* الفوائــد:
1- هذا الحديث من الأحاديث الهامة التي عليها مدار الإسلام.
- قال أبو عبد الله: ” ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم أجمع وأغنى فائدة من هذا الحديث “.
- وقال الشافعي: ” يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم “.
ولأهميته ابتدأ به الإمام البخاري صحيحه.
وبدأ به الإمام النووي في كتبه: الأذكـــار - ورياض الصالحين - والأربعين نوويــة.
2- اختلف العلماء في معنى: ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرى ما نوى ). هل هما جملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟
* والراجــح أن الأولى غير الثانية:
- الأولى: ( إنما الأعمال بالنيات ) سبب ، بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار لا بد فيه من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً بغير نية.
- الثانية: ( وإنما لكل امرىء ما نوى ) نتيجـة هذا العمل:
إذا نويت هذا العمل لله والدار الآخرة حصل لك ذلك ، وإذا نويت الدنيا فليس لك إلا ما نويت.
3- وجوب إخلاص النيـة لله ، لأنه ليس له من عمله إلا ما كان خالصاً لله.
- وقد جاءت نصوص تبين أن العمل لا يقبل إلا ما كان لله.
قال تعالى: ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الديــن حنفاء .. ﴾.
قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ) رواه النسائي.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( بشـــر هذه الأمة بالتمكين والرفعــــة ، من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ) رواه أحمد.
- والإخلاص: تصفية العمل عن ملاحظــة المخلوقين.
- قال بعض السلف: ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “.
- قال سهل بن عبد الله: ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “.
- وقال يوسف بن الحسين: ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “.
4- إن الإخلاص شرط لقبول العمــل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين:
- الأول: أن يكون خالصاً , لحديث الباب: ( ... وإنما لكل امرىء ما نوى ... ).
- الثاني: أن يكون موافقاً للسنة , لحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
5- والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعــة.
- قال ابن تيمية: ” التلفظ بالنية بدعــة لم يفعله الرسول ولا أصحابــه “.
6- قال بعض العلماء:
- حديث ( إنما الأعمال بالنيات ........ ) ميزان للأعمال الباطنــة.
- وحديث ( من أحدث في أمرنا ....... ) ميزان للأعمال الظاهرة.
7- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً للعمل الذي يراد به وجه والذي يراد به غير الله ، وذلك بالهجرة.
- بعض الناس يهاجر ويدع بلده لله تعالى وابتغاء مرضاتــه فهذا هجرته لله ويؤجر عليها كاملاً. ويكون أدرك ما نوى.
- وبعض الناس يهاجر لأغراض دنيوية ، كمن هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام من أجل المال ، أو من أجل امرأة يتزوجهـا ، فهذا هاجر لكنه لم يهاجر لله ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ).
8- والهجرة: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
* وحكمها ينقسم إلى قسمين:
- واجبة: إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيـــم دينــه.
- مستحبة: إذا كان الشخص يستطيع أن يقيم دينــه. وهي باقية إلى قيام الساعــة.
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبـة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه أبو داود .
9- وقعت الهجرة في الإسلام على أنــواع:
- الأولى: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام. كما في الهجرة من مكة إلى المدينـــة.
- الثانية: الانتقال من بلد الخوف إلى بلد الأمـن. كما في الهجرة إلى الحبشة.
- الثالثة: ترك ما نهى الله عنــه. كما في الحديث: ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) رواه البخاري.
10- التحذير من الدنيا وفتـنـتهـا.
- قال تعالى: ﴿ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكـم الحياة الدنيا ﴾.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا ) متفق عليه.
11- التحذير من فتـنة النسـاء لقوله ( أو امرأة .. ) وخصها بالذكر لشدة الافــتــتــان بها. كما في الحديث: ( .... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم.
الف شكر اتمنى لكم بقاء قوة العزيمة ليستمر العطاء بهكذا مستوى وتنوع