يا ابن عبد المطالب نازعنا في هذا الحجر وتحاسدنا فجعلناه إلى أول من يدخل علينا من هذا الباب, فكنت أول داخل فا فعل فيه أمراً تصلح قومك, فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً فبسطه, ثم أخذ الحجر فوضعه فيه, ثم أمر تلك القبائل فأخذوا بجوانب الثوب فرفعوه على إصلاح منهم وجماعة, حتى انتهى إلى موضع الحجر؛ فأخذه رسول الله صلى الله عله وسلم فوضعه بيده وولاه الله عز وجل ذلك قبل مبعثه بسبع سنين)).
* بعض التنظيمات الإدارية في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية:
م | نوع التنظيم | طبيعته | أصحابه | من تولاه في الإسلام |
1 | السدانة | حجابة الكعبة والإشراف عليها والإذن بفتحها للحُجَّاج | بنو عبد الدار | أولاد أبي طلحة عبد الله بن العزى |
2 | السقاية | يتولى صاحبها سقي الحُجَّاج بالماء المنقوع بالزبيب | بنو هاشم | العباس بن عبد المطلب |
3 | الرفادة | تقوم على إطعام الحُجَّاج من قوت قريش في كل موسم | بنو هاشم | الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده |