القســــــــم الأول الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
النصـــرانـيـة Christian
* عصر الاضطهاد:
- إن أول من اضطهد النصارى هو الملك نيرون سنة 64م. حيث أصدر مرسوماً منع به اعتناق النصرانية، وبقي هذا المرسوم مدة طويلة، وإن لم يلاحق الأباطرة تطبيقه دوماً.
- يخبرنا المؤرخ الروماني ( تاسيتوس) عن سبب ذلك، فقد نشب في رومه حريق هائل قضى على معظم منازل الأحياء الفقيرة، فنسب الناس هذا الحريق إلى نيرون نفسه، فخاف أن ينقلب الشعب عليه. فألقى المسؤولية على النصارى لأسباب نذكر منها:
أولاً: رغبته في إرضاء اليهود الذين كانوا يكرهون النصارى كراهية عميقة. فقد اتصلوا بعشيقة نيرون بوبيه اليهودية، وحرضوها عليهم. فكان لها اليد الطولى في حمل العاهل على اضطهاد النصارى.
ثانياً: تخوف الوثنيين من النصارى، الذين كانت تحيط بهم حالة من الأسرار. وهذا ما حدا بالوثنيين على افتراء الكذب عليهم فنسبوا إليهم أعمال الكفر والفسق والظلم، وتغلغلت هذه الأكاذيب في عقول الجماهير، فاعتبرهم الناس أعداء الآلهة والبشر، وعلى الشرور كلها من زلازل وحروب وفيضانات.
- ولم ينحصر اضطهاد نيرون في رومة وحدها، بل امتد إلى نواح أخرى من الإمبراطورية الرومانية، فبلغ ولاية آسية. وقد ذهب ضحية هذا الملك الطاغية كل من ( بطرس وبولس؟.!).
- ودام هذا الاضطهاد الأليم رسمياً ثلاثة قرون ولم تطبق أساليبه دوماً بالعنف نفسه. كما لم يشمل في الوقت عينه جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية. فقد اتبع الحكام تجاه النصارى سياسة دينية اختلفت باختلاف الأزمنة والأقطار والأحداث والمؤثرات الداخلية.
- بطرس هو سمعان بن يونان وهو أخو أندراوس. ولد في بيت صيدا في الجليل وكانت مهنته صيد السمك. ولما جاء به أخوه أندراوس إلى يسوع (عيسى عليه السلام) ابتدره الرب قائلاً:" أنت تدعي، من الآن، كيفا أي الصخرة". ثم دعاه يسوع ثانية وأخاه قائلاً: اتبعاني فأجعلكما صيادي الناس. وللوقت تركا الشباك وتبعاه. وبعد هذه الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقه إلى النهاية.
- ومن يتصفح النصوص الواردة في العهد الجديد، يتضح له جلياً أن بطرس هو أول من تبع المسيح واعترف به. وكان أميناً لأسراره وقد رافقه في جميع مراحل حياته. وقد جعله زعيماً للرسل ورئيساً على كنيسته... وبدأ غير هياب، بالتبشير في السامرة، وطاف مدن سواحل فلسطين ولبنان، وعمد كرنيليوس القائد برؤيا عجيبة مؤثرة جداً. وهو من خرج من أورشليم، قبل الرسل. مجمع الكنائس الشرقية على النت.
* صلب بطرس على قمة الفاتيكان:
- يقول أوسابيوس القيصري:( يروى أنه، في عهد نيرون، قطع بولس في رومة، وهناك أيضاً صلب بطرس. يؤكد هذه الرواية اسما بطرس وبولس الملازمان مدافن هذه المدينة، هذا ما يؤكده أحد رجال الأكليرس... ويقول في شأن الأماكن التي وضعت فيها رفات هذين الرسولين المقدسة: أما أنا فبوسعي أن أدل على شارات انتصار الرسولين. فلوذهبت إلى الفاتيكان أو طريق أوستيا لوجدت شارات انتصار الرسولين اللذين أسسا هذه الكنيسة ) الأب جان كمبي، الدليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة، ص32.
كنيسة القديس بطرس في روما عاصمة إيطاليا
- وبعد صلب المسيح ـ حسب المعتقد النصراني ـ، بشر بطرس في فلسطين وفينيقية وآسية خمس سنوات، ثم أقام كرسيه سنة 44 للميلاد، ثم عاد إلى أورشليم في السنة نفسها، فألقاه هيرودس أغربيا في السجن وخلصه ملاك الرب. فاستأنف التبشير، وعقد المجمع الأول مع الرسل وكتب رسالته الأولى، ثم رجع إلى روما حيث أسقط سيمون الساحر من الجو وأخزاه هو وخداعه، وكان سيمون عزيزاً على نيرون الملك.
- غضب الملك على بطرس، فأخد يترقبه وبوحي إلهي عرف بدنو أجله، فكتب رسالته الثانية. وما لبث أن قبض نيرون عليه وسجنه، ثم أمر بصلبه، ولعمق تواضعه، أبى أن يصلب إلا منكساً، وقد أثبت القديسون: ديونيسيوس وإيريناوس وايرونيموس، كما تبين أيضاً من الآثار التاريخية المكتشفة حديثاً في روما. أن بطرس ذهب إلى روما بالاتفاق مع بولس. وبعد أن أسس كنيستها قتل في عهد نيرون عام 67م. مجمع الكنائس الشرقية.
بطرس وبولس