أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))

القسم الأول ((التاريخي))

ثانياً :
المدينة النبوية

 الباب الثالث:

من معالم المسجد النبوي الشريف

* من معالم المسجد النبوي:

* الحجرة الشريفة والقبور الطاهرة:

- الحجرة الشريفة: هي البيت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما, ويقع في الجهة الشرقية الجنوبية من المسجد النبوي, بُني هذا البيت مع بناء المسجد النبوي بالطين, واللَّبِن, وجريد النخل, وغُطَّيَ بمسوح الشعر, لا تزيد مساحته على 3,50م×5م, وله باب من خشب العرعر, أو الساج, يفتح على الروضة الشريفة في المسجد, توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحُجَرة, ودفن فيها من جهة القِبلة, وظل الجزء الشمالي منها سكناً للسيدة عائشة رضي الله عنها, وعندما توفي والدها الصدِّيق رضي الله عنه, دُفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع, ورأسه عند منكب النبي صلى الله عليه وسلم, ولما توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه, دفن فيها أيضاً خلف الصدِّيق بذراع, ورأسه عند منكبه, وظلت الجهة الشمالية مسكناً للسيدة عائشة رضي الله عنها, بقية حياتها, وكان بينها وبين القبور ساتر يحجبها, وعندما توفيت السيدة عائشة رضي الله عنها, دفنت في البقيع, ولم تُسكَن الحُجُرة من بعدها.

المقصورة المحيطة بالحجرة النبوية الشريفة من جهة الروضة

موقع بيوت أمهات المؤمنين (أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم), وابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

* الروضة الشريفة:

- هي المكان الواقع بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ـ حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها ـ والمنبر الشريف, وسميت بهذا الاسم, لما ورد في الحديث الصحيح عَن عَبِد اللِه بنِ زَيدٍ الأَنَصارِيِ, أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:( مَابَينَ منَبرِي وبَيَتِي رَوضَةٌ من ريَاض الجَنّة ).

- وقد وردت عدة أقوال في تحديدها. ويبدو أن حدودها من الشرق دار عائشة رضي الله عنها, ومن الغرب المنبر الشريف, ومن الجنوب القبلة, ومن الشمال الخط الموازي لنهاية بيت عائشة رضي الله عنها, وذلك لقول الخطيب: (فعلى هذا تسامت الروضة حائط الحجرة من جهة الشمال, وإن لم تسامت المنبر, أو تأخذ المسامتة مستوية), وتقدر مساحة الروضة بـ(330م2), (حيث يبلغ طول الروضة 22م, وعرضها 15م), والصلاة في الروضة الشريفة أفضل من أي مكان في المسجد إلا المكتوبة؛ فإنها في الصف الأول ولو كان خارج الروضة بأفضل منها في الروضة, ويحرص الزائرون لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة النافلة في الروضة الشريفة, قال ابن القاسم: "أحب مواضع الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم في النفل العمود المخلق (أي في الروضة) وفي الفروض الصف الأول" .أ.هـ.

- ويجد بالروضة وعلى أطرافها معالم عدة, منها الحجرة الشريفة, التي ضمت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, ومحرابه صلى الله عليه وسلم الذي وضع في وسط جدارها القبلي, ومنبره عليه الصلاة والتسليم, وتتخللها عدد من الأعمدة المميزة عن سائر أساطين المسجد بما كسيت به من الرخام.

الروضة الشريفة