لفلي سمايل

الحنيفية

تاريخ الإضافة : 8-5-1430 هـ

* سكن الجزيرة العربية بعد الطوفان أبناء نوح عليه السلام وهو أول نبي بعثه الله لتصحيح عقيدة التوحيد. لذلك ذكر المؤرخون: أن العرب البائدة: عاد الأولى والعماليق وجاسم وأُميم وثمود وطسم وجديس وغيرهم، هم جميع من العرب العاربة التي تتكلم العربية الفصحى، وتجيد التعبير والبيان والبلاغة.

 

- وطغت عاد واستكبرت وقالت من أشد منا قوة عندما رأت نفسها صاحبة قوة ونفوذ في العالم آنذاك، وقد وصف أبو الدرداء عاداً فقال: ألا إن عاداً ملكت ما بين عدن وعمان خيلاً وركاباً.

- وعاد من نسل إرم كما ذكرهم الله سبحانه وتعالى فقال: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ) الفجر.

- انحرفت عاد عن عقيدة التوحيد والحنافة في السلوك التي أمرهم الله تعالى في ما سلف من آبائهم واجتالهم الشيطان فعبدوا الأصنام. وما كان الله تعالى ليتركهم على انحرافهم بعد أن كانوا خير الأمم التي أُخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهم من ذرية آمنت بالنبي نوح عليه السلام بعد أن أنجاهم الله من الغرق والهلاك.

 

- ثم انحرفت ثمود عن جادة الطريق فساروا على خطى عاد في البغي والفساد، قال تعالى: ( وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) الأعراف : 74. وقال سبحانه وتعالى: ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) هود : 61.

- وهكذا بعث الله سبحانه وتعالى صالحاً نبياً في ثمود لتصحيح عقيدتهم بعد انحرافهم عن عقيدة التوحيد.

- وكانت ثمود تتكلم العربية الآرامية وكانت مساكنها الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حولها، ولحقت بها طسم وجريس من قبائل العرب العاربة وكانوا معهم باليمامة وما حولها إلى البحرين، وسكنت جاسم عُمان.

 

- هذا يؤكد الحقيقة التاريخية على إن سكان الجزيرة العربية منذ أقدم العصور كانوا على عبادة الله الواحد الأحد وعلى دين الحنيفية، وكانوا كلما اجتال منهم الشيطان بمكائده وحيله وطغى عليهم الكفر والإلحاد بتأثير الأقوام الأخرى المنحرفة تذكروا فرجعوا إلى أصولهم وعقيدتهم وكان الحق تبارك وتعالى يبعث بالأنبياء تترى لتصحيح إنحرافاتهم المتكررة.

- فالأديان السماوية هي الأديان التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً وأرسلهم بها إلى الخلق، وهي في الحقيقة دين واحد في أصله، وهو دين الإسلام، قال سبحانه: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) آل عمران 19.

- قال ابن كثير: -هذا- إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو إتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لقي الله بعد بعثته بدين على غير شريعته، فليس بمتقبل منه، كما قال الله تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران : 85.

 

- فعن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم، فقال في خطبته: ( ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم ، مما علمني يومي هذا ، كل مال نحلته عبدا حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب ، وقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه نائما ويقظانا ، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا ، فقلت يا رب إذن يثلغوا رأسي ، فيدعوه خبزة ، قال : استخرجهم كما استخرجوك ، واغزهم نغزك ، وأنفق فسننفق عليك ، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك ، وأهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق ، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال . وأهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له ، الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا ، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك . وذكر البخل والكذب والشنظير الفحاش ) صحيح الجامع.

 

- إذن فالديانات السماوية متفقة فيما تدعو إليه من توحيد الله تعالى التوحيد الخالص وعدم الإشراك به، وإن اختلفت في بعض التشريعات الفرعية حكمة من الله وابتلاء لعباده ليتبين المطيع من العاصي، قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ) النحل 36. وقال تعالى: ( ِلكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة 48.

وفي صحيح البخاري: ( الأنبياء أخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ).

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (2)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

ابوحمزة

يعطيك العافيه اخوي وارجو افادتي بكل ما هوه جديد ومفيد في مثل هذه المواضيع

جمال الدين

أحبتى فى الله واولادى واساتذتى الحمد لله على إننا ولدنا على الأسلام ويالها من نعمة ندعوا الله أن يتممها علينا بالصالحات وحس العبادة اللهم آمين