- موجة عارمة من المظاهرات الغاضبة هبت في كل أرجاء اليمن منذ منتصف يناير 2011، ولا زالت، لإسقاط نظامه الذي دخل عامه الثالث والثلاثين، والتي اتهمه معارضوه بالسعي في قمعها عبر الأجهزة الأمنية ، ويتهمه المتظاهرون بالتسبب بالتخلف والأمية والفقر والفساد الذي تعاني منه البلاد لسنين طوال.
* ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية: هي ثورة شعبية انطلقت يوم الجمعة الحادي عشر من فبراير عام 2011 ، الذي أطلق عليه اسم "جمعة الغضب" (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر) متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 ، وبخاصة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس "زين العابدين بن علي" ، وثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس "حسني مبارك".
- قاد هذه الثورة الشبان اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس "علي عبد الله صالح" الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة وثلاثون عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
- وقد كان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل "فيسبوك" وتويتر" مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير, حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام ، ومنها مجموعة "ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام"، كما أن تلك المواقع قد لعبت دوراً كبيراً في تنظيم الاعتصام واستمراره, وكذلك في تنظيم خروج بالمسيرات.
* ومن أهم الأسباب التي قامت لأجلها الثورة:
* الأسباب غير مباشرة:
1- سوء الأوضاع السياسية:
- المطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري وتحقيق الديمقراطية ، بالإضافة إلى تشبث الحزب الحاكم في السلطة فالرئيس "علي عبد الله صالح" يحكم البلاد منذ عام 1978 ، كما ظهرت مؤخراً مخاوف من توريث الحكم من بعده لنجله أحمد.
2- سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية:
- كانتشار الفساد والبطالة والفقر خاصة بعد جهود قمع التمرد في الجنوب ، حيث تبلغ نسبة البطالة 35% على الأقل.
- وتشير مصادر الأمم المتحدة إلى أن 31.5% من السكان يفتقرون إلى "الأمن الغذائي" ، بينما 12% منهم يعانون من "نقص غذائي حاد"، ويعيش نحو 40% من سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون شخص تحت خط الفقر (أقل من دولارين في اليوم الواحد).
3- أقارب الرئيس:
- كثرت المطالب الشعبية بتنحية جميع أقارب الرئيس "علي عبد الله صالح" من المناصب القيادية بالمؤسسة العسكرية والأمنية والحكومية ، وقد دعت مجموعة على "الفيسبوك" أسمت نفسها "شباب العاشر من فبراير" إلى عزل هؤلاء بشكل عاجل.
- وتأخذ أحزاب المعارضة على الرئيس تعيين 22 شخصاً من أبنائه وأقاربه ومن سكان قريته "سنحان" في مراكز قيادية مهمة في الجيش والأمن، منها الحرس الخاص والحرس الجمهوري والقوات الجوية والبحرية والبرية والدفاع الجوي والفرقة أولى مدرعة وحرس الحدود إلى جانب الأمن المركزي والأمن القومي وقيادة المعسكرات والمناصب الإدارية ، ومن بينهم ابنه الأكبر "أحمد" في قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وأبناء إخوته "محمد" ، "طارق" و"عمار"في مناصب أركان حرب الأمن المركزي، وقيادة الحرس الخاص ووكالة جهاز الأمن القومي، إضافة إلى ابن أخيه "توفيق صالح" في منصب مدير شركة التبغ والكبريت الوطنية.
* الأسباب المباشرة:
* اندلاع الثورة الشعبية في تونس:
- وذلك في الثامن عشر من ديسمبر عام 2010 ، احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة وتضامناً مع "محمد البوعزيزي" الذي أضرم النار في نفسه ، وقد استطاعت هذه الثورة في أقل من شهر الإطاحة بالرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" ، الذي حكم البلاد لمدة ثلاثة وعشرون عاماً بقبضةٍ حديدية.
* اندلاع ثورة 25 يناير في مصر:
- والتي تأثرت بالثورة الشعبية التونسية ، واستطاعت هذه الثورة إسقاط أقوى الأنظمة العربية وهو نظام حسني مبارك خلال ثمانية عشر يوماً فقط منذ اندلاعها.
- هذا النجاح الذي حققته هاتين الثورتين أظهر أن قوة الشعب العربي تكمن في تظاهره وخروجه إلى الشارع, وأن الجيش هو قوة مساندة للشعب وليس أداة لدى النظام لقمع الشعب ، كما أضاءت تلك الثورة الأمل لدى الشعب العربي بقدرته على تغيير الأنظمة الجاثمة عليه وتحقيق تطلعاته.
- وقد واجه نظام الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" تحدياً سياسياً تقوده حركات معارضة ومتمردة, تتنوع مطالبها بين الانفصالي والسياسي والديني, ومنها من رفع السلاح ضد النظام.
* ومن أبرز هذه الحركات:
* اللقاء المشترك: يجمع سبعة أحزاب معارضة رئيسة هي: التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني, التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ، حزب البعث العربي الاشتراكي , التجمع السبتمبري, اتحاد القوى الشعبية اليمنية, وحزب الحق.
- وقد التقت أحزاب اللقاء حول معارضة نظام الرئيس علي عبد الله صالح رغم اختلافها حول جملة من المسائل الأخرى.
- ويحتل هذا التكتل الحزبي الذي تأسس في السادس من فبراير عام 2003 ،خمسة وثمانون مقعداً في البرلمان من أصل 301، وبدأ اللقاء منذ سبتمبر الماضي حملة تصعيد ضد النظام القائم بعد فشل الحوار الذي أقره الطرفان في يوليو الماضي، ليعلن في منتصف ديسمبر مقاطعته للجلسات البرلمانية، بعد قرار الحزب الحاكم اعتماد تعديلات دستورية تتيح للرئيس "علي عبد الله صالح" الحكم مدى الحياة ، ورغم إعلان "صالح" سحب هذه التعديلات، وتعهده بعدم التمديد أو التوريث، وتعهده بجملة من الإصلاحات الأخرى، انضم اللقاء المشترك إلى الانتفاضة الشبابية الداعية لإسقاط النظام.
* الحراك الجنوبي: ينشط "الحراك الجنوبي" في جنوب اليمن ليطالب بالانفصال وإعادة قيام دولة اليمن الجنوبي ، والحراك عبارة عن تكتل يجمع قوى وفصائل جنوبية، أبرزها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب, إضافة إلى عدة فصائل، أبرزها الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب، المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب، التجمع الديمقراطي الجنوبي، واتحاد شباب وطلاب الجنوب.
- وقد ظهر الحراك الجنوبي في مطلع عام 2007 م كحركة احتجاجية معارضة لنظام الرئيس "صالح" ، قبل أن يتطور خلال السنوات الثلاث الماضية من حركة احتجاجية ضد التهميش والإقصاء -الذي يشكو منه الجنوبيون- إلى حركة تمرد مدنية متعاظمة، ليس فقط ضد حكم "صالح" وإنما أيضا ضد استمرار الوحدة بين شطريْ "اليمن".
* الحوثيون: وفي الشمال تواجه السلطات اليمنية معارضة مسلحة وقوية من "الحوثيين" ، وهم حركة شيعية من أتباع المذهب الزيدي الاثني عشري تنشط أساسا في محافظة "صعدة" ، وقد طفت هذه الحركة على سطح الأحداث لأول مرة في عام 2004 ، إثر اندلاع مواجهات عنيفة ومسلحة هي الأولى لها مع الحكومة اليمنية.
- ولكن وجود الجماعة يعود في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، عبر اتحادات وجمعيات شبابية تعتنق المذهب الزيدي الاثني عشري، وتطالب بتدريسه في المدارس اليمنية.
- وقد أدت الحروب الست التي اندلعت بين النظام اليمني والحوثيين إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف يمني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد مئات الآلاف، وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات ، وبعد انطلاق الثورة الحالية في اليمن، أعلن الحوثيون أنهم سينضمون إليها، وسيناضلون "هذه المرة" سلمياً حتى يسقط النظام، الذي اتهموه بفتح الأجواء أمام السعوديين والأميركيين ليقتلوا اليمنيين.
- في يوم الأربعاء ، الموافق 2/2/2011 ، قبل بدء الاحتجاجات ، قدّم الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" تنازلات كبيرة للمعارضة أمام البرلمان في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في "صنعاء" أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب".
- وقال في الكلمة التي ألقاها: "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعياً المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني أنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013 ، كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه "أحمد علي عبد الله صالح" بعد انتهاء فترة ولايته ، كما أعلن الرئيس عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة, وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم للإعداد لتعديلات دستورية تمهد لإصلاحات سياسية وانتخابية.
- وهذه النقاط كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية ، وكذلك كشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة ، كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي.
- ولكن مع دخول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معترك الحياة السياسية في "اليمن" وأصبح بمثابة المتنفس والموجه للشباب الراغب في التغيير، اختفت من صفحات مشتركي الموقع القصائد الشعرية والموضوعات العلمية والأخبار التقليدية ، وحل بدلاً جملة لا بديل عن الثورة ، وظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام ، ومنها مجموعة ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام.
وقد بدأت الثورة اليمنية في الحادي عشر من فبراير عام 2011، التي سميت بجمعة الغضب.
وتوالت الاحتجاجات وكانت الجمعة الثامن عشر من فبراير هي جمعة البداية.
أما جمعة الخامس والعشرين من فبراير فكانت جمعة التلاحم.
وتواصلت الاحتجاجات حتى الرابع من مارس تحت اسم جمعة الصمود.
- أما جمعة الحادي عشر من مارس فكانت تحت شعار جمعة اللاعودة ، والتي أعلن الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" قبلها بيوم واحد ، أثناء افتتاحه أعمال المؤتمر الوطني عن مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد ، تدعو إلى الانتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني، والاستفتاء على دستور جديد للبلاد, وتوسيع نظام الحكم المحلي كخطوة أولى نحو الفيدرالية ، موضحاً إنه قدم هذه المبادرة التي سترفضها المعارضة كما رفضت مبادرات سابقة فقط لإبراء الذمة.
- وفي محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري أصدرت السلطات اليمنية قرارات تقضي بتغيير مدراء الأمن في ثلاث محافظات مثل محافظة "عدن" و" تعز" ، ولكن لاقت هذه التغييرات إستياءاً واسعاً نظراً لأنها لم تلب طلبات المعتصمين في تلك المحافظات الذين أعلنوا أنهم لن يقبلوا بحلول ترقيعية وأن مطلبهم واضح ، وهو إسقاط النظام ورحيل الرئيس "صالح".
- أما جمعة الثامن عشر من مارس فكانت جمعة الإنذار أو ما يسمي بمجزرة ساحة التغيير ، وفيها انضمت المعارضة لمئات الآلاف من الثوار في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية "صنعاء" ، ليؤكدوا تمسكهم بمطلب رحيل الرئيس اليمني ، وفي تطور سريع لأحداث "جمعة الإنذار"، أعلن الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" في مؤتمر صحفي حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وذلك بعد أن قتلت قوات أمن ومسلحون 43 شخصا على الأقل بإطلاق نار على المتظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة "صنعاء" ، ولم تلقي محاولة الرئيس اليمني تبرئه نظامه من هذه المجزرة أي قبول لدي أطياف الشعب اليمني ، فخرج في مظاهرات حاشدة للتنديد بما جري في ساحة التغيير ، كما أعلن السفير اليمني في الأمم المتحدة استقالته احتجاجاً علي قمع المتظاهرين ، كما قام الرئيس اليمني بإقالة الحكومة في العشرين من مارس ، وذلك في محاولة لامتصاص غضب شعبه.
- وفي يوم الاثنين ، الموافق الحادي والعشرين من مارس ، انضمت قبيلة "حاشد" بزعامة الشيخ "صادق الأحمر" ، والتي ينتمي لها الرئيس للثوار ، وهو ما اعتبره الكثيرين ضربة قاصمة للرئيس "صالح" ، بالإضافة إلي الانشقاقات السياسية والعسكرية التي تعرض لها نظام الرئيس اليمني والذي من أبرزها اللواء علي محسن الأحمر وفرقته.
- وكانت جمعة الخامس والعشرين من مارس تنقسم إلي قسمين .. الرئيس مع مئات الآلاف من أنصاره في ساحة التحرير ب" صنعاء" تحت اسم "جمعة التسامح".
- وفي المقابل أدي مئات الآلاف من المعرضين صلاة الجمعة في ساحة التغيير تحت اسم "جمعة الرحيل" ، مع وعد للرئيس اليمني بعدم ملاحقته جنائياً ، والرئيس يجدد رفضه للتنحي ، مما جعل المعارضة تتهم الرئيس بنقض الاتفاق بتسليم آمن للسلطة ، مما جعل بعض وحدات الجيش تعلن انضمامها للثوار ، كما قامت علي حمايتهم ، مما أسعد الثوار كثيراً.
- وفي الجمعة الموافق الأول من أبريل ، كانت جمعة الإخاء والخلاص ، فقد ساهمت الاحتجاجات اليمنية المستمرة في مختلف المدن والمحافظات في إعادة التلاحم الوطني خاصة بين الشمال والجنوب، وفي هذه الجمعة تواصل الشد والجذب بين الرئيس "صالح" ومعارضيه ، ولكنها كانت أول مليونية تجمع بين جميع أطياف الشعب أمام جامعة "صنعاء" لمواصلة المطالبة بتنحي الرئيس العنيد.
- وفي الاثنين الموافق الرابع من أبريل وجه وزراء مجلس التعاون الخليجي دعوة للرئيس اليمني ومعارضيه لإقامة حوار بالمملكة العربية السعودية ، وقد رحبت الحكومة اليمنية بالوساطة ، أما الثوار المعتصمين في خمسة عشر محافظة يمنية ، فقد أعلنوا رفضهم لتلك الوساطة لأنها لا تحقق المطلب الرئيسي للثوار وهو تنحي الرئيس اليمني ، لذلك تم عمل مبادرة خليجية أخري ، تنص على أن يعين الرئيس "علي عبد الله صالح" رئيسا للوزراء تختاره المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف، ثم يقدم الرئيس استقالته لمجلس النواب خلال ثلاثين يوماً ويسلم السلطة لنائب رئيس من الحزب الحاكم ، كما تنص على منحه وأسرته ومساعديه حصانة من الملاحقة القضائية.
- وجمعة الثبات ، فكانت في الثامن من أبريل ، وفيها أدي أكثر من مليوني ثائر صلاة الجمعة ، في خمسة عشر محافظة يمنية ، نتيجة رفض الرئيس اليمني لما سماه "المبادرة القطرية" ، مما جعل وزراء دول الخليج لدعوة "صالح" للتنحي.
- وبعدها عاد الرئيس اليمني ليقبل المبادرة التي رفضتها المعارضة التي صعدت من مطالبها لتصل إلي تنحي فوري للرئيس ، ومحاكمته عن كل جرائمه ، فكانت النتيجة هي ما يعرف باسم جمعة الحوار التي أقامها مؤيدي "صالح" في "ساحة السبعين" بالقرب من قصره الرئاسي لإعلان تضامنهم معه.
- فيما توافدت حشود كبيرة بالملايين في سبعة عشر محافظة للانضمام لجمعة الإصرار ، والذي وجه فيه الرئيس حديث مستفز إلي معتصمي ساحة التغيير ، إلي عدم الاختلاط بين النساء والرجال في الساحة ، مما جعل عشرات الآلاف من النساء في مدينتي "الحديدة" و"حضرموت" للتنديد بحديث الرئيس ، داعيات لمحاكمته بتهمة قذف عرض اليمنيات.
- وفي جمعة الفرصة الأخيرة شهدت العاصمة "صنعاء" مظاهرة هائلة وغير مسبوقة لتأكيد مطلب الثورة الشعبية السلمية ، وهي المطالبة برحيل الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" وإسقاط نظامه ، مؤكدين رفض المبادرة الخليجية لحل الأزمة.
- وقد أدي لظهور مبادرة جديدة قدمتها أٍيضاً دول مجلس التعاون الخليجي ، تدعو إلي تسليم الرئيس اليمني السلطة لنائبه ، مع منحه وأسرته حصانة من المقاضاة ، وقد رحب "صالح" بتلك المبادرة ، خاصةً بعد فقدانه لورقه دعم القبيلة الرابحة ، أما المعارضة فقد وافقت بشرط التمكن من ملاحقه "صالح" قضائياً ، فما كان من الرئيس إلا أن ألقي كلمة قال أنه حريص علي عدم إراقة الدماء ، واصفاً المعارضة بأنهم مجموعة من اللصوص والمحتالين ، أما المعارضة فقد اتهمت الرئيس بمعاقبه شعبه .. خاصةً بعد منع إمداد الغاز للمنازل ، وكذلك قطع الكهرباء ، في حين أن الرئيس اليمني أتهم في خطابه أمام مؤيديه الذين أطلقوا علي هذه الجمعة اسم جمعة الوفاق ، أن أحزاب "اللقاء المشترك" هي من قامت بتفجير أنبوب النفط وأبراج الكهرباء !!!!!!.
- لم يتغير الوضع في "اليمن" التي تترنح ما بين عند رئيسها وصمود ثوارها الذين يتساقط الكثير منهم ما بين قتلي وجرحي برصاص النظام أو برصاص من كان يريدها فتنة ، فكانت جمعة الوفاء للشهداء في التاسع والعشرين من ابريل.
- وتقابلها جمعة الشرعية الدستورية للمؤيدين للرئيس ، كما لا يزال الرئيس يترنح ما بين قبول التوقيع علي المبادرة وما بين رفضها .. وفي النهاية رفضها ليعود الأمين العام لمجلس التعاون صفر اليدين إلى "الرياض".
- أما شهر مايو ، فقد شهدت جمعته الأولي والتي أطلق عليها "جمعه الوفاء للجنوب" ليواصلوا دعوة الرئيس اليمني للتنازل عن الحكم ، بينما توعدهم بمقاومة خصومه للنهاية.
- وفي نهاية اليوم ظهرت نسخة معدلة جديدة للمبادرة الخليجية ، والتي تنص علي أن يكون الاتفاق بين المؤتمر الشعبى ، وهو (الحزب الحاكم) في اليمن" وحلفائه، وبين المعارضة وشركائها على أن يوقع الاتفاق ثلاثون اسماً مناصفة بين الطرفين، وأن يكون الرئيس اليمنى ضمن الموقعين بصفته الحزبية، وليس كما ورد في النسخة السابقة من المبادرة التي نصت على أن يكون التوقيع بين الرئيس وممثلي المعارضة ، وقد رفض الثوار هذه المبادرة التي وصفوها "بالمطبوخة" ، بينما دعا الرئيس اليمني إلي الحوار ، فيما صعدت الثورة من حدتها إلي أن دعت لإضراب شامل.
أما الثالث عشر من مايو ، فقد شهدت الثورة والمعارضة ما أطلقت عليه جمعة الحسم.
أما السلطة فتسميها جمعة الوحدة.
- لتستمر الإشكالية ، فالشعب يريد إسقاط النظام ، والنظام متمسك بما اسماه الشرعية الدستورية والمضي بالبلاد إلى كارثة ، أما "قطر" فقد انسحبت من المبادرة الخليجية ، والرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" ينتقد الانسحاب ويصفه بالمتآمر ، بينما يرحب شباب التغير بانسحاب "قـطـر" واصفين موقفها بأنه عين الصواب لأن المبادرة لم تلبي طموحاتهم ، بالرغم من سقوط المزيد من القتلى والجرحى ، والدمار الشامل الذي بدأ يصيب البلاد.
- وفي جمعة وحدة الشعب ، التي توافق العشرين من مايو ، ارتفعت وتيرة الهجمة المسلحة التي تشنها القوى الأمنية ضد المعتصمين في ساحات التغيير ، مستخدمة كل وسائل القمع والقتل والإرهاب لوقف هذا المد الشعبي الذي يزداد اتساعاً وانتشارا بدخول المزيد من القبائل والفئات الشعبية إلى قلب الاحتجاج على بقاء واستمرار النظام الحالي ، وقد ردد الثوار في هذا اليوم "الشعب اليمني واحد مطلبهم مطلب واحد ، الشعب يريد إسقاط النظام".
- وفي 23 أيار (مايو) 2011 لقي شخصان مصرعهما وأصيب نحو 25 آخرين الاثنين في مواجهات بين قوات حكومية ومسلحين مناصرين لآل الأحمر في صنعاء، وذلك بعد يوم واحد من تعليق المبادرة الخليجية إثر رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع بسبب رفض المعارضة القدوم للقصر الرئاسي لتوقيع المبادرة.
- وكان قد وقع إطلاق نار كثيف بين حراس الشيخ صادق الأحمر من جهة وقوات من الحرس الجمهوري وشرطة النجدة ومسلحين بزي مدني من الجهة الثانية، وذلك بعد أن ضبط حراس الشيخ مجموعة من المسلحين تحاول إدخال أسلحة إلى مدرسة حكومية محاذية للبيت فدار بين الطرفين إطلاق نار استخدم فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
- تطورت الأمور إلى أن قصف منزل الشيخ صادق الأحمر فقام بدوره بالرد والاستيلاء والسيطرة على مباني حكومية من بينها مبنى وزارة الصناعة والتجارة القريب من منزله.
- 27 أيار (مايو) 2011 أطلق عليها جمعة سلمية الثورة التي احتشد فيها أكثر من سبعة ملايين يمني في ميادين التغيير والحرية بالعاصمة "صنعاء" وستة عشر محافظة أخرى مطالبين "صالح" بسرعة التنحي عن الحكم ، وأكد اليمنيون في جمعة "سلمية الثورة" رفضهم المطلق لكل محاولات "علي صالح" لجر البلاد إلى العنف والحرب الأهلية التي يلوح بها بين الحين والآخر ، وقد أطلق المحتشدون عدد 110 حمامة بعدد أيام ثورتهم حتى ذلك الوقت ، وكدليل علي سلمية ثورتهم.
- وفي جمعة سلمية الثورة تفاجئ المحتشدون بالشيخ "صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر" شيخ مشايخ قبيلة "حاشد" ومعه عدد من المشايخ يحضرون للمشاركة وتأكيداً لسلمية الثورة وسط ترحيب حار واستقبال حاشد من قبل المحتشدين بالستين ، وأكد الشيخ "صادق الأحمر" في كلمة قصيرة أنه وجميع إخوانه بخير ولم يصبهم شيء ، مؤكداً على سلمية الثورة والصمود حتى إسقاط النظام" ، كما أشار إلى أنهم قاموا بإيقاف إطلاق النار بعد وساطة بعض الشخصيات" قائلاً: أوقفنا إطلاق النار على أن يوقف "صالح" ذلك، وإن عاد فسنعود" ، وذلك في إشارة إلي قيام "صالح" بقصف بيت "الأحمر" الذي يعد رمز "اليمن" وهو يستضيف بعض الشخصيات للتفاوض علي المبادرة الخليجية ، مما أسفر عن سقوط بعض الضحايا.
- وقد دعا شباب الثورة اليمنية دول الخليج إلى اتخاذ موقف واضح مستنكرين أن مبادراتهم وضماناتهم هي التي شجعت "صالح" على الحفاظ على الكرسي، بدلاً من أن تحفظ للشعب اليمني دماءه، وخاطبوا العالم بقولهم "يا أحرار العالم كم عدد الضحايا من أبناء اليمن التي تريدونها حتى تنتفضوا، فالعالم مسئول عن الدماء التي تسفك".
- ودعا الثوار القوات المسلحة الذين هم حماة الوطن وأبناءه وليسوا حراساً لصالح وكرسيه إلى الانضمام إلى الثورة ، كما دعوا كل فئات المجتمع اليمني إلى تفعيل العصيان المدني المقرر يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع، وذلك حتى تنحي "صالح" الذي بدأت شعبيته تتلاشي بالفعل.
- في يوم الأحد 29 أيار/مايو 2011 سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين اليمنيّة في قبضة مسلحي تنظيم "القاعدة" بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل.
- توقفت الهدنة التي كانت بين الحرس الجمهوري والشيخ صادق الأحمر واستعاد مقاتلون موالون للأحمر السيطرة على مبنى الحزب الحاكم في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء الذي وقع فيه معظم القتال وأدى لأكبر عدد من القتلى من بداية الثورة اليمنية.
- وقتل كذلك أكثر من 30 شخصا على الأقل بعد أن قصفت طائرات السلاح الجوي مدينة زنجبار التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في جنوب البلاد وفتح الجنود النار على مظاهرة مناهضة لحكم الرئيس علي عبد الله صالح في تعز.
- جمعة الوفاء لتعز الصمود في 1 رجب 1432 الموافق 3 يونيو 2011 وهي آخر جمعة حتى إعداد هذا التقرير.
- وفي هذه الجمعة تم قصف مسجد دار الرئاسة اليمنية بصنعاء ولم يتبين حتى الآن من وراء القصفة، حيث لم تعلن أي جهة من الجهات المتحاربة في اليمن مسؤوليتها علن ذلك الاعتداء الذي أودى بحياة خطيب الجمعة وثلاثة عناصر من أمن الرئاسة، إلى جانب إصابة عدد من كبار المسئولين اليمنيين من بينهم عبد العزيز عبد الغنى والدكتور محمد على المجو، كما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص من الضباط والصف ، بالإضافة لإصابة الرئيس علي عبد الله صالح الذي أصيب إصابة خفيفة، وفق تأكيد السلطات اليمنية أنه بخير وفي صحة جيدة، بعد أن سرت شائعات عن مقتله جراء القصف.
- وبعد الحادث بعدة ساعات ألقى الرئيس على صالح كلمة مسجلة يشكر الشعب اليمني ويترحم على الشهداء ويتهم أولاد الأحمر بأنهم وراء هذا الحادث , ويتوعد من قام به بالملاحقة عاجلاً أو آجلاً.
* ويقول بعض المحللون:
- إذا كانت القذيفة أتت من داخل دار الرئاسة فقد يكون وراء هذا الحادث ضباط من داخل دار الرئاسة وشاهد ذلك أن أكثر من أربعة من الحرس الخاص قد استشهدوا ما يعني أنهم حاولوا صد الهجوم.
- وإذا كانت القذيفة من خارج دار الرئاسة فقد تكون من أحد أطراف الشيخ صادق وحميد الأحمر بحكم القتال الدائر حاليا , أو من طرف اللواء علي محسن الأحمر.
- أو قد تكون جهة أخرى تريد الاستفادة من هذه الظروف لزيادة الفتنة بين الطرفين.
- وحتى هذا اليوم لا تزال "اليمن" فوق صفيح ساخن ما بين عناد وتردد الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" ، وبين مطلب شعبي برحيله .... فالشعب يكرر ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
ارحل ..
- فهل سيرحل "صالح" بدون تكبيد الشعب اليمني المزيد من الخسائر في الأنفس والاقتصاد .. الذي بدأ يترنح بالفعل ... أم سيظل علي عناده ومماطلته .. ؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال لا يعرف إجابته سوي الله سبحانه وتعالى ... ولكن ما نرجوه نحن ... هو أن يرحل ... يرحل من أجل مستقبل أفضل ..
نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان اللهم آمين.
النصر ان شاء الله قريب
ثورتنا من ضمن الثورات العربيه الناجحه في ربيع الثوات ورغم انوف الحاقدين ستنجح الثوره باذن واحد احد النصر النصر قادم يا ثوار اليمن شدو الهمه واحنا معاكم ولن نسمح ان تذهب دمائكم هدرا اصمدوا من اجل اليمن اصمدوا من اجل النصر اصمدوا واغيضوا الحاقدين على الوطن يا شباب انتم جيل اليمن الواعد جيل الثوره جيل الوحده جيل النصر ستجح ستنجح ستنجح بإذن الله
الثورة اليمنية تعتبر من انجح الثورات السلمية في مواجهة الطغيان فرغم وجود جميع انواع الاسلحة في ايدي المواطنين الا انهم لم يطلقوا طلقة واحدة في وجه الطاغية عفاش الذي استحل الاموال والاعراض وانتهك الحرمات اتمنى ان تكون هذه الثورة ملهمة لبقية الشعوب المستعمرة من عملاء الشيطان