أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
الباب الثالث
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم, وصفة الحج الذي بينه؟!
* قَبيلَةُ قُرَيش:
- قال تعالى:( لإيلاَفِ قُرَيشٍ * إِيلاَفهمِ رحلَةَ الشّتاَءِ والصَّيفِ * فليَعبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الذَّي أَطعَمَهُم من جُوعٍ وآمَنَهمُ مْن خَوْفٍ ) سورة قريش.
- قُرَيش: علمٌ اسم قبيلة, وهو من بنو النضر بن كنانة, فمن كان من بني نضر فهو من قريش دون بني كنانة. وقيل: هم بنو فهر بن مالك بن النضر, فمن لم يلده فهر فليس بقرشي. قال القرطبي: والقول الأول أصح وأثبت, وسموا بذلك لتجمعهم بعد التفرق, والتقريش: التجمع والالتئام, ومنه قول الشاعر:
إخوة قرشوا الذنوب علينا في حديث من دهرهم وقديم
- كانوا متفرقين في غير الحرم, فجمعهم قصي بن كلاب في الحرم حتى اتخذوه مسكناً, ومنه قوله:
أبونا قصي كان يدعى مجمعاً به جمع الله القبائل من فهر
- وقال الفراء: التقريش: التكسب, وقد قرش يقرش قرشاً, إذا كسب وجمع, ومنه سُمِّيت قريش. وقيل: كانوا يفتشون على ذي الخلة من الحاج ليسدوها, والقرش: التفتيش, ومنه قول الشاعر:
أيها الناطق المقرش عنَّا عند عمرو وهل لذاك بقاء
- وسأل معاوية ابن عباس: بم سميت قريش قريشاً؟ فقال: بدابة في البحر أقوى دوابه, ويقال لها: القرش, تأكل, ولا تؤكل, وتعلو, ولا تعلى.
- قريش البِطَاح: أي الذين سكنوا ببطحاء مكة حول الحرم, وهي قبائل عبد مناف, وبني عبد الدار, وبني عبد العُزَّى بن قصي, وزُهرة, ومخزوم, وتَيم بن مُرَّة, وجُمَح, وسَهم, وعديّ, وهم لَعَقَة الدم, وبنو عتيك بن عامر بن لُؤي.
- قريش الظواهر: هم الذين سكنوا بظاهر مكة أي خارج جبالها المحيطة بالحرم, بنو محارب, والحارث بن فهر, وبنو الأعرم بن غالب بن فهر, وبنو هصيص بن عامر بن لؤي.
* فضل قريش:
- جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( فضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا بسبْعِ خِصَالٍ ، لَمْ يُعْطَها أحدٌ قَبْلَهم ، ولَا يُعطَاها أحدٌ بَعْدَهم ، فَضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا أَنِّي منهم ، وأنَّ النبوةَ فيهم ، وأنَّ الحِجَابَةَ فيهم ، وَأنَّ السقايَةَ فيهم ، ونصرهم على الفيلِ ، وعبدوا اللهَ عشرَ سنينَ ، لا يعبُدُهُ غيرُهم ، وأنزَل اللهُ فيهم ، سورةً مِنَ القرآنِ لم يُذْكَرْ فيها أحدٌ غيرٌهم لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ) صحيح الجامع.
بسم الله الرحمن الرحيم:
( لإيلَفِ قُرَيشٍ * إلَفهِم رحلَةَ الشّتَاءِ والصَّيفِ * فَليَعبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيتِ * الذَّي أطعَمَهُم مّن جُوع َوَءَامنَهُم مّن خَوف ) سورة قريش.
* كانت لقبيلة قريش العربية في مكة المكرمة رحلتان للتجارة في العالم:
- الأولى.. رحلة الشتاء من مكة إلى اليمن وحضرموت.
- الثانية.. رحلة الصيف من مكة إلى الأراضي الشامية.
- وكانت قريش في هاتين الرحلتين: تتزود بأصناف عدة من أطايب الطعام والبخور والثياب, مما كان يدر عليها أرباحاً طائلة وخير كثير, وهم آمنون مطمئنون بهذه النعمة العظيمة, والمكانة العالية بين القبائل!. فنزلت سورة قريش مذكرة لهم بذلك.