لفلي سمايل

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

تاريخ الإضافة : 23-7-1439 هـ

القســــــــم الأول

الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

الإســــــــلام

 

* جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- فتحت أرمينية سنة 25هـ عهد الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه-، وكان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه- من جملة من فتح أرمينية من أهل العراق، وكان هو على أهل المدائن، وهي من أعمال العراق. وفوجئ حذيفة بن اليمان بتنازع أهل الشام وأهل العراق في القرآن، أهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب – رضي الله عنه – فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وأهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه-، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام. ورأى حذيفة ناساً من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد بن عمرو، ورأى أهل البصرة يقولون مثل ذلك، وأنهم قرءوا على أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه-.

 

- أثار هذا الاختلاف في قراءة القرآن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه- ، وخشي من مغبة الاختلاف والفرقة؛ فترك أرمينية وتوجه على الفور إلى الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه -، وقال له: " يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى".

 

- لقي كلام حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- استجابة عند الخليفة، وكان قد لمس بوادر هذا الاختلاف في المدينة، وعبرّ عن هذا بقوله:" أنتم عندي تختلفون؟ فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافاً"، وبدأ في استشارة الصحابة حول هذا الاختلاف، واستقر الرأي على أن يجمع الناس على مصحف واحد؛ حتى لا يكون ثمة فرقة واختلاف.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

المصحف الإمام

 

* لجنة الجمع:

- أرسل عثمان بن عفان إلى السيدة حفصة بنت عمر، وكان المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر الصديق محفوظاً عندها. وأمر عثمان بتشكيل لجنة من الحفظة لنسخ المصحف الذي جُمع في عهد الصديق في عدة نسخ. وهذه اللجنة ضمت زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعدداً آخر ساعد في الكتابة والنسخ، وكانوا جميعاً ممن عُرفوا بالضبط والمعرفة والإتقان.

 

* منهج الجمع:

- اعتمد الجمع في عهد بن عثمان بن عفان على عمل اللجنة الأولى التي تولت الجمع على عهد أبي بكر الصديق، وهو المصحف الذي اعتمد على الأصل المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بأمره، وكان الجمع يتم تحت إشراف الخليفة عثمان بن عفان حتى يخرج العمل على أكمل وجه وعلى أعلى درجة من الجودة والإتقان، وكان كل من عنده شيء من القرآن سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بما عنده للجنة الجمع، ويشترك الجميع في علم ما جمع، على الطريقة التي اتبعت في الجمع الأول في عهد الصديق، ومن ثم لا يغيب في هذه المرة عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء، ولا يشك أحد فيما أودع المصحف، فالجمع يتم على مشهد من الصحابة وعلى ملأ منهم. وإذا اختلفت اللجنة في آية ما قالوا: هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً، فيرسل إليه، ويقال له: كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم آية كذا وكذا؟، فقرأها على النحو الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكتبونها، وعند الاختلاف في قراءة كلمة يقتصر على لغة قريش؛ لأن القرآن نزل بلغتهم.

 

- واقتصرت اللجنة في الجمع على القراءة المتواترة المعلوم عند الجميع ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت وجوهها، حتى لا تكون فرقة واختلاف، فإن ما يعلم الجميع أنه قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم النطق بها على أكثر من وجه، مثل" فتبينّوا" التي رويت أيضاً " فتثبتوا"، و" ننشزها" التي رويت" ننشرها"، وهذه الكلمات أبقتها اللجنة خالية من أية علامة تقصر النطق بها على وجه واحد. والتزمت اللجنة بترتيب الآيات والسور على النحو الذي تلقاه المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الترتيب الذي روعي في جمع أبي بكر. وبعد الفراغ من كتابه المصحف الإمام، وقبل حمل الناس على كتابة المصاحف على نمطه يراجعه زيد بن ثابت عدة مرات، ثم يراجعه الخليفة عثمان بنفسه؛ زيادة في الاطمئنان من خلو المصحف من أي نسيان.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

أماكن المصاحف السبعة التي أرسلت إلى بعض الأمصار الإسلامية بأمر من الخليفة عثمان رضي الله عنه

 

* و أما عدد المصاحف التي أمر عثمان بنسخها أربعة وروى ابن أبي داود أنها سبعة: بعث بواحد إلى مكة، وآخر إلى الشام، وثالث إلى اليمن، ورابع إلى البحرين، وخامس إلى البصرة، وسادس إلى الكوفة، وحبس السابع عنده بالمدينة.

 

* معركة ذات الصواري( السواري) سنة 34هـ:

 

* أسباب المعركة:

* تقدم المصادر والمراجع العربية والأجنبية أسباباً مختلفة لمعركة ذات الصواري البحرية، نذكر أهمها على النحو التالي:

- إجهاض قوة البحرية الإسلامية النامية. يقول أرشيبالد.د. لويس بعد أن تحدث عن غزو الأسطول الإسلامي لقبرص:" ويظهر أن الغرات التي انتهت باحتلال الجزيرة أثارات حماسة الدولة البيزنطية نحو البحر، ودفعتها للقيام بعمليات بحرية جديدة، وكانت هذه العمليات قد توقفت منذ فشلها في معركة الإسكندرية عام 645م- 25هـ.

 

- اعدّ قنسطانز الثاني خليفة هرقل أسطولاً كبيراً عدده ما بين 700و1000 سفينة شراعية، والتقى هذا الأسطول في السنة ذاتها بأسطول صغير مشترك بين العرب والمصريين مكون من 200 سفينة أقلعت من شواطئ سورية قرب موضع يقال له فونيكس بآسيا الصغرى، وتعرف هذه الواقعة بواقعة ذات الصوراي." ويقول إرنست وتريفور ديبوي:" لقد بدأ العرب بشدة في تحدي سيادة بيزنطية البحرية، وهزموا أساطيل الإمبراطور قنسطانز الثاني واستولوا على بعض الجزر شرقي البحر الأبيض المتوسط." وفي موضع آخر يقول:" وفي البحر استولى المسلمون على رودس 654م، وهزموا أسطولاً بيزنطياً يقوده قنسطانز بنفسه في معركة بحرية عظمى خارج ساحل ليكيا( 655م)".

 

- يقول الدكتور عبد المنعم ماجد:" ويظهر أن النشاط المتزايد من قبل العرب أخاف بيزنطة بحيث إن الإمبراطور قنسطانز الثاني ( 642 -668م) جمع عدداً من المراكب لم يجمعها من قبل تزد على ألف مركب، وسار بها بقصد ملاقاة أسطول العرب، أو بقصد احتلال الإسكندرية العظمى كبرى موانئ البحر الأبيض، فخرجت إليه أساطيل العرب في أعداد كبيرة بقيادة عامل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح".

 

- نتقام البيزنطيين لما أصابهم على أيدي المسلمين في إفريقية( تونس) واسترداد مصر. وذلك ما يراه الطبري حيث يقول:" وخرج عامئذٍ قسطنطين بن هرقل لما أصاب المسلمون منهم بإفريقية." ويتفق معه في ذلك ابن الأثير فيقول:" وأما سبب هذه الغزوة فإن المسلمين لما أصابوا من أهل إفريقية وقتلوهم وسبوهم، خرج قسطنطين بن هرقل في جمع له لم تجمع الروم مثله مذ كان الإسلام."

 

- قال عبد الرحمن الرافعي وسعيد عاشور:" وفي سنة 34هـ - 654م خرج الإمبراطور قنسطانز الثاني على رأس حملة بحرية كبرى في محاولة للاستيلاء على الإسكندرية واسترداد مصر من العرب."

 

- إجهاض تدابير المسلمين لغزو القسطنطينية عاصمة بيزنطية. وذلك هو ما يراه المؤرخ البيزنطي تيوفانس حيث يقول:" في هذا السنة جهز معاوية- رضي الله عنه- الجيش وزوده بأسطول ضخم قاصداً محاصرة القسطنطينية، وأمر بتجميع الأسطول كله في طرابلس فينيقيا. فلما علم بذلك أخوان نصرانيان من أهل المدينة، هاجما السجن وحطما الأبواب وأطلقا سبيل المحجوزين جميعاً، ثم هاجموا رئيس المدينة وقاتلوه ورجاله كلهم وهربوا إلى تخوم الروم، غير أن معاوية لم يغير رأيه في حصار القسطنطينية، بل جاء بجيشه – يقصد أسطولي الشام ومصر- إلى قيصرية وكيادوكيا، وعيّن أبولا باروس – يقصد عبد الله بن سعد بن أبي سرح في معركة بحرية".

 

- حرمان المسلمين من الحصول على الأخشاب اللازمة لصناعة السفن. وهذا السبب ذكره أرشيبالد لويس كسبب محتمل لمعركة ذات الصواري، حيث قال:" ومما يلفت النظر أن المكان الذي دارت فيه المعركة، وهو ساحل الأناضول، يزدحم بغابات السرو الكثيفة، وهو الشجر المستخدم في صواري السفن، ولعل البيزنطيين قرروا القيام بتلك المعركة ليحولوا بين الخشب اللازم لصناعة السفن هناك. وبين وقوعه في قبضة العرب، وإذا صح هذا الزعم فإنه يقوم دليلاً على أهمية الخشب في الصراع البحري بين العرب وبيزنطة".

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

الرأيان الأول والثاني لموقع معركة ذات الصواري

 

* التقى الأسطول الإسلامي( المصري والشامي)، بقيادة؛ عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي مصر، حيث كان يتألف من مائتي سفينة، بالأسطول البيزنطي بقيادة الإمبراطور قسطنطين الثاني ابن هرقل خارج ساحل ليكيا في آسيا الصغرى حيث يمكن وصف أحداث المعركة باختصار على النحو التالي:

1- نزلت نصف قوة المسلمين إلى البر بقيادة بسر بن ابي أرطأة للقيام بواجبات الاستطالاع وقتال البيزنطيين المرابطين على البر، وذلك تطبيقاً لواجبات أمير البحر عندما تكون المعركة البحرية قرب البر والسواحل والجزائر، فعليه" ألا يهجم على المراسي لئلا تكون مراكب العدو بها كامنت، ولا يتقدم إلى البر إلا بعد المعرفة والاحتراز من الأحجار والأعشاب والأحارش التي تنكسر عليها المراكب، وإن كان القتال قرب البر والسواحل والجزائر فيجعل عيونه وطلائعه على الجبال فيتأهب لذلك.." لذلك حاولت جاهداً أن التقط المسرح الطبيعي للحدث وهذا ما جعلني أميل إلى ترجيح الرأي الأول للمعركة على شواطئ آسيا الصغرى الجنوبية.

 

2- بدأ القتال بين الأسطولين – أصبحت المسافة بينهما في مرمى السهام – وهذا ما تمناه المسلمون خلال النزال أي يكون جزءاً من المعركة على الأرض!.

 

3- بعد نفاد السهام جرى التراشق بالحجارة، حيث كانوا " يجعلون في أعلى الصواري صناديق مفتوحة من أعلاها يسمونها التوانيت يصعد إليها الرجال قبل استقبال العدو فيقيمون فيها للكشف ومعهم حجارة صغيرة في مخلاة معلقة بجانب الصندوق يرمون العدو بالأحجار وهم مستورون بالصناديق."

 

4- بعد نفاد الحجارة؛ ربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطيين وبدأ القتال المتلاحم بالسيوف والآلآت الحربية الأخرى فوق سفن الطرفين.

 

* بداية فتح إفريقية:

- دخل المسلمون إفريقية بقيادة عبد الله بن سعد، الذي أخذ يبث طلائع جيشه بالقرب من الأماكن التي يتوقع أن يتخصص فيها العدو، حتى اهتدى إلى الطريق الموصل إلى المركز الإداري للحاكم البيزنطي في إفريقية وهي( سبيطلة) بعدها بدأت المراسلات بين قائد المسلمين وقائد الروم.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

 

* اعتاد المسلمون قبل محاربة أعدائهم؛ أن يقوموا بمراسلة قادة العدو لدعوتهم للدخول في الإسلام استجابة لقول الحق تبارك وتعالى:( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)؛ لذلك أرسل عبد الله بن سعد كتاباً يدعو فيه قائد الروم جرجيوس ( جرجير) إلى الدخول في الإسلام، أو أن يدفع الجزية، ويبقى على دينه خاضعاً لسيادة الإسلام، أو أن يكون القتال بين الطرفين.

 

- وحينما وصلت الرسالة إلى جرجيوس، غضب غضباً شديداً؛ ثم قال: كيف يدعوه المسلمون إلى الدخول في دينهم وهو الملك المهاب!. فرد على الرسالة بقبح جاء في خمس كلمات( لا دخلت في دينكم أبداً) فكتب عبد الله إليه كتاباً آخر:( لا بد لك من إحدى خصلتين: الإسلام أو الجزية، فإذا أبيت الإسلام فأدِّ الجزية عن يد وأنت صاغر ).

 

- لقد استحوذ الشيطان على جرجيوس، فرد على عبد الله بكتاب جاء فيه:(( لو طلبتم من يدرهما واحداً ما أعطيتكم، ولا تتحدث الملوك عني بذلك أبداً)، ورأى المنازلة مع المسلمين، وإعادة نفوذ الروم ومكانتهم وأن يعاود دفع الإتاوات إلى قيصر الروم الهارب هرقل، وهو مبلغ كبير من المال يجمعه من البربر، واغتر أن جيشه من سكان البلاد الأصليين وهم ( البربر) المغلوب على أمرهم بلغ تعداده أكثر من 120,000مقاتل، وهم قادرون على منازلة المسلمين وإلحاق الهزيمة بهم!.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

مساكن تعود إلى العهد الفينيقي بقرطاج التونسية

 

* فتح النوبة ودنقلة سنة 31هـ:

- يرجع التاريخ الإسلامي لأرض النوبة إلى بداية الدعوة الإسلامية، ولكن الثابت تاريخياً بداية الاتصال بأرض النوبة تمت في ولاية عمرو بن العاص سنة 21هـ، والثانية في عهد عبد الله بن سعد في عام 31هـ- الذي قاد جيشاً قوامه نحو خمسة آلاف مقاتل – ولكن جيوش النوبة حالت دون سقوط مملكة علوه المسيحية وعاصمتها دنقلة، وصمد النوبيون أمام جيوش المسلمين.

 

- وكان أهل النوبة يدينون بالنصرانية ولهم كنيسة في دنقلة. ولكن عبد الله بن سعد، يأمل في الحد من هجمات النوبة على صعيد مصر... فمال إلى الصلح معهم وتم ذلك الصلح الذي عرف في التاريخ بمصطلح معاهدة البقط أو عهد النوبة... وكان عبارة عن هدنة أمان أو معاهدة عدم اعتداء التزم بها الطرفان.

 

- وظل هذا العهد قائماً بين بلاد المسلمين وبلاد النوبة لفترة تقارب الستة قرون. ووضعت بلاد النوبة في وضع خاص بين دار الإسلام ودار الحرب، خلال تلك القرون تسربت المؤثرات الإسلامية تدريجياً وفي هدوء وبطء حيث استوطنت بعض القبائل العربي ة بلاد النوبة وتوغلوا جنوباً وتوسع نفوذهم السياسي إثر مصاهرتهم للسكن الوطنيين، واستفادوا من الأعراف السائدة آنذاك في بلاد النوبة في توريث ابن البنت للحكم ونجحوا في مصاهرة الأسر الحاكمة فانتقل الحكم لأبنائهم وأحفادهم فيما بعد... بالإضافة إلى اعتناق الدين الإسلامي من قبل بعض الأسر الحاكمة والكثير من عامة الناس وخاصيتهم.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

 

* أقصى حدود دولة الخلافة الراشدة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- بعد استشهاد الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – انتفضت معظم الأقاليم الفارسية في الجبهة الشرقية من الدولة الإسلامية في مستهل خلافة عثمان – رضي الله عنه-، فوجه الخليفة عثمان قادته إلى تلك الأقاليم لإعادة السيطرة عليها، حيث تقدم عبد الله ابن عامر بجيش من البصرة وأعاد فتح مدنها كما هو مبين وموضح في كتابنا الموسوم( أطلس الخليفة عثمان بن عفان) رضي الله عنه حيث استطاع المسلمون؛ إعادة مرو، ونيسابور، ونسا، وهراة، وبوشنج، وباذغيس، ومرو الشاهجان.

 

- ثم وجه عبد الله قائده الأحنف ابن قيس إلى طخارستان( أفغانستان اليوم)، فاجتمع عليه أهل مرو الروذ والجوزجان والطالقان و الفارياب و الصغانيان، ففتح هذه البلاد بعضها صلحاً وبعضها عنوة، وطرق المسلمون بلخ نقضت صلحها مع المسلمين في أواخر عهد عثمان، ثم عبر نهر جيحون فصالحه أهلها، ثم استخلف الخليفة عثمان القائد قيس بن الهيثم بدل من الأحنف، وكذلك الأمر عندما فتح سعيد بن العاص بلاد طبرستان وصالحه ملك جرجان وثارت أذربيجان فغزاها الوليد بن عقبة وأعادها إلى سيطرة دولة الخلافة مرة ثانية.

 

- أما الجبهة الغربية من الدولة الإسلامية فقد انتفض الروم فيها على المسلمين مما استوجب تحرك القوات البيزنطية لمؤازرة الروم فيها بقيادة منويل الخصي، في الوقت الذي أعاد فيه الخليفة عثمان؛ عمرو بن العاص لقيادة الجيش الإسلامي في مصر، حيث نظم عمرو صفوفه وحقق فوزاً حاسماً على الروم وطردهم من الإسكندرية وأعاد فتحها، وهدم أسوراها.

بينما توجه عقبة بن نافع الفهري إلى بلاد النوبة بين( مصر والسودان)، لكنه لم يستطع التوغل داخل أراضيها، ثم صالحهم عبد الله بن سعد وتبادل معهم الهدايا، واستطاع المسلمون في عهد الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – من غزو إفريقية ( تونس)حيث تولى قيادة الجيش الإسلامي عبد الله بن سعد ثم تولى الزبير بن العوام قيادة جيش العبادلة الذي استطاع أن يدحر قوات الروم والبربر فيها، لتكون إفريقية( تونس) بعد ذلك منطلق الدعوة الإسلامية في الشمال الغربي لقارة إفريقيا، وتمكن المسلمون في عهد الخليفة عثمان – رضي الله عنه – من بناء أسطول بحري أحدهما في الشام والآخر في مصر؛ خاض هذا الأسطول حرباً حاسمة ضد الروم في موقعة ذات الصواري سنة 31هـ وانتصر عليهم، وفتح المسلمون في عهده أرمينية على يدي سلمان بن ربيعة وحبيب بم مسلمة رضي الله عنهما.

 

معركة ذات الصواري + بداية فتح إفريقية + فتح النوبة ودنقلة

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..