القســــــــم الأول: الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

الــديانــــــــــة اليهـــــــوديـــــــــــة Judaism

* الشتات اليهودي:

أماكن اليهود في الهند

- يعيش القسم الأكبر من يهود الهند الذين هاجروا إلى فلسطين في مدن التنمية، خصوصاً تلك الموجودة في النقب والمنطقة الجنوبية مثل؛ بئر السبع وعسقلان وعراد إضافة إلى بيسان في غور الأردن، ويعيش قسم آخر في المدن الكبرى الثلاث؛ القدس وتل ابيب وحيفا، ويعيش عدد قليل للغاية في بعض الكيبوشات ( وهي مؤسسات إشكنازية بالدرجة الأولى ) والموشافات.

لوحة أثرية تصور اليهود في مرحلة الشتات

- يهود الهند: توجد عدة جماعات يهودية في الهند من بينها بني إسرائيل في بومباي، ويهود كوشين على ساحل مالابار، في ولاية كير إلا، واليهود البغدادية في بومباي أيضاً، ويهود مانيبور على الحدود مع بورما. وقد بلغ عددهم عام 1947 نحو 000،26. أما في عام 1961، فقد بلغ عددهم 608،14في الهند ذاتها، إضافة إلى 23 ألفاً في إسرائيل، و2000في إنجلترا حسب إحصاءات عام 1968، أي أن عددهم يبلغ نحو 500، 39، وهو ما يعني أن نسبة التكاثر بين اليهود الهند من أعلى النسب بين الجماعات اليهودية(إذ كانت الإحصاءات دقيقة). وقد تأثرت كل هذه الجماعات اليهودية بالبيئة الهندية وبنظام الطوائف المغلقة. وهي لا تنتمي إلى أي من الكتل اليهودية الثلاث الكبرى: الإشكناز، والسفارد، ويهود العالم الإسلامي، ولذا، فهم يعدون ضمن الجماعات الهامشية مثل الفلاشاه ويهو كايفنج بالصين. 

كنيس دورا أوروبوس بالقرب من الصالحية بالجمهورية العربية السورية، اللقطة من داخل متحف دمشق

- دورا أوروبوس: تنتصب أطلال دورا أوروبوس على هضبة حجرية تطل على مجرى الفرات،وهي مدينة أسسها الإغريق بعيد فتوح الإسكندر المقدوني حوالى العام 330 ق.م، ثم أضحت تحت النفوذ البارثي فالروماني قبل أن يدمرها الساسانيون عام 256م، وكان الموقع قد تم اكتشافه عام 1920م، ثم ترك عرضة للإهمال إلى أن جاءت بعثة دورا أوروبوس الفرنسية السورية لتستكمل العمل فيه.

- من أهم هذه الاكتشافات اكتشاف؛ الكنيس اليهودي: ( كنيس دورا أوروبوس) يعود إلى عام 244 أيام الشتات اليهودي الأول حيث يعتبر هذا الكنيس معابد الديانات المكتشفة في دورا أوروبوس ويتألف من باحة تحيط بها ثلاث أروقة وقسم لرجال الدين وقاعة عبادة مستطيلة طولها 3،13 وعرضها 7،70 م وأرتفاعها 7م ولها بابان أحدهما رئيس لدخول الرجال، والآخر ثانوي لدخول النساء، زينت السطوح الداخلية للجدران برسوم جدارية موزعة تمثل صور مشاهد مقتبسة من العهد القديم وتزين سقف الكنيس ألواح فخارية مربعة عليها رسوم تزينية تجسد النباتات في صور إنسانية وتتميز الكتابات بطابعها الفني المحلي وهذا ما لا نراه في معابد بلاد أخرى، ومن أهم الكتابات الآرامية الموجودة نذكر كتابة آرامية جاء فيها أن هذا المعبد قد شيد في سنة: 565 سلوقية أي السنة الثانية من تولي فليب العربي.

- وقد قامت الحكومة السورية بنقل هذا المعبد اليهودي إلى متحف دمشق، وقد وقفت على هذا الكنيس داخل حيث يتألف الكنيس من باحة تحيط به ثلاث أروقة، قسم منه لرجال الدين وقاعة للعبادة مستطيلة الشكل ولها بابان، أحدهما رئيسي في الوسط يدخل منه المصلون والجدران الداخلية مزينة برسوم موزعة في أربعة صفوف متوازية، الصفوف الثلاث العلوية عبارة عن مشاهد مقتبسة من التوراة( العهد القديم)، والصف السفلي يمثل صورة فهد أو لبوة أو قناع ولا علاقة له بالمشهد العلوي، وسقف الكنيس مزين بألواح فخارية مربعة الشكل وعليها رسوم نباتية مجسدة في صورة إنسان، وما يميز هذه الرسوم طابعها الفني المحلي الخاص ببيئة الفرات.

نهر الفرات وهو يخترق الصالحية

- تزعم الصهيونية العالمية أن القور الجائرة  فرضت على اليهود الشتات، وحالت عبر التاريخ دون عودتهم إلى أرض الميعاد؛ ولكن حقيقة هذا الأمر غير صائب فقد رحل اليهود طلباً للرزق قبل السبي البابلي، وبعد قيام مملكة إسرائيل وتدمير الهيكل في عهدي طيطس وهارديان، فالواقع يحكي أن اليهود أتسعوا في مراكز الاقتصاد والتجارة في الأسكندرية وقرطاجة.

- الإشكناز: (( الإشكناز)) من ( إشكنازيم) العبرية و (( الإشكناز)) هم يهود فرنسا وألمانيا وبولندا، و(( إشكناز))حسب الرواية التوارتية، اسم أحد أحفاد نوح.

- أن تكون الكلمة قد استخدمت للإشارة إلى قبيلة ظهرت في زمن أسر حدون تحالف أعضاؤها مع آشور وهم الذين تشير إليهم المدونات الآشورية في القرن السابع قبل الميلاد بلفظ(( إشوكوزا)). وهم الذين أشار إليهم اليونانيون بكلمة(( إسكيثيانز) وهم الإسكيثيون.

- ويبدو أن هذه القوام كانت تشغل المنطقة الموجودة على الحدود أرمينا في أعالي الفرات، وجزءاً من مملكة الميديين، ويقرن يوسيفوس كلمة ( إشكناز) بمدينة في مركز ميديا. وفي بعض الكتابات الحاخامية، يشار إلى آسيا بأسرها باعتبارها(( إشكناز)) كما كان يشار إلى الخرز باعتبارهم(( إشكناز))، بل واستخدمت الكلمة للإشارة إلى حملات الفرنجة.

- أما الاشتقاق الحالي لكلمة(( الإشكناز))، فهو من كلمة ( إشكناز) بمعنى((ألمانيا)). ومن الصعب معرفة متى حدث هذا الترادف. وثمة آراء احتمالية عدة، فهناك من يربط بين إشكناز وإسكندنافيا، وهناك من يربط بينها وبين الساكسون ومن ثم بينها وبين ألمانيا. ومع زمن راشي، أصبح هذا الترادف أمراً مقبولاً تماماً، فهو يشير إلى (( لشون إسكندر))، أي ((اللسان الألماني))أو ((اللغة الألمانية)).

- وكان يشير إلى ((إرتس إشكناز))أي (( أرض ألمانيا)). ومن هنا، أصبح المصطلح يشير إلى يهود فرنسا وألمانيا ونسلهم من اليهود الذين هاجروا إلى إنجلترا وشرق أوربا( بولندا و وليتوانيا) بعد حروب الفرنجة.

- ويطرح آرثر كوستلر نظرية أخرى عن أصل أكبر كتلة بشرية إشكنازية(أي يهود بولنا)، فيرى أن الجماعات اليهودية في فرنسا وألمانيا قد أبيدت تماماً أو اختفت، وأن يهود بولندا هم في الواقع بقايا يهود الخزر الذين نزحوا عن أرضهم بعد سقوط دولتهم وأسسوا دولة المجر ثم هاجروا منها إلى بولندا. وبالتالي، فإن الإشكناز عنصر تركي غير سامي.

- وقد انتشر الإشكناز من بولندا إلى أوروبا، فاستقرت أعداد منهم في بولندا وألمانيا وإنجلترا والعالم الجديد، ثم هاجر الملايين منهم في نهاية القرن 19م إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية ونيوزيلندا، وبقية دول العالم.

- السفارد: (( سفارد)) مصطلح من الأصل العبري((سفارديم)). ويشار إلى السفارد أيضاً بكلمة(( إسبانيولي))، وباليديشية بكلمة((فرانك)) التي تشبه قولنا بالعربية (( الفرنجة)) (ومن هنا تسمية جيكوب فرانك، أي جيكوب السفاردي).

- و((سفارد))اسم مدينة في آسيا الصغرى تم ربطها بإسبانيا عن طريق الخطأ فترجمت الكلمة في الترجوم( الترجمة الآرامية لأسفار موسى الخمسة) إلى (( سباميا)). أما في البشيطا ( الترجمة السريانية لأسفار موسى الخمسة) فهي(( إسبانيا)). وابتداءً من القرن 8م، أصبحت كلمة في الوقت الحاضر للإشارة إلى اليهود الذين عاشوا أصلاً في إسبانيا والبرتغال، مقابل الإشكناز الذين كانوا يعيشون في ألمانيا وفرنسا ومعظم أوروبا. وقد استقر أعضاء الجماعة اليهودية في شبه جزيرة أيبريا في أيام الإمبراطورية الرومانية.

- ولكن أهم فترة في تاريخهم هي الفترة التي حكم فيها المسلمون شبه جزيرة أيبريا والتي يشار إليها باسم (( العصر الذهبي)). وكان أعضاء الجماعة اليهودية يتحدثون العربية في تلك الفترة، ويفكرون ويكتبون بها. ثم جاء الغزو الصليبي لشبه الجزيرة واستردادها، فاكتسب اليهود الصبغة الإسبانية فتحدثوا بالادينو، وهي لهجة إسبانية، ثم تم طردهم من إسبانيا عام 1492م، ومن البرتغال عام 1997م، فاتجهت أعداد منهم إلى الدولة العثمانية التي كانت تضم شبه جزيرة البلقان وشمال أفريقيا، ويعد ميناء سالونيكا ( في شبه الجزيرة اليونانية) عاصمة السفارد في العالم حتى الحرب العالمية الأولى، فقد كانت هذه المدينة تضم أغلبية سفاردية. ومن أهم المدن الأخرى التي استقر فيها السفارد في الدولة العثمانية: أدرنة والأستانة وصفد والقدس والقاهرة.

هندي من الجالية اليهودية داخل كنيس يهودي

عائلة يهودية من الصين ( يهود كايفنج ) وفي مرجع آخر أنهم من يهود بورما

يهود الفلاشا من الحبشة

عائلة يهودية من العراق

يهودي من زامبيا بنفخ بالبوق

الحاخام اليهودي الإيراني درميان زنده يادان