* قُطُر سكّة الحديد في حدّة المجابهة:

- في ثلاثينيات القرن العشرين اشتد التنافس بين قُطُر السكك الحديدية وغيرها من وسائل النقل الأخرى. فالسفر جواً كان أسرع بكثير ولو أن تكلفته باهظة. والشاحنات صارت تنقل البضائع سائبة بلا تعبئة (كقطارات الشحن). وأخذ الناس يرتاحون لحرية التنقل باستخدام سياراتهم. وجابهت السكك الحديدية هذه المنافسات باستحداث قاطرات أكبر وأسرع وعربات ركاب أكثر فخامة ورفاهية.

* قطارات بين المدن:

- منذ حوالي عام 1900 وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية كانت القطارات الكهربائية تربط بين الكثير من المدن بخدمة منتظمة. واستخدَمَت هذه القطارات المحلية محركات كهربائية وعربات ركاب أشبه بعربات الترام، تماماً كقطارات السكك السيارة بين المدن والضواحي حالياً.

- لكن معظم الناس لم يستحبوا التقيد بجداول للمواعيد ولا الانتظار في محطات معينة.

- فقد وجدوا في سياراتهم الجديدة راحة ويسراً لا توفرهما القطارات. وهكذا آل نظام هذه القطر تدريجياً إلى الزوال.

وضعت شركة القاطرات الأمريكية قُطُرها البخارية من طراز هَدسون في الخدمة أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين.

في ذلك الوقت كان المهندسون قد أدركوا أهمية الشكل المَشيق (الانسيابي السلس) في التحرك الفائق السرعة.

* بين البخار والديزل:

- تطورت محركات الديزل بسرعة حجماً وقوة، وراحت تتحدى القاطرات البخارية التقليدية.

- قاطرات الديزل كانت على العموم أهدأ وأقل تلويثاً للجو ، وأقل اضطراراً للتوقف التكراري للتزود بالماء والوقود.

القاطرة البخارية البريطانية "مالارد" سجلت رقماً قياسياً في سرعة هذا النوع من القاطرات في تموز (يوليو) عام 1938، بلغ 202كم في الساعة.

وهذا الرقم لم تتجاوزه أي ( قاطرة بخارية ) حتى اليوم.

* القطار الطائرة:

- اِختبر تقنيو السكك الحديدية أساليب وأفكاراً كثيرة جديدة في مسعاهم لتحقيق سرعة وفاعليَّة أعظم. وكانت إحدى تجاربهم القاطرة الاختبارية "الريلواي زبلن" التي صنعت في ألمانيا وجُرِّبت في العام 1931.

- وقد جمعت تلك القاطرة معالم وتصاميم هندسية متنوعة من أشكال القاطرات والسفن الهوائية والطائرات المروحية الدَّسر، واستغنت بذلك عن الكبَّاسات وأذرع التوصيل والآليات الأخرى لتدوير العجلات.

- فالتجويفة في وسط مُقدَّم القاطرة أتاحت لمروحة الدَّسر دفع الهواء خلفاً في هذه المنطقة، بدلاً من سفعه على خَطم القاطرة المدوِّر.

* تطوير عربات السكك الحديدية:

- درجت أولى قاطرات الديزل على سكة حديد عام 1924 في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً في تونس بشمال إفريقية.

- وسرعان ما انتشرت في مختلف المدن عربة الديزل الكهربائية وهي عربة ركاب بمحرك ديزل خاص يُشَغل محركات كهربائية للدواليب.

- وهكذا لم تكن بحاجة إلى خطوط قدرة طويلة باهظة التكلفة كالقطارات الكهربائية بين المدن.

عربة الديزل الكهربائية سميت "الهامبورغر الطائر" باسم الطريق الذي كانت تسلكه بين برلين وهامبورغ في ألمانيا.

وهي كانت عام 1933 أولى عربات السكك الحديدية الفائقة السرعة الموضوعة في الخدمة المنتظمة بسرعة قصوى على مسار مستقيم بلغت 160 كم في الساعة.