القســــــــم الأول:

الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

الإســــــــلام

* الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم:

خط زمني لفترة ولاية الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم من 11هـ- 40هـ

1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

* تاريخ خلافته: 11-13هـ:

* موجز أحداث عصره:

- إنقاذ جيش أسامة، ومحاربة المرتدين، جمع القرآن الكريم، تسيير الجيوش لنشر الإسلام في العراق وبلاد الشام.

2- عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

* تاريخ خلافته: 13-23هـ:

* موجز أحداث عصره:

- الاستمرار في عملية الفتح الإسلامي والانتصار على الفرس والروم إنشاء الدواوين، وبناء المدن ووضع التاريخ الهجري.

3- عثمان بن عفان رضي الله عنه:

* تاريخ خلافته: 23- 35هـ:

* موجز أحداث عصره:

- مواصلة عملية الفتح الإسلامي على الساحة الجهادية في أوائل سنوات خلافته، نسخ القرآن وتوزيعه على الامصار، الفتنة الكبرى.

4- علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

* تاريخ خلافته: 35- 40هـ:

* موجز أحداث عصره:

- توقفت عملية الفتح الإسلامي على الساحة الجهادية بسبب الحروب الداخلية والتي آلت إلى معركتي الجمل وصفين.

* قال صلى الله عليه وسلم:( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدون المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود.

* حملة أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى أرض البلقاء بالشام في مستهل خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

حملة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- إلى أرض البلقاء بالشام في مستهل خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

* البلقاء:

- كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان قرى كثيرة ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل ذكر هشام ابن محمد عن الشرقي بن القطامي أنها سميت لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها ومن البلقاء قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله إن فيها قوما جبارين وقال قوم وبالبلقاء مدينة الشراة شارة الشام أرض معروفة و بها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويد من بني عسل بن لوط وأما اشتقاقها ببلقاء من البلق وهي سواد وبياض مختلطان ولذلك قيل أبلق والبلق أيضاً الفسطاط.

* نتائج الحملة:

أولاً: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإنقاذ جيش أسامة في صفر. وقد كان تأمير أسامة وهو ابن الثمانية عشرة سنة على رأس هذه الحملة لحكمة بالغة من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ فيه حث له التضحية في سبيل الله، والحرص على الاقتصاص من قاتلي أبيه في مؤتة، كما كان فيه القضاء على العصبية القبلية وتقرير عملي لمبدأ المساواة في الإسلام.

ثانياً: توقفت الحملة لمرض الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم تحرك الجيش في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بقيادة أسامة نفسه.

ثالثاً: شن غارة سريعة على جيوش الأعراب المهادنة للروم فانتصر عليها. فعاد أدراجه إلى المدينة بعد أن تحقق له النصر المؤزر بفضل الله تعالى.

حركة الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

* حروب الردّة:

- لما توفي رسول الله صلى اله عليه وسلم اتسع نطاق الردة ونجم النفاق في كل مكان من المدينة ومكة والطائف والبحرين ( جواثا)، وكان المرتدون فريقين،

أولهما: قد ساروا وراء المتنبئين الكاذبين أمثال مسليمة وطليحة والأسود، وآمنوا بما يقول الكذّابون،

وثانيهما: بقي على إيمانه بالله وشهادته بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإقام الصلاة، إلا أنه قد رفض تأدية الزكاة وعدّها ضريبة يدفعها مكرهاً، وقد أرسل هذا الفريق الثاني وفداً إلى المدينة لمفاوضة خليفة رسول الله، وقد نزل على وجهاء الناس في المدينة، عدا العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد وافق عدد من كبار المسلمين على قبول ما جاءت به رسل الفريق الثاني، وناقشوا في ذلك الأمر، أبا بكر، ومنهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم، إلا أن أبا بكر رضي الله عنه قد رفض منهم ذلك، وقال قولته المشهورة" والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم عليه".

* نتائج حروب الردّة:

1- انتصار المسلمين على مدعي النبوة وما نعي الزكاة.

2- ظهور خالد بن الوليد كقائد عسكري.

3- جربّ المسلمون الأسلحة والخطّة العسكرية.

4- ثبات أبي بكر الصديق رضي الله عنه على موافقته في شأن المرتدين رغم تهديد المرتدين باحتلال المدينة وخاصة في ظل غياب جزء مهم من القوة الإسلامية العسكرية بقيادة أسامة ابن زيد خارج الجزيرة العربية.

5- استشهاد الكثير من حفظة القرآن الكريم وكبار الصحابة في معركة حديقة الموت التي قضى فيها على مسيلمة الكذاب واستشهد من الأنصار المهاجرين سبعمائة رجل.

6- توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام من جديد.

7- لما فرغ أبو بكر الصديق من أمر المرتدين أعد الجيوش إلى فتح الشام والعراق، وأخذ يستنفر الناس ويدعوهم للجهاد وفضيلته.

معركة اليمامة سنة 12هـ

ميدان معركة عقرباء والذي قاتل فيه المسلمون المرتدين بزعامة مدعي النبوة مسيلمة الكذّاب

* جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

- وجّه أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم بقوله: اقعدوا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.

- ثم قام عمر بن الخطاب في الناس فقال: "من كان تلقَى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به" وقد فسَر كلام الفاروق عمر قول الصديق أبي بكر، فإن المقصود أن يشهد الشاهدان على أنه مم كتب بين يدي رسول الله لا على مجرد دعوى أنه من كتاب الله فإن الصحابة كانوا يعرفون كتاب الله ويقرءونه ويختمونه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، ولكن" كان غرضهم أن لا يُكتب إلا من عين ما كُتب بين النبي صلى الله عليه وسلم لا من مجرد الحفظ.

- وأم تسميته بالمصحف فقد ذكر السيوطي أنهم " لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر: التمسوا له اسماً، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: المصحف، فإن الحبشة يسمّونه المصحف. وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف".

- توفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم لم يُجمع واحد مكتوب، وإنما كان متفرقاً في الصدور والألواح ونحوها من وسائل الكتابة، حيث لم تكن ثمة دواع في حياته صلى الله عليه وسلم استدعت جمع القرآن في مصحف واحد. وبعد أن تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان هناك من الأسباب والبواعث، التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى القيام بجمع القرآن في الصحف.

- وكان من أولى تلك الدوافع لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، الذي ترتب عليه انقطاع الوحي، فكان ذاك المصاب الجلل من البواعث المهمة التي دفعت الصحابة لجمع القرآن.

- ثم كانت واقعة اليمامة التي قُتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، مما دفع عمر رضي الله عنه إلى أن بذهب إلى أبي بكر ويطلب من الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه.

- وهذا الذي فعله أبو بكر رضي الله عنه، بعد أن تردد في البداية في أن يعمل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ولا شك أن وقعة اليمامة كانت من أهم الأحداث التي حملت الصحابة على تدوين القرآن، و حفظه في المصاحف. وقد دلت عامة الروايات على أن أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، أبو بكر رضي عنه عن مشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذي قام بهذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد روى البخاري في" صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَ – أي اشتد وكثر – يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن يجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر.

- قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال مت كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال ...

وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري. والذي عليه أكثر أهل العلم أن أولية أبي بكر رضي عنه في جمع القرآن أولية خاصة، إذ قد كان للصحابة مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر، إلا أن تلك الجهود كانت أعمالاً فردية، لم تظفر بما ظفر به مصحف الصديق من دقة البحث والتحري، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حد التواتر، والإجماع عليها من الصحابة، إلى غير ذلك من المزايا التي كانت لمصحف الصديق رضي الله عنه.

* خطة أبي الصديق رضي الله عنه لفتح العراق:

1- اتجاه جيش خالد لدخول العراق.

2- اتجاه جيش عياض بن غنم لدخول العراق.

3- قوة مساندة لجيش خالد بقيادة القعقاع بن عمرو.

4- قوة مساندة لجيش عياض بقيادة عبد بن عوف الحميري.

* معارك المسلمين الأولى في العراق في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

- ذات السلاسل- الأُبلّة- المذار- الولجة – أُليس – أميغيشيا – الحيرة- الأنبار – عين التمر- الفراض- الرضاب.

* الجيوش الإسلامية تتجه لفتح بلاد الشام:

1- جيش أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه في سبعة آلاف جندي ووجهته إلى حمص.

2- جيش يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه في سبعة آلاف جندي ووجهته إلى دمشق.

3- جيش شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه في سبعة آلاف جندي ووجهته إلى الأردن.

4- جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه في سبعة آلاف جندي ووجهته إلى فلسطين.

* وصية أبي بكر رضي الله عنه لجيشه:

- ( يا يزيد إني أوصيك بتقوى الله وطاعته والإيثار له والخوف منه، وإذا لقيت العدو فأظفركم الله بهم فلا تغلل ولا تمثل ولا تغدر ولا تجبن، ولا تقتلوا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا أمرأة ولا تحرقوا نخلاً ولا تعرفوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تعقروا بهيمة إلا لمأكلة.

وستمرون بقوم في الصوامع يزعمون أنهم حبسوا أنفسهم لله، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون آخرين قد فحص الشيطان عن أوساط رؤوسهم أفاحيص القطا، فاضربوا ما فحصوا من رؤوسهم بالسيوف حتى ينيبوا إلى الإسلام. فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال، فإن أجابوكم فاقبلوا منهم وكفوا عنهم.

ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوكم فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، فإن هم أبوا فاستعينوا الله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله.

ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب ).

وقد أوصى أبو بكر بقية الجيوش بهذه الوصية الخالدة.