كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر
* الفوائــد:
1- استحباب اغتنام الأوقات الفاضلة بالطاعات.
2- بيان فضل العشر الأواخر من رمضان.
3- كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر, منها:
- إحياء الليل:
لقولها: ( ... أحيا الليل ... ) . وهذا يحتمل إحياء الليل كله ، أو أغلبه.
- كان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله للصلاة.
لقولها:( وأيقظ أهله ).
وقد ورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة:
قال صلى الله عليه وسلم:( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم:( إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ـ أو صلى ركعتين جميعاً ـ كتبا في الذاكرين الله والذاكرات ).
كانت امرأة حبيب بن أبي محمد تقول له بالليل : قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ونحن قد بقينا:
يا نائماً كم ترقدُ قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
- أنه كان يشد المئزر. واختلف في المراد به:
فقيل: هو كناية عن جده واجتهاده في العبادة.
وهذا ضعيف ، فإنها قالت:( جدّ وشد المئزر ) فعطفت شد المئزر على جده.
وقيل: المراد اعتزاله للنساء..
وهــذا القول هو الصحــيـح. وقد ورد صريحاً في حديث عائشة وأنس:( طوى فراشه واعتزل النساء ).
- اعتكافه صلى الله عليه وسلم.
فقد كان يعتكف صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر.
4- حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة ربه واجتهاده في طلب مرضاته .
الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
* الفوائــد:
1- الترغيب الشديد في صلة الأرحام. وكيفية صلة الأقارب:
- يكون بما جرى به العرف واتبعه الناس ، لأنه لم يبين في الكتاب ولا السنة نوعها ولا جنسها ولا مقدارها ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقيده بشيء بل أطلقه ، ولذلك يرجع للعرف ، فما جرى به العرف أنه صلة فهو صلة ، وما تعارف عليه الناس أنه قطيعة فهو قطيعة.
2- التحذير الشديد من قطع الأرحام.
3- فضائل صلة الرحم:
- أولاً: سبب في زيادة العمر.
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) متفق عليه.
- ثانياً: من وصلها وصله الله.
- كما في حديث الباب:( من وصلني وصله الله ).
- ثالثاً: من أسباب دخول الجنة.
عن أبي أيوب أن رجلاً قال : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ) متفق عليه.
- رابعاً: أن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الدعوة إلى صلة الرحم.
- كما جاء في قصة هرقل ، أن هرقل قال لأبي سفيان: فماذا يأمركم به ؟ قال: يقول:( اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ) متفق عليه.
- خامساً: صـلة الرحم من علامــات الإيمان بالله واليوم الآخـر ، لقوله صلى الله عليه وسلم:( من كان يؤمن بالله واليـوم الآخر فليصل رحمه ).
4- مساوئ عدم صلة الرحم:
أولاً: عدم دخول الجنة.
- عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يدخل الجنة قاطع ) متفق عليه.
ثانياً: أن عدم صلة الرحم من الكبائر.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الكبائر: الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ) رواه البخاري.
ثالثاً: سبب لعنة الله.
- كما قال تعالى:( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله ... ).
وقال تعالى :( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ).
رابعاً: قطع الله لمن قطع الرحم.
- كما في حديث الباب:( ... ومن قطعني قطعه الله ).
5- الواصل: هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
- لقوله صلى الله عليه وسلم:( ليس الواصل بالمكافئ ، لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري.
6- من أقوال بعض السلف:
- قال علي بن الحسين لولده: ” بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع “.
- وقال الحسن البصري: ” إذا أظهر الناس العلم ، ووضعوا العمل ، وتحابوا بالألسن ، وتقاطعوا بالأرحام ، لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم “.