بعد اغتيال "إبراهيم الحمدي" الذي وصل للسلطة بأجندة ثورية جديدة للدفع في اتجاه الوحدة اليمنية.

 فتولى "أحمد الغشمي" رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة.

(صورة تجمع بين الرئيسين إبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي)

- ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد ، بانفجار حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي "سالم ربيع علي" ، والذي أعدم بعد عدة أشهر في الجنوب.

سالم ربيع علي

- بعد أقل من شهر من مقتل "الغشمي" ، أصبح "علي عبد الله صالح" عضو مجلس الرئاسة رئيس "الجمهورية العربية اليمنية" بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في 17 يوليو1978.

* ولد الرئيس الحالي للجمهورية اليمنية "علي عبد الله صالح" في الحادي والعشرين من مارس عام 1942 ، في قرية "بيت الأحمر"، بمنطقة "سنحان"، بمحافظة "صنعاء"، لأسرة فقيرة ، وقد عانى من مشقة العيش في سن مبكرة ، فعمل راعياً للأغنام ، وتلقى تعليمه الأولي في "معلامة" القرية ، ثم ترك القرية عام 1958 ، ليلتحق بالجيش لأنه كان مهرباً من الفقر وسوء المعاملة".

- التحق "صالح" بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة في عام 1960 ، وفي عام 1963 ترقي إلى رتبة ملازم ثان، وشارك مع الثوار في الدفاع عن الثورة أثناء حصار السبعين ، وبعدها التحق بمدرسة المدرعات في 1964 ليتخصص في حرب المدرعات، ويتولى بعدها مهمات قيادية في مجال القتال بالمدرعات.

- وبعد توليه مسئولية قائد لواء "تعز" عاصمة الإمام أحمد بن يحيي حميد الدين ، وثاني أكبر محافظات الجمهورية العربية اليمنية.

الإمام أحمد بن يحيي حميد الدين

- أصبح "علي عبد الله صالح" معروفاً لدى القادة والمشايخ في اليمن الشمالي، وارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ كالشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني السابق وشيخ مشايخ قبيلة حاشد.

- بعد مقتل "سالم ربيع علي"، عانى النظام في الجنوب مشاكل واضطرابات عنيفة ، ثم تولى "علي ناصر محمد" الرئاسة في الجنوب ، واستمر الطرفان في التقارب، غير أن الحسابات بين الشيوخ في الشمال، والجهات الخارجية، والقادة الجنوبيين أنفسهم بسبب تقلقل النظام السياسي قادت إلى انفجار الوضع في الجنوب في حرب الثالث عشر من يناير عام 1986 الشهيرة، والتي نتج عنها اختفاء الرئيس السابق لليمن الجنوبي "عبد الفتاح إسماعيل"، وفرار "علي ناصر محمد" إلى الشمال، ومقتل "علي عنتر" وزير الدفاع، وتولي "علي سالم البيض" الحكم في الجنوب ، ولكن عندما زار "علي عبد الله صالح" الجنوب بعد الحرب فاستقبله الشعب بالبشرى ما أعطاه الثقة بأن الوقت قد آن لقطف ثمار الجهد الوحدوي الطويل لكل القادة الذين سبقوه، فبدأت خطوات وحدة اندماجية متعجلة، واتفاقات حل نهائي، ولعبة توازنات دقيقة أدت إلى خروج "علي ناصر محمد" من "اليمن" نهائياً منفياً في دمشق.

- ثم أتى بعده علي سالم البيض أخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1986-1990 وكان في ذلك الفترة حيدر أبوبكر العطاس أخر رؤساء هيئة مجلس الشعب الأعلى باليمن الجنوبي رئيس الوزراء للجنوب وهو أيضاً فيما بعد أول رئيس وزراء في دولة الوحدة من 1990 إلى 1994.

* الوحدة اليمنية:

- قامت الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية - اليمن الشمالي (سابقاً) جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - اليمن الجنوبي (سابقاً) في 22 مايو 1990 عن طريق التوقيع النهائي على اتفاقيتها بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض ، لتقوم الجمهورية اليمنية، ويكون علي عبدالله صالح الرئيس، وعلي سالم البيض نائب الرئيس.

- اعتمد الرئيس "علي عبد الله صالح" خيار الديمقراطية واحترام الرأي الآخر منذ تحقيق الوحدة عام 1990 ، وأصبح أول رئيس يمني ينتخبه الشعب مباشرة في انتخابات 1999، حيث تم تأسيس العديد من الأحزاب على أسس فكرية كحزب المؤتمر والحزب الاشتراكي وحزبي البعث، وأخرى إسلامية تنظيمية كالتجمع اليمني للإصلاح وهو أكبر أحزاب المعارضة وأقواها وأخرى على أسس طائفية كحزب الحق وغيرها.

- رغم تعديل الدستور في عام 2003 ، واعتبار ولاية صالح الحالية ولايته الأولى، ما يمنحه الحق في الترشح لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، أعلن في حفل بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتوليه السلطة نيته عدم الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 2006 ، وأدى إعلانه إلى حالة توتر شديدة. خرجت مظاهرات شعبية، وحملات لجمع التواقيع فيما اعتبرته المعارضة مسرحية سياسية تهدف لحشد التأييد الشعبي ل"صالح".
 

- في المؤتمر الاستثنائي لحزب المؤتمر الشعبي العام، أعلن صالح في الحادي والعشرين من يونيو عام 2006، أنه جاد في عزمه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن على حزبه أن يجد مرشحاً بديلاً له، الأمر الذي خلق حالة من الصدمة المؤقتة، فالانتخابات بعد ثلاثة أشهر، واليمنيون لا يعرفون بعد من هم مرشحو الرئاسة ، لذا أعلن صالح قبول الضغوط الشعبية لإعادة ترشيحه مجدداً في الرابع والعشرين من يونيو لعام 2006 ، بعد ثلاثة أيام من التصريحات النارية التي أطلقها بخصوص عدم ترشيحه ، وترشح "صالح" ضد "بن شملان" الذي رشحته أحزاب اللقاء المشترك وكان بدعم من حميد الأحمر أقوى رجال الأعمال في اللقاء المشترك وفاز "صالح" لفترة رئاسية جديدة.
 

- في الحادي عشر من ديسمبر عام 2010 ، تقدمت الكتلة النيابية للحزب الحاكم الذي يترأسه "صالح" بمشروع قانون يقضي بالسماح له بالترشح لفترة رئاسية قادمة ، بل ويلغي تحديد مدة الرئاسة والذي عرف حينها بمشروع (تصفير العداد) ، إلا أن أحزاب المعارضة الرئيسية أعلنت مقاطعتها لجلسات البرلمان واعتبرت مشروع التعديلات انقلاباً على الدستور ومضامين الجمهورية.

- وبعد نجاح ثورة الشعب التونسي في الرابع عشر من يناير عام 2011 ، وبعدها ثورة الشعب المصري في الحادي عشر من فبراير عام 2011 ، خرج الشعب اليمني بمسيرات قدرت بالملايين تطالب برحيل "صالح" عن الحكم فأعلن عن عدم نيته الترشح لانتخابات 2013 ، وكذلك عدم نيته التوريث لنجله "أحمد" والذي يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، كما أعلن تجميد مشروع التعديلات الدستورية.

- يعرف أن الرئيس اليمني الحالي "علي عبد الله صالح" هو صاحب ثالث أطول فترة حكم من بين الحكام العرب الذين هم على قيد الحياة حالياً.

صور للرئيس اليمني علي عبد الله صالح:

( أتوقع أن هذه الصور للرئيس اليمني مع أولاده )