القســــــــم الأول:

الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

الإســــــــلام

* خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- عنون البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه لبيعة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بقوله: ( باب قصة البيعة ولاتفاق على عثمان بن عفان – رضي الله عنه-) ثم ذكر بعد ذلك حديثاً طويلاً اشتمل على ذكر مقتل الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ؛ وعلى قصة بيعة عثمان بن عفان –رضي الله عنه- بالخلافة على يد من اختارهم الفاروق؛ ورسول الله عليه السلام راض عنهم.

- ((... فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال: ما أجد أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليَا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن، وقال: يشهد كم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك وإلا فليستعين به أيكم ما أمر لم أعزله عن عجز ولا خيانة وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيته بالأنصار خيراً، الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصيته بأهل الأمصار خيراً فإنهم ردء الإسلام وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيراً؛ فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر قال: يستأذن عمر ابن الخطاب، قالت: ادخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال: عبد الرحمن اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير: قد جعلت أمري إلي عليًّ، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فاسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آل عن أفضلكم قالا: نعم فأخذ بيد أحدهما، فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقدم في الإسلام، ما قد علمت فا الله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا با لآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق، قال: ارفع يدك يا عثمان؛ فبايعه فبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه)) صحيح البخاري.

* معاودة فتح أذربيجان سنة 24هـ:

* روى الطبري في تاريخه: أن مغازي أهل الكوفة كانت الري وأذربيجان وكان بالثغرين عشرة آلاف مقاتل من أهل الكوفة ستة آلاف بأذربيجان وأربعة آلاف بالري، وكان بالكوفة إذ ذاك أربعون ألف عشرة آلاف في كل سنة فكان الرجل يصيبه في كل أربع سنين غزوة.

- الخليفة عثمان بن عفان –رضي الله عنه- يوليّ الوليد بن عقبة إمارة الكوفة، بعد أن عزل سعد بن أبي وقاص عنها.

- أهل أذربيجان يمنعون ما كانوا صالحوا عليه حذيفة بن اليمان أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويثورون على واليهم عقبة ابن فرقد.

- الخليفة عثمان؛ يأمر الولدي بن عقبة، بغزو أهل أذربيجان لتأديبهم على نقضهم العهد مع المسلمين.

- الوليد بن عقبة يضع سلمان بن ربيعة الباهلي مقدمة لجيشه.

- الوليد بن عقبة يتوغل في أرض أرمينية ثم يمضي إلى أذربيجان.

- أهل أذربيجان حينما علموا بمقدم المسلمين؛ طلبوا الصلح على ما كانوا صالحوا عليه حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه-؛ أيام الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، فأجابهم الوليد على ذلك وأخذ برأيهم حقناً للدماء!.

* فتح الري للمرة الثانية:

- ذكرنا في كتابنا الموسوم (أطلس الخليفة عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في نص معاهدة الأمان التي وقعها المسلمون مه أهل الري؛ لكن أهل الري نقضوا هذا العهد الذي كانوا عقدوه مع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

* قيام أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أثناء ولايته على الكوفة بإعادة الري إلى فلك الدولة الإسلامية، حيث أرسل إليها قريظة بن كعب الأنصاري؛ وبذلك واصل المسلمون في عهد عثمان – رضي الله عنه- العمل علة توطيد الإسلام في هذه البلاد التي انتفض أهلها محاولين الخروج على سلطان الدولة الإسلامي.

- وصف الإصطخري الري قائلاً: إنها كانت أكبر من أصبهان وليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثم فقال: والري مدينة ليس بعد بغداد في الكشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، وأما اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللري قرى كبار كل واحدة أكبر من مدينة، وعدد منها قوهذ والسد ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: من رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال ابن الكلبي: سميت الريّ بري رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج.

* إعادة السيطرة على تمرد سابور وكازرون:

- في سنة 24 للهجرة، الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يُكلّف عثمان بن أبي العاص( أمير البحرين) بالتوجه إلى سابور من أرض فارس وإعادتها إلى الدولة الإسلامية.

- بعد قدوم القوات الإسلامية إليها، رأت سابور من الأهمية بمكان الإذعان لمطالب المسلمين حقناً للدماء، وعقدت صلحاً لذلك.

- عثمان بن أبي العاص؛ يأمر قائده( هَرِم بن حيان العبدي) بتحرير قلعة الشيوخ في أحد رساتيق ( قرى) سابور، وتم له ذلك.

- القائد( هرم بن حيان العبدي)، يواصل فتوحاته في أرض سابور الفارسية، ثم يقوم بفتح قلعة الرهبان وهي إحد قلاع( كازرون) الحصنية.

* موقع أرمينية التاريخي:

- عن مستهل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، رأى من الأهمية بمكان أن يقوم بتأمين حدود دولة الخلافة الراشدة من الناحية الشمالية، والاستمرار بإضعاف الإمبراطورية الرومانية البيزنطية التي رغم اندحارها من بلاد الشام لا تزال تواصل هجومها على سواحلها ومناطق الثغور فيها؛ بل لا تزال تملك القدرة على خوض أشرس المعارك مع المسلمين!، ونظراً للرابطة الدينية بينها وبين أرمينية، كانت أرمينية تمدها بين الحين والآخر بالإمدادات لخوض هذه المعارك!. مما دعا بالخليفة عثمان رضي الله عنه تكليف أمير الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؛ بتوجيه حبيب بن مسلمة لفتح أرمينية.

* استعادة مدن الساحل الشامي:

- بعد استشهاد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تجرأ الروم البيزنطيون وقاموا باستعادة بعض مدن الساحل الشامي، لكن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، عند مستهل خلافته، وجه والي الشام، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، لإعادة الأمور إلى زمامها، فبعث معاوية بن مجيب الأزدي، إلى طرابلس حيث ضرب عليها حصاراً من البر والبحر وذلك من خلال الجزر المتناثرة قبالة ساحل طرابلس، وقطع على أهلها الميرة، ثم بنى حصناً بالقرب منها سمي حصن سفيان.

مخطط لمدينة طرابلس على الساحل الشامي رُسم عام 1630م

- تقع مدينة طرابلس، العاصمة الثانية للجمهورية اللبنانية، فوق سهل منبسط، تغسل أطرافه الغربية مياه البحر – انظر الصور في الصفحة القادمة والتي قمت بالتقاطها لك أثر وقوفي على كيفية انطلاق البحرية الإسلامية في البحر المتوسط في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه – وتتفيأ طرابلس بظلال سفوح جبال الأرز التي تكتسي قممها بالثلوج من جهة الشرق، ويشرف عليها من الشمال الشرقي جبل الفهود، وتضرب المدينة جذورها التاريخية إلى عهد الفينيقيين، حيث تعاقبت عليها كثير من الأمم والعهود من الفينيقيين حتى الانتداب الفرنسي، مروراً بالرومان، والبيزنطيين، والعرب، والصليبيين، والمماليك، والعثمانيين.

- لما وصل سفيان بن مجيب الأزدي إلى طرابلس وضرب عليها الحصار!، ولما اشتد الحصار على أهلها كتبوا إلى قيصر الروم يسألونه أن يمدهم بقوة أو يرسل إليهم السفن لكي يهربوا فيها فلما وصل وجه إليهم عدداً من السفن ركبوا فيها وهربوا ليلاً، فلما علم سفيان بذلك دخل المدينة وتم تحريرها بدون مقاومة.