أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
ثانياً :
المدينة النبوية
الباب الأول:
المدينة النبوية وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها
* حدود الحرم النبوي الشريف:
* للمدينة النبوية حرمان:
- حرم الشجر (حِمى المدينة): وهو عبارة عن حلقة دائرية محيطة بالمدينة من سائر نواحيها, بحيث تكون المدينة وسط هذه الحلقة, وهي بعرض اثني عشر ميلاً من سائر الجهات, إي أن قطر هذه الدائرة أربعة وعشرون ميلاً بالميل القديم, وهو (أي الميل القديم) يساوي (1,848كم), وعليه فإن حرم الشجر بعرض 22176م, أي 22كيلاً و176م وهذا هو البُريد الذي يساوي أربعة فراسخ, وعلى هذا فإن حرم الشجر مسافته من الشرق إلى الغرب (44352)م, ومن الشمال إلى الجنوب كذلك, وقد ثبتت هذه المسافة بالأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك, وهذا الحِمى يَحرمُ فيه قطع الشجر, وخبطه, وعضده إلا ما يساق به الجمل, وهو واضح لا إشكال فيه, ولا لبس في تحديده.
- وأما حرم الصيد (وهو المقصود إذا أطلق): والذي وردت فيه الفضائل, والترغيب في سكناه, والحث على الموت فيه, والدعاء له بالبركة ضعفي ما بمكة في مُده وصاعهِ. وورد التخويف, والترهيب من الإحداث فيه, فهو ما بين جبليَّ (عير) و (ثور) شمالاً, وجنوباً, وهما خارجان من الحرم بالاتفاق, والقياس يقتضي أن يكون حرم الصيد دائرياً مثل: حرم الشجر, فتحصى المسافة بين الجبلين (عير) و (ثور) وتطبق على الحدين: الشرقي والغربي, وقد وجِدَت حوالي سبعة عشر كيلاً, فإذا سميت الدائرة فلا حرج, إذ يمر الخط من جهة الغرب على مشارف (جماع العاقر) ومن ورائها, ومن ناحية الشرق يصل حدّ الحرم إلى ما بعد حَرَّة العريض؛ أو قُل إلى مشارف حَرَّة النار التي تقع شرقي حَرَّة (واقم) الحَرَّة الشرقية, ويقترب الحد من سفوح جبل (الوعيرة) بالتصغير.
* حرم المدينة:
- قال أبو هريرة رضي الله عنه:( حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها ـ أي حَرَّتَيها وهي الحجارة السوداء ـ , ـ قال: يُريد المدينة ـ قال: فلو وجدت الظباء ساكنة ما ذعرتها ) رواه الإمام أحمد.
- وفي حديث آخر:( أنه صلى الله عليه وسلم لما أشرف على المدينة قال: اللُّهُمَّ إني أُحَرِّم ما بين لابتيها مثل ما حَرَّم إبراهيم مكة, اللَّهُمَّ بارك في مُدِّهم وصاعهم ) رواه الإمام أحمد .
- وفي حديث آخر: قال عليه الصلاة والسلام:( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور... الحديث ).
- واللابتان داخلتان في التحريم, كما أن حَرَّيتها الجنوبية, والشمالية, داخلتان في مفهوم اللابتين؛ لأنها إمّا تابعة للشرقية, أو للغربية. وعير جبل جنوبي المدينة, وثور آخر شمالي المدينة وبالتحديد من الجهة الشمالية لجبل أحد المشهور.
في الأعلى صورة لنهاية الحرم المدني من الجهة الشمالية وبلأسفل لليمين صورة لبداية حد الحرم المدني من جهة ذي الحليفة وباليسار صورة لمكاييل قديمة
- لما أشرف صلى الله عليه وسلم على المدينة قال:( اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة, اللهم بارك في مدهم وصاعهم ) رواه الإمام أحمد.