* الأرض (إرتس) The Land (Eretz):
- "الأرض" هي المقابل العربي لكلمة "إرتس" العبرية التي ترد عادة في صيغة "إرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل" (فلسطين). ويدور الثالوث الحلولي حول الإله والشعب والأرض فتقوم وحدة مقدسة بين الأرض والشعب لحلول الإله فيهما وتوحده معهما، ولذا ترتبط الديانات والعبادات الوثنية الحلولية بأرض محددة أو بمكان محدد وبشعب يقيم على هذه الأرض أو على علاقة ما بها.
- والحلولية طبقة جيولوجية مهمة تراكمت داخل التركيب الجيولوجي اليهودي. تتبدَّى في إضفاء القداسة على الأرض نتيجة الحلول الإلهي فيها، ولذا فإن إرتس يسرائيل (فلسطين) تُسمى "أرض الرب" (يوشع 3/9)، وهي الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 12/11)، ثم هي الأرض المختارة، وصهيون التي يسكنها الرب، والأرض المقدسة (زكريا 12/2) التي تفوق في قدسيتها أي أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار.
- وقد جاء في التلمود: " الواحد القدوس تبارك اسمه قاس جميع البلدان بمقياسه ولم يستطع العثور على أية بلاد جديرة بأن تمنح لجماعة يسرائيل سوى أرض يسرائيل". وهي كذلك الأرض البهية (دانيال 16/11).
- والواقع أن تعاليم التوراة، كتاب اليهود المقدس، لا يمكن أن تُنفذ كاملة إلا في الأرض المقدسة.
- بل وكما جاء في أحد أسفار التلمود وفي أحد تصريحات بن جوريون، فإن السكنى في الأرض بمنزلة الإيمان: "لأن من يعيش داخل أرض يسرائيل يمكن اعتباره مؤمناً، أما المقيم خارجها فهو إنسان لا إله له".
- بل إن فكرة الأرض تتخطى فكرة الثواب والعقاب الأخلاقية (كما هو الحال دائماً داخل المنظومة الحلولية) فقد جاء أن من يعيش خارج أرض الميعاد كمن يعبد الأصنام، وجاء أيضاً أن من يسر أربع أذرع في إرتس يسرائيل يعيش لا ريب إلى أبد الآبدين، ومن يعش في إرتس يسرائيل يطهر من الذنوب، بل إن حديث من يسكنون في إرتس يسرائيل توراة في حد ذاته.
- وقد جاء في سفر أشعياء (24/33): (أنه لا يقول ساكن في الأرض أنا مرضت. الشعب الساكن فيها مغفور الأثم).
- وقد ارتبطت شعائر الديانة اليهودية بالأرض ارتباطاً كبيراً، فبعض الصلوات من أجل المطر والندى تُتلى بما يتفق مع الفصول في أرض الميعاد، كما أن شعائر السنة السبتية (سَنَه شميطاه)، والشعائر الخاصة بالزراعة وبعض التحريمات الخاصة بعدم الخلط بين الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات لا تُقام إلا في الأرض المقدسة.
- وتدور صلوات عيد الفصح حول الخروج من مصر والدخول في الأر، ويردد المحتفلون بالعيد الرغبة في التلاقي العام القادم في أورشليم، والواقع أن الثمانية عشر دعاءً (أهم قسم في الصلوات اليومية ويُدعى "شمونة عسرية" بالعبرية) يتضمن دعاءً بمجيء الماشيَّح الذي سيأتي في آخر الأيام ويقود شعبه على الأرض. وحتى الآن، يرسل بعض أعضاء الجماعات اليهودية في العالم في طلب شيء من تراب الأرض ليُنثر فوق قبورهم بعد موتهم... وإذا كان الشعب يمتزج بالأرض في النسق الحلولي، فإن الزمان المقدَّس (التاريخ اليهودي) يمتزج بالمكان المقدس (الأرض).
- ويتبدَّى هذا في أن الأرض المقدسة هي أرض الميعاد، لأن الإله وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله. وهي أيضاً "أرض المعاد" التي سيعود إليها اليهود تحت قيادة الماشيَّح، أي الأرض التي ستشهد نهاية التاريخ. والأرض هي مركز الدنيا لأنها توجد في وسط العالم، تماماً كما يقف اليهود في وسط الأغيار وكما يشكل تاريخهم المقدس حجر الزاوية في تاريخ العالم وتشكل أعمالهم حجر الزاوية لخلاص العالم.
- فإذا كان الشعب اليهودي هو أمة الكهنة، فإن الأرض بمنزلة المعادل الجغرافي لهذا التصور. وليس التاريخ اليهودي، حسب التصورات الحلولية التقليدية أو الصهيونية، إلا تعبيراً عن الارتباط بالأرض، وهو في الواقع ارتباط يجمع بين التاريخ الحي والجغرافيا الثابتة، الأمر الذي يؤدي إلى إلغاء وجود اليهود التاريخي خارج فلسطين. فهو وجود خارج الأرض، وبالتالي خارج التاريخ. كما يُلغي تاريخ الأرض نفسها باعتبار أنها مكان مطلق منبت الصلة بالزمان، خاو على عروشه، ينتظر ساكنيه الأزليين المقدسين.
- ومن المشكلات الطريفة التي وجهها لاهوت الأرض مشكلة ملكيتها. فالأرض المقدسة عبر تاريخها كان يقطن فيها، في معظم الأحيان، شعب غير مقدس. فمنذ بداية تاريخها وحتى عام 1000 ق.م، كان يقطن فيها الكنعانيون والفلستيون، ثم قطن فيها اليهود بضع مئات من السنين، ثم توافدت عليها بعد ذلك أقوام أخرى، إلى أن اختفى أي وجود يهودي حقيقي عام 70م.
- وهنا كان على مفكري اليهود حل هذه المشكلة. وقد تناول الحاخام راشي العبارة الافتتاحية في التوراة التي تقول: "في البدء خلق الإله السموات والأرض". فكتب معلقاً: إن الإله يخبر جماعة يسرائيل والعالم أنه هو الخالق، ولذلك فهو صاحب ما يخلق، يوزعه كيفما شاء. ولذا، إذا قال الناس لليهود أنتم لصوص لأنكم غزوتم أرض يسرائيل وأخذتموها من أهلها فبإمكان اليهود أن يجيبوا بقولهم: "إن الأرض مثل الدنيا ملك الإله، وهو قد وهبها لنا".
- فالأرض المقدسة، توجد إذن خارج التاريخ، وهي جزء من السماء والأرض اللتين خلقهما الإله قبل التاريخ والإله الذي يحل في الطبيعة والتاريخ هو صاحب التصرف فيهما معاً. وقد استخدم مارتن بوبر المنطق نفسه في العصر الحديث في مجال تبرير الاستيلاء الصهيوني على الأرض.
من كتاب د. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية الإلكترونية.
زدنا زادك الله من فضله اقترح ان يكون مثل هذه الرسائل عنوان اعرف عدوك او تعرف على الاديان انا مشترك ببريد آخر اشكركم
السلام عليكم وبعد اسال الله ان ينصر الاسلام والمسلمين في كل مكان وخاصة في فلسطين اللهم آمين .. كان الاجدر على المسلمين جميعا ان يتعاونوا ويوحدون صفوفهم وقواهم وكلمتهم وموقفهم لطرد اليهود المغتصبين المعتدين وارجاعهم الى حيث اتو ونصرة الاقصى ورفع راية المسلمين عالية .. فأسال الله ان يهدي المسلمين إلى توحيد كلمتهم وموقفهم لاسترجاع حقوق المسلمين المسلوبة بعونه تعالى اللهم آمين.