* كان قسطنطين الكبير أول امبراطور مسيحي في روما. وباعتناقه الديانة المسيحية وبتشجيعه لنموها لعب دوراً هاماً في تحويلها من فرقة دينية مضطهدة إلى دين مسيطر ومهيمن على أوربا.
- ولد قسطنطين في حوالي عام 280 م في مدينة تيسوس في ما يدعى الآن بيوغوسلافيا. وكان والده ضابطاً كبيراً في الجيش. وقضى قسطنطين أيامه الأولى في نيكوميديا حيث كان الامبراطور ديوقلتيان قد أقام بلاطه.
- وعندما تنازل الامبراطور ديوقلتيان عن العرش أصبح قسطنطينوس والد قسطنطين امبراطوراً على النصف الغربي من الامبراطورية الرومانية. وعندما مات الوالد في السنة التالية أصبح قسطنطين امبراطوراً بمساعدة فرقته العسكرية. ولكن ظهر قواد آخرون نازعوه الادعاء بحق العرش وثلث ذلك سلسلة من الحروب الأهلية انتهت في عام 312 بتغلب قسطنطين على آخر منافس له في معركة قرب روما.
- أصبح قسطنطين حاكم النصف الغربي للامبراطورية الرومانية دون منازع. وكان هنالك قائد آخر يدعى ليسينوس يحكم النصف الشرقي.
- وفي عام 323 م شن قسطنطين هجوماً تغلب به على ليسينوس أيضاً وأصبح منذ ذلك العهد وحتى وفاته في عام 337 م الحاكم المطلق للامبراطورية الرومانية بأسرها.
- لا يعرف بالضبط التاريخ الذي اعتنق فيه قسطنطين الديانة المسيحية وهنالك قصة متداولة "من الخرافات" وهي أنه في مساء معركة جسر (ميليفيان) رأى قسطنطين صليباً من نار في السماء، ومع هذا الصليب رأى أحرفاً من نار تقول: "بهذا الصليب سوف تنتصر". وقد أصبح قسطنطين من مؤيدي تقدم المسيحية المخلصين وكان أول أعماله إصداره مرسوم ميلان الذي أصبحت المسيحية بموجبه ديناً شرعياً ومسموحاً به.
- وقد قضى المرسوم أيضاً على إعادة أملاك الكنيسة التي كان قد صادرها الأباطرة أيام اضطهاد المسيحية وقرر أن يجعل يوم الأحد يوم عبادة. ولقد رافق مرسوم ميلان اتجاه آخر نحو اضطهاد اليهود الذي ظل ساري المفعول في أوروبا لعدة قرون تلت.
- لم يجعل قسطنطين الدين المسيحي دين الدولة الرسمي لكنه شجع ذلك الدين ونموه وقد أصبح واضحاً خلال حكمه أن اعتناق المسيحية هو أحد الوسائل لنيل الوظائف العالية في الدولة وحصلت المسيحية على امتيازات ومناعات فضلاً عن أنه بدئ في عهده ببناء عدة كنائس مثل كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس.
- إن دور قسطنطين كأول امبراطور مسيحي في روما يخوله بأن يكون أحد أفراد هذه القائمة (قائمة المئة) زد على ذلك أنه قد أعاد بناء مدينة بيزنطة ووسعها وسماها القسطنطينية وجعلها عاصمة له وقد أصبحت القسطنطينية من أعظم مدن العالم وبقيت عاصمة للنصف الشرقي للامبراطورية الرومانية حتى عام 1453 وظلت لعدة قرون عاصمة للامبراطورية التركية.
- وقد لعب قسطنطين دوراً هاماً رائداً في تاريخ الكنيسة وقد أنشأ مجمع نيقيه لمعالجة الانقسام الداخلي في الكنيسة وقد عمل المجمع الذي كان قسطنطين عضواً فعالاً من أعضائه، على إنشاء عقيدة نيقية التي أصبحت فيما بعد المذهب الأورثوذكسي للكنيسة.
- وأهم من ذلك تشريعاته المدنية فقد أصدر قوانين تجعل بعض الحرف مثل الجزار أو الخباز حرفاً وراثية يتوارثها الابن عن أبيه وأنشأ قانوناً أيضاً بمنع المزارعين من مغادرة أراضيهم وهذا جعل المزارعين عبيداً للأرض ملتصقين بها، وبذلك بدأ ظهور جذور النظام الاقطاعي في أوربا.
- وقد اختار قسطنطين ألا يعمَّد ألا وهو على فراش الموت ولكنه كان قد اعتنق المسيحية قبل ذلك بكثير.
- ومع ذلك فقد كان قاسي القلب إلى حد كبير ولأسباب لا تزال مجهولة فقد أعدم زوجته وابنه الأكبر في عام 326 م.
زادكم الله من علمه وكافئكم على ماتفعلوا من اجلنا اللهم آمين. بحبكم فى الله