* التغيُّرات الثورية التي طرأت على المواد في الثلاثينيات من القرن العشرين سرعان ما تجاوزت متطلبات الصناعة إلى حاجيات المنازل. فقد أنتج التقنيون أنواعاً شتى من المواد الخفيفة والقوية كسبائك الفولاذ والألومنيوم، والباكليت، واللدائن على اختلافها إضافة إلى الألياف الاصطناعية كالنَّيلون والرايون. وكلها مواد سهلة القولبة والتشكيل مما أتاح للمصممين حرية أكثر.
كرسي موديل لاندي 1938 مُصنع من سبائك ألومنيومية يمتاز بخفته ومتانته ويمكن تركه في العراء تحت المطر.
* تحضير الألومنيوم:
- الألومنيوم فلز فضي لامع يتميز بخفته ومقاومته للصدأ بحيث يستعمل على نطاق واسع في مختلف المجالات. لكنه ضعيف الاحتمال، لذا يمزج مع مواد أخرى في سبائك أمتن وأعسى.
- يحضر الألومنيوم النقي في قدور كبيرة بطريقة الكهرلة (التحلل الكهربائي) وذلك بإمرار تيار كهربائي قوي عبر مزيج من الكريوليت (ألومينات الصوديوم الفلوريدية) والبوكسيت (هدروكسيد الألومنيوم).
* من الدراجة إلى كرسي المِسنَدين:
- كما في الجسور وناطحات السحاب حفزت المواد الجديدة ظهور تصاميم وأشكال أنحف وأكثر رشاقة لمصنوعات مختلفة كالأثاث والسيارات والأواني المنزلية.
- ففي عام 1925 استخدم المصمم الهنغاري مارسيل بروير (1902-1981) هيكل دراجته المؤلف من أنابيب فولاذية لصنع الكرسي ذات المسندين وقطع أثاث أخرى. وبذلك ابتدأ المنحى المُبسط العصري اللاإفرطي في هندسة التصاميم.
* أقمشة كيماوية:
- النيلون الخام سائل ساخن يُبثق مصهوراً عبر ثقوب أو فتحات مناسبة كألياف أو صفائح رقيقة، كما الرايون.
- وقد حضّره كاروثرز بإحماء حامض الأديبيك مع ثنائي الأمين السداسي المثيلين على درجة حرارة 270 درجة س. بالإضافة إلى استخدام النيلون في حياكة الأقمشة فإن صلادته السلسة والمضادة للتأكل سرعان ما أهلته لصنع المحامل ومحاور الدوران وأجزاء آلية مماثلة أخرى.
* الألياف الاصطناعية:
- منذ أقدم العصور عرف الناس الألياف الطبيعية كالقطن والصوف والحرير واستخدموها في صناعة الملابس والأغطية ومختلف المنسوجات.
- ومنذ حوالي العام 1884 بدأ الكيميائيون تجارب لإنتاج ألياف اصطناعية جديدة من السليولوز -قوام المادة النباتية- كما في لب الخشب.
- ثم تطورت الأساليب تدريجياً، بتصنيع الرايون الفِسكوزي في العام 1892، لإنتاج ألياف يمكن حياكتها قماشاً أشبه بالحرير.
- وقد أنتجت أولى الأثواب والجوارب الرايونية في ألمانيا عام 1910.
- وفي أوائل العشرينيات من القرن العشرين، ظهرت أولى الملابس المصنوعة بالجملة من الأقمشة الرايونية بمظهر وجمال ونعومة تضاهي الموديلات الحريرية وبخمس أسعارها فقط.
* مزيد من الألياف الجديدة:
- حققت الألياف الاصطناعية تقدماً مرموقاً باختراع النَّيلون عام 1934 على يد الكيميائي الأمريكي والاس كاروثرز (1896-1937) ولم يكن قد مضى إلاّ وقت قصير على نجاحه بتصنيع النِّيوبرين - أول مطاط اصطناعي - في العام 1932.
- ولقي النيلون بمتانته ومظهره الحريري إقبالاً سريعاً لافتاً لدى صانعي المنسوجات منذ إنتاجه الجملي عام 1937. وسرعان ما غزت الجوارب الرقيقة الشفافة المصنوعة منه مختلف أسواق العالم وأذواق الناس.
- كذلك شهد عام 1938 بوادر التِّفلون - المادة اللدائنية ألاصقة التي غدت تُبطن الكثير من الأواني المنزلية.
- كانت الجوارب العادية تحاك تقليدياً من الصوف أو القطن لحفظ دفء الساقين. في العام 1924 حققت جوارب الرايون هذه الغاية مع الإبقاء على المظهر الطبيعي للسيقان كأنهما عاريتان. ولاقى هذا الطراز الجريء رواجاً شمل مختلف الطبقات.
* تصنيع الألياف الاصطناعية:
- يحضر النيلون والتريلين والألياف المثيلة الأخرى في المختبرات الصناعية الكيماوية كخيوط طويلة من وحدات متماثلة أصغر متصلة معاً كحلقات في سلسلة تعرف بالمكثورات (البوليمرات). السليلوز الذي يتواجد أساساً في المواد النباتية كَلُب الخشب المنقى هو مكثور طبيعي.
- وقد استخدمت هذه البنية الكيماوية التكرارية في صنع النماذج الأولى من الرايون في السبعينيات والثمانينيات من القرن التاسع عشر.
- لكن التقدم الباهر حصل عام 1923، عندما أتاحت التِّقانات الإبداعية المتجددة إنتاج الرايون الجُملي من صفائح سليولوزية.
شكرا لكم على المعلومات القيمة
جزاكم الله ألــ1000ـف خير وبارك الله فيكم
لكم كل التقدير والإمتنان