* ولد أنطوان هنري بكوريل مكتشف الإشعاع الذري في عام 1852 في باريس في فرنسا وقد حصل على ثقافة عالية ونال شهادة الدكتوراه في العلوم عام 1888, وفي عام 1892 أصبح أستاذ الفيزياء التطبيقية بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس, ومن الممتع أن نذكر أن والده وجده اللذين كانا كلاهما فيزيائيين حملا نفس الوظيفة, وبعد ذلك استلم ابنه تلك الوظيفة أيضاً وفي عام 1895 أصبح بكوريل أستاذ الفيزياء في مدرسة (البولي تكنيك) في باريس وهناك وفي عام 1896 قام بانجاز هذا الاكتشاف العظيم الذي سبب له الشهرة.
- ففي السنة السابقة كان وليم رونتجن قد اكتشف الأشعة السينية وذلك الاكتشاف الذي أثار المجتمع العلمي فقد أنتج رونتجن الأشعة السينية بواسطة استخدام أنبوب الأشعة المهبطية وقد تساءل بكوريل بينه وبين نفسه هل ياترى يمكن إنتاج الأشعة بتسليط الأشعة ؟
- وكان لديه في مخبره بعض البلورات لكبريتات اليورانيوم البوتاسية وكان يعلم أن هذا المركب مشع للوميض الفوسفوري وقد قام بالتجربة التالية:
أولاً لف بعض الورق السميك الأسود حول صفيحة فوتوغرافية ليتأكد أنه لم يصل إلى الصفيحة أي ضوء مرئي وبعد ذلك وضع البلورات الفوسفورية على قمة تلك الصفيحة ثم عرضها إلى أشعة الشمس وبعد تحميض الفيلم وجد أنه قد ظهرت صورة للبلورات في ذلك الفيلم.
- في أول الأمر اعتقد بكوريل أنه قد نجح بإيجاد مصدر جديد لإنتاج الأشعة السنية ولكن بعد ذلك وعن طريق الصدفة وجد أن مركب اليورانيوم كان يصدر إشعاعات خارقة حتى ولم تتعرض لأشعة الشمس أولاً وقد حدث أن كانت الأيام غائمة ولم تظهر فيها أشعة الشمس فوضع بكوريل البلورات والصفيحة الفوسفورية الملفوفة بإحكام في أحد أدراجه دون أن يعرض البلورات لأشعة الشمس ولكن بعد بضعة أيام قرر أن يحمض الصفيحة الفوتوغرافية غير المستعملة وإذا به يرى البلورات عليها كما رأى بالسابق.
- تحقق بكوريل أن ما حدث ليس هو الإضاءة الفوسفورية فقط فقرر أن يترك فكرة تجربته الأولى وانبرى لبحث واستقصاء الظاهرة الجديدة العجيبة التي اكتشفها صدفة وسرعان ما اكتشف أن الإشعاعات التي كانت تصدرها أملاح اليورانيوم لم تكن هي الأشعة السينية (وقد سميت الأشعة لمدة من الزمن بأشعة بكوريل) ثم اكتشف أن هذه الأشعة الجديدة يمكن أن تصدر عن أي ملح من أملاح اليورانيوم ولما كانت الإشعاعات تصدر دون أي تفاعلات لليورانيوم استنتج بكوريل أن الإشعاع الذري ليس من أصل كيماوي بل هو أحد خصائص اليورانيوم فقط.
- وفي عام 1896 نشر بكوريل سبعة أوراق تصف الظاهرة التي اكتشفها وبين العلماء الذين قرءوا هذه الأوراق واهتموا بهذا الموضوع هي (ماري كوري) التي علمت أن عنصر الثوريوم يصدر إشعاعات مشابهة وبعد أن عملت هي وزوجها بيير كوري اكتشفا عنصرين مجهولين هما البلورتسونيوم والراديوم كلاهما عنصران مشعان وقد كانت مدام كوري وزوجها هما أول من استعملا كلمة مشع لوصف هذه الظاهرة.
- عمل كثيراً من العلماء في هذا المضمار فيما بعد واكتشفوا أن أشعة بكوريل تتألف من ثلاثة أنواع من الإشعاعات المميزة وهي أشعة ألفا و بيتا و غاما وبدئوا بدراسة خصائص هذه الإشعاعات.
- نال بكوريل جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 وكذلك ماري وبيير كوري وقد توفي عام 1908 في مدينة كرويزيك في فرنسا إن الإشعاع الذري هام لأسباب كثيرة منها أن له تطبيقات عملية متعددة فمثلاً يمكن استعماله في شفاء من السرطان ومنها أنه مفيد للأبحاث العلمية فهو يساعدنا في الحصول على معلومات حول بنية الذرة وتستعمل كاشفات الإشعاع في الأبحاث البيولوجية الكيماوية وتستعمل الإشعاعات في كشف عمر الصخور والطبقات الأرضية في الحقب الجيولوجية المختلفة.