القســــــــم الأول:
الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
الإســــــــلام
* الوضع السياسي العام عند بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم:
* جنوب الجزيرة العربية:
- عند مولد المصطفى عليه السلام، كان الأحباش النصارى، قد استولوا على أرض اليمن، وانتهى الصراع بينهم وبين قوم تبع( حمير) بانتصار النصارى عليهم، مما أدى إلى ظهور حركات المقاومة ضد الحكم الحبشي، وزادت هذه المقاومة على يد سيف بن يزن؛ الذي ناصره الفرس المجوس، وقد حكم الفرس البلاد حكماً مباشراً بعد مقتل ابن ذي يزن، وبقوا في البلاد حتى ظهور الإسلام ودخول هذا الجزء في نطاق الدولة الإسلامية.
* الحجاز:
- كانت القبائل العدنانية تحكم معظم الحجاز ومن أبرزها قريش صاحبة السلطة الزمنية والدينية في مكة، وثقيف في الطائف القحطانية كالأوس والخزرج على يثرب ( المدينة)، وهذا يعني الجزء من الجزيرة العربية لم يخضع تحت سلطة أجنبية.
العراق:
- كان تابعاً للدولة الفارسية الساسانية؛ وكان المناذرة العرب( ملوك الحيرة) موالين لدولة الفرس.
* بلاد الشام:
- كانت الدولة الرومانية(البيزنطية)؛ تسيطر على تلك المنطقة علماً بأن السلطة الفعلية في الأجزاء الجنوبية كانت بيد ملوك دولة الغساسنة، وقد كانت الدولتان في نزاع مستمر مع الفرس و المناذرة، بقي الوضع السياسي على هذا المنوال حتى تم الفتح الإسلامي في عهد الخليفتين الراشدين( أبي بكر رضي الله عنهما).
* باقي أجزاء الوطن العربي:
- كانت هذه الأجزاء تحت النفوذ الروماني( البيزنطي)، مع وجود أمراء محليين. وكانت الأوضاع فيها غير مستقرة حتى الإسلام. وتم فتح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما باقي الأجزاء فقد الخلفاء الراشدون والأمويون على التعاقب.
* الديانات السائدة في شبه الجزيرة العربية والبقاع المحيطة بها قبل بعثة المصطفى عليه الصلاة والسلام:
* أشهر أصنام الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية:
- قال أبو السعود في تفسير قوله تعالى من سورة البقرة:( وما كان الناس إلا أمة واحدة ) هذا بيان لأن التوحيد والإسلام ملة قديمة أجمعت عليها الناس قاطبة فطرة وتشريعاً وأن الشرك وفروعه جهالات ابتدعها الغواة خلافاً للجمهور وشقاً لعصا الجماعة، وأما حمل اتحادهم على الاتفاق على الضلال عند الفترة واختلافهم على ما كان منهم من الاتباع والإصرار فمما لا احتمال له، أي وما كان الناس كافة من أول الأمر إلا منفقين على الحق والتوحيد من غير اختلاف، وذلك من عهد آدم عليه الصلاة والسلام إلى أن قتل قابيل هابيل، وقيل: إلى زمن نوح عليه السلام وقيل: من حين الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين دياراً إلى أن ظهر فيما بينهم الكفر، إثر حكاية ما حكي عنهم من الهنات وتنزيه ساحة الكبرياء عن ذلك ((فاختلفوا)) بأن كفر بعضهم وثبت آخرون على ما هم عليه فخالف كل من الفريقين الآخر لا أن كلاً منهما أحدث ملة على وحدة من ملل الكفر مخالفة لملة الآخر. أ.هـ. ج 4، ص 113- 114.
- فبذلك أول من غير ملة إبراهيم عليه السلام ودعا إلى عبادة الأصنام، هو عمرو بن لحي الخزاعي، حين قدم بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فاستحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرنا فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به أرض العرب فيعبدونه، فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن ملة تبعوا أهل مكة لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب، وقد ذكره عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح. وداً وسواعاً ويغوث ويغوق ونسراً. مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها، فأما ود: فكانت لكلب، بدومة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق، وأما سواع: فكانت لهذيل بن مدركة بمكان يقال له: رهاط كمن أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة، وأما يغوث: فكانت لبني غطيف من بني مراد، بالجرف عند سبأ، وأما يعوق: فكانت لهمدان في قرية خيوان من أرض اليمن، وخيوان: بطن من همدان، وأما نسرا: فكانت لحمير لآل ذي الكلاع في أرض حمير. وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تعبد من دون الله تعالى، حتى جاء الإسلام، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نوراً وضياءاً للعالمين، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان.
أشهر أصنام الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية
* البدع الدينية في الجاهلية:
- البحيرة: الناقة تشق أذنها وتترك فلا تركب ولا يشرب لبنها إلا أن يسقوها حنيفاً.
- الحام (الحامي): جمع حوم هو الجمل إذا بلغ حداً معيناً من النتاج يحمون ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ويتركونه للقاح.
- الاستقسام بالأزلام: ثلاثة أقداح كتب على أحدها أمرني ربي، والثاني نهاني، والثالث لا يكتب عليه بشيء، وتستخدم لأنهم يطلبون معرفة ما قسم لهم.
- الوصيلة: الشاة تتسم بان تلد عشر إناث في خمسة بطون ليس بينهم ذكر، ثم ولدت فالذكور هم دون إناثهم إلا أن يولد ميتاً، فإنهم يشركون فيه إناثهم فيأكلونه جميعاً.
- الطواف الخاطئ: الطواف في ثياب عصى الله فيها الحمس، فإن لم يجد ثوباً طاف عرياناً وكذلك المرأة وتستر فرجها.
- النسيئ: تأخير حرمة شهر محرم إلى صفر من أجل استحلال القتل حرمة للشهر الحرام واضحاً بها يطلق عليهم ( النساة).
- الوقوف في الحج: الوقوف في الحج بمزدلفة دون عرفة ويقوم به الحمس( المتدينون) من أشراف مكة؛ أم سائر العرب فإنهم يقفون بعرفان ولا يسمح أن يقفوا بمزدلفة.