القســــــــم الأول:
الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
الإســــــــلام
* بيعتا العقبة:
بيعتا العقبة
جبل ثور والذي كمنا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصديق رضي الله عنه ثلاثة أيام: قبل أن ينطلقا مهاجرين إلى المدينة النبوية
* طريق الهجرة المباركة:
لقد بني التاريخ الإسلامي المجيد على حادثة الهجرة النبوية المباركة والتي تمثل انتقال المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعوته من مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة النبوية) في 16يوليو من 622 للميلاد. والذي اتخذه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منطلق للتاريخ الهجري أثناء خلافته.
قال تعالى:( * إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم* ) سورة التوبة.
- أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسباب التمكين أن يكون حدث الهجرة نقلة نوعية. ويشكل تحولاً فاصلاً في تاريخ الدعوة الوليدة؛ لتنتقل بعدها من مرحلة بناء الجماعة إلى مرحلة تأسيس الدولة، ومن شعار" كفوا أيديكم" بمكة إلى" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير" بالمدينة، ومن الصبر على إيذاء الكفار وتحمل تعذيبهم وتهجمهم عليه وعلى صحابته إلى أعداد العدة.
- ورفع الرايات في سبيل الله. فبدأت عملية الهجرة المباركة وما حفتها من تضحيات، وما قام به الأنصار من إيثار، ترسم لوحات إيمانية مضيئة منذ انطلاقتها الميمونة فعلى قاعدة " الأجر على قدر المشقة" وكذلك على قاعدة" أشد الناس بلاء الأنبياء الأمثل فالأمثل".
- فقد حفت أكثر أنواع المكاره والأخطار بهجرته صلى الله عليه وسلم، ولكنه تجاوزها، ووصل إلى طيبة الطيبة بفضل تفويض أمره إلى الله، وتوكله عليه، واستسلامه له.
- فهذا الحدث يعد فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولقد كان لهذه الهجرة آثاراً جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل مكان وزمان، كما أن آثاره شملت الإنسانية جمعاء أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة؛ هي حضارة إنسانية قدمت ولا تزال تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الكاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.
* وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ( المدينة):
- وصل الرسول عليه السلام إلى قباء في يوم الأثنين عشر من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من البعثة المباركة حيث تلقاه المسلمون مبتهجين وأخذوا يكبرون الله ويشكرونه على مجيئ المصطفى عليه السلام، إلى ديارهم والعيش معهم.
- فمكث في قباء أيام وضع خلالها أساس أول مسجد في الإسلام، حيث يعتبر مسجد قباء بذلك أول مسجد بني منذ انطلاق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الأرض، فسواء كان الذين اختاروا موضعه ابتداء هم المهاجرون والأنصار قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم أم كان الذي اختار موضعه هو النبي صلى الله عليه وسلم قبيل دخوله المدينة النبوية لأول الهجرة _على المشهور_ فإن ذلك لا يغير من كونه أول مسجد بني منذ انطلاق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك دلالته الكبرى التي لا تنكر.
- ثم لحق بهم علي بن أبي طالب بعد أن قام بمهامه على الوجه المطلوب (التمويه على قريش، وإعطاء الأمانات إلى أهلها) ثم تحرك الركب الميمون يثرب صباح الجمعة فخرج المسلمون يستقبلونه بغبطة وسرور، وكان كل نفر من المسلمين يتمنى أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم عنده، فتسابقوا يمسكون بخطام ناقته وهو يقول لهم:( دعوها فإنها مأمورة ) وبركت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم في قطعة أرض لبني بن النجار وكان يسمى مربداً، وهو لغلامين يتيمين هما سهل وسهيل ابنا عمرو، فنزل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الناقة ودخل بدار خالد بن يزيد (أبو أيوب الأنصاري) واشترى المربد من ابني عمرو وبدأ ببناء المسجد، وسمى عليه السلام من جاء من مكة من المسلمين (المهاجرين) وسمى من أسلم أهل المدينة (الأنصار) وأطلق على يثرب اسم مدينة الرسول عليه السلام، وغير اسمها ودعاها بالمدينة وطيبة وطابة، ونهى عن تسميتها بيثرب قال صلى الله عليه وسلم:( من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله عز وجل هي طابة هي طابة ).
* مسجد التقوى: قيل: لما قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، مهاجراً نزل بقباء على بني عمرو بن عوف فأقام فيهم يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين أسسه كان هو أول من وضع حجراً بيده في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه إلى جنب حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان، وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام ، وفيه وفي أهله نزلت:
( فيه رجال يحبون أن يتطهروا )؛ وهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى وإن كان روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: هو المسجد هذا، وفي رواية أخرى قال: وفي الآخر خير كثير، وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزل:
( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )؛ ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار، قال: تعارض كلاهما فعليكموه، وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى غير أن قوله من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله، صلى اله عليه وسلم، دار هجرته وهو أول التاريخ للهجرة المباركة ولعلم الله تعالى بأن ذلك اليوم سيكون أول يوم من التاريخ سماه أول يوم أرخ فيه في قول بعض الفضلاء، وقد قال بعضهم:
إن ههنا حذف مضاف تقديره تأسيس أول يوم، والأول أحسن.
- حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى، عن أنيس ابن أبي يحيى قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا سعيد يقول :( اختلف رجلان أو امتريا، رجل من بني خدرة، ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى، قال الخدري: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العمري: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك؟ فقال: هو هذا المسجد لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: في ذلك خير كثير يعني مسجد قباء )، مسند الإمام أحمد.
مواقع المساجد التاريخية بالمدينة النبوية
مسجد قُباء بالمدينة النبوية
* خريطة المدينة النبوية والمدن والقرى المحيطة بها:
- كانت المدينة النبوية تعرف باسم يثرب قبل أن يدخلها النبي عليه السلام فأصبحت من أهم مدن شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين، وأصبحت عاصمة الإسلام الأولى، تبعد عن مكة ب 421كم جنوباً، تبوأت أهمية دينية قصوى صلى الرحال لمسجدها للصلاة فيه، والسلام على صاحبها صلى الله عليه وسلم، والبقاء فيها يأخذون من بركاتها، ويشتمون من عبيرها.