* في هذه الأيام يعلم معظم الناس أن إيزابيلا الأولى (ملكة قشتالة) هي الملكة الأولى التي تولت رحلة كولومبوس عبر المحيط الأطلسي وفي الحقيقة فقد كانت ملكة نشيطة ومقتدرة اتخذت قرارات حاسمة وسريعة أثرت على إسبانيا تأثيرا عميقا وكذلك على أمريكا اللاتينية لعدة قرون وبذلك أثرت على ملايين الأشخاص الذين يعيشون الآن تأثيرا غير مباشر.
- كانت إيزابيلا متزوجة من ملك الأرغون فردناند وكانت معظم أعمالها تنفذ بالاشتراك مع زوجها إلا أنها كانت تعتبر أعظم أهمية منه.
- ولدت إيزابيلا عام 1451 في مدينة مادريجال في مملكة قشتالة (وهي الآن قسم من اسبانيا) وعندما كانت بنتا فتية نالت قسما من التعليم الديني الصارم وأصبحت كاثوليكية متحمسة وكان أخوها لأمها ملك قشتالة هنري الرابع قد حكم من عام 1454 حتى موته في عام1474 وكانت إسبانيا في ذلك الوقت مقسمة إلى أربع مماليك أولا مملكة قشتالة وكانت أكبر مملكة ثم الأرغون في أقصى الشمال ثم مملكة غرناطة وكان يحكمها العرب في الجنوب ومملكة نافار في الشمال.
- كانت إيزابيلا وريثة عرش قشتالة أغنى وريثة في أوربا وقد طلب يدها عدة أمراء في أوربا وكان أخوها لأمها الملك هنري الرابع ملك قشتالة يرغب في تزويجها من الملك البرتغالي ولكنها لم توافق وتزوجت من فردناند ابن الملك الأرغون وهذا ما أغضب الملك هنري عليها ونكاية بها سمى ابنته (جوانا) وريثة بدلا من (إيزابيلا) المتمردة على رأيه ولكن عندما توفي هنري طالبت إيزابيلا بعرش قشتالة وعندما عارض مؤيدو (جوانا) ادعائها نشبت حرب أهلية وفي عام 1479 انتصرت جيوش إيزابيلا وفي تلك السنة توفي ملك الأرغون فأصبح زوج إيزابيلا فردناند ملكا للأرغون وهكذا حكمت إيزابيلا وفردناند معظم أسبانيا.
- وفي أوائل حكمها أصدرت إيزابيلا وفردناند أمرا بتأسيس محاكم التفتيش وكانت هذه المحاكم لها سلطة القاضي والمحلفين والمدعي العام والشرطة ولم يكن للمهتمين أمامها فرصة للدفاع عن أنفسهم ودحض الادعاءات الموجهة ضدهم ولم يكونوا يعرفون أسماء اللذين يتهمونهم وكان المتهمون يعرضون للتعذيب الشديد حتى يعترفوا بما يراد منهم أن يقولوا.
- ويقدر عدد الأشخاص اللذين حكمت عليهم هذه المحاكم بالحرق على الخازوق حوالي عشرين ألفا من البشر في العشرين سنة الأولى من وجودها.
- وكان القصد من هذا المحاكم القضاء على المسلمين الموجودين في أسبانيا وعلى اليهود ثم القضاء على معارضة الأمراء الإقطاعيين لحكم الملوك.
- وعندما استسلمت غرناطة كانت المعاهدة بين ملكها وبين إيزابيلا وفردناند أن يسمح للمسلمين هناك بممارسة طقوسهم الدينية ولكن نقضت الحكومة الاسبانية هذه المعاهدة وقد أجبر جميع المسلمين الموجودين في أسبانيا أن يعتنقوا الديانة المسيحية أو يجلوا عن أسبانيا.
- توفيت إيزابيلا في عام 1504 بعد أن ولدت ابنا واحدا وأربعة بنات.