وقفـة تــدبـّـر
- قال تعالى: { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
المحقرات من الذنوب
* عدم إستصغار المحقرات من الذنوب وإجتنابها :
- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إيّاكُم وَمُحقَرات الذُنوبِ ، فإنَّما مَثَلُ مُحقَرات الذُنوبِ كَمَثَلِ قوم نَزَلوا بَطنَ واد فَجاءَ ذلكَ بِعود وجاءَ ذا بِعود ، حَتّى حَمَلوا ما أنضَجوا بِهِ خُبزَهُم ، وإنّ مُحقَرات الذُنوبِ مَتى يؤخَذُ بِها صاحِبُها تُهلِكُهُ ). رواه مسلم وأحمد وأبو داود.
* إن محقرات الذنوب هي الصغائر التي يستهين بها المرء ، فإن أكثَرَ منها واستهان بها أوردته النار ، لذلك قيل: لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. وعلى المرء أن لا ينظر إلى صغر ذنبه ولكن عليه أن ينظر إلى من يعصي؟ فالمعصية الصغيرة هي معصية لله عز وجل وهي تشترك في هذه الصفة مع الكبائر. وما على المرء إلاّ أن يتبع الذنوب بالإستغفار وبصالح الأعمال.
* إن من محقرات الذنوب العادات الذميمة التي يعتادها المرء ولا يكلف نفسه بالإقلاع عنها . فالعادة تتكرر على الدوام ، فتتكرر المعصية مرات كثيرة وبذلك تزداد العقوبة عليها . وعلى المرء الذي ابتلي بعادة سيئة أو إعتاد مخالفة معينة لكتاب الله وسنة رسوله أن يجهد نفسه بالإقلاع عنها قدر الإمكان ، حتى ولو كان ذلك بعض الأحيان . إن مجاهدة النفس لكي تقلع عن عادة سيئة هي من صالح الأعمال ، وقد يثيب الله تعالى المرء بمساعدته على الإقلاع عن تلك المعصية نهائيا أو أن يغفرها له. أما عدم الإكتراث بالسيئات الصغيرة والإكثار منها فهو ما يحذر منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هنا وهي التي قد تهلك مرتكبها .
القلب السليم
* مثل القلب مثل ريشة تقلبها الريح بفـلاة .
* إنما سمي القلب قلبا من تقلبه ... فيارب ثبت قلوبنا على دينك ... فالثبات هو الطريق الوحيد للنجاة والسعادة في الدارين .
* لقد تســاءلت كثيرا ما هو المقصود بالقلب السـليم الذي ورد ذكره في هذا الاستثناء من محكم الآيات ... ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) وتردد في صدري هاتف يهتف من منا سليمُ القلب ... بعد ما عصفت به كل هذه الذنوب والآثام هذا القلب الذي كاد يصبح كخلقة بالية من كثرة ما أستهلك في المعاصي ليته كان عامرا بذكر الله ... وهل مازال في العمر بقية حتى ندرك شيئ من رحمة الله قبل فوات الأوان .
- اللهم أنى أسألك أن تحيى موات قلوبنا بقدرتك ... يا قوى ياعزيز نستمد من رحمتك قوة لقلوبنا الضعيفة.
* وإذا أردت أن تعرف هل قلبك سليم صحيح من الأسقام وانه يؤدى دوره الذي من اجله خلق فتعال وانظر إلى هذه العلامات التي ذكرها ابن القيم رحمه الله وهى :
- أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوب إلى الله وينيب .
- أنه لا يفتر عن ذكر ربه ولا يسأم من عبادته ، أنه إذا فاته ورده اليومي وجد لفواته ألماً اشد من فوات ماله.
- أنه يجد لذة في العبادة أكثر من لذة الطعام والشراب..
- أنه إذا دخل في الصلاة ذهب غمه وهمه في الدنيا..
- أن يكون همه لله وفى الله..
- أن يكون شحيح بوقته على أن يضيع اشد من شح البخيل بماله..
- وان يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثر من اهتمامه بالعمل ذاته.
muslimtents
إعلان العيوب وإشهارها
* أتعلمون لماذا لا نفضح المذنب ونتستر عليه وعلى ذنبه على الرغم من أنه مرتكب لذنب ومعصية !!
- كثير منا ممن يلتبس عليه هذا الأمر ، و لا يعرف متى عليه أن يستر و متى عليه أن يفضح .
- قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يستر عبد عبداً في الدنيا ، إلا ستره الله يوم القيامة ).
* ما السر في منع الإسلام إعلان العيوب و إشهارها ؟
- لقد منع الإسلام إعلان العيوب و إشهارها ، و اعتبر الإعلان نفسه جريمة أخرى ، منفصلة عن جريمة مرتكب المعايب و الذنوب لأمرين:
أ- إتاحة الفرصة للمذنب أن يراجع نفسه و يتوب إلى الله ، فلو افتضح أمره ، و انكشف ذنبه ،فقد ضاع الحياء من وجهه ، وربما أغراه الافتضاح و التشهير على السير قدما في المعايب و الرذائل. أما لو ظل عيبه مستورا ،فإن الاحتفاظ بسمعته ، و سيرته يبقى قائما لديه ، ولذلك نصح الإسلام بعدم كشف العيب ، فقد روى معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( انك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) وروى عقبة ابن عامر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤدة ).
ب- منع انتشار الفساد في الأرض ، فإعلان العيوب والعورات دون أن يصحبه العقاب ،يفسد الجو الاجتماعي ،ويغري الناس بارتكابها ،وكان ذلك الإعلان بمثابة تنبيه وتعليم للأشرار وكثيرا ما يصرح الفساق بأن ما ارتكبوه من الذنوب ،لم يكن إلا نتيجة لما تعلموه من خلال خبر كتبته صحيفة ، أو بثته إذاعة ، أو عرضه تلفاز ، أو تناقلته ألسنة الناس.
* حالات يجب ستر العورة فيها ، أوجب الإسلام ستر العورة والعيب في الحالات التالية:
1- الزنا الذي لم يبلغ نصاب الشهود فيه أربعة أشخاص.
2- أن يكون الذنب - من حيث أثره - يخص المذنب ولا يتعداه إلى غيره.
3- أن يكون الإعلان له يؤدي إلى فساد أكبر ، وضرر أوسع.
4- أن يكون الإعلان سببا لإسقاط ثقة الإنسان ،الذي ينتفع الناس بثقته.
5- أن يكون المذنب مستفتيا ،يبحث عن حكم الشرع في ذنبه ،و طريق التوبة منه.
* حالات يجب كشف العورة فيها:
- ويجب كشف العورة فيما عدا الحالات السابقة وخاصة إذا كان المذنب مجاهرا بذنبه ،عارفا لحكم الله ، ويعقاب عليه حتى لا يتشجع الناس على اقترافه.
موقع الإسلام اليوم
الشيخ سلمان العوده
مع التحية لـ
g g
جزاك الله الف خير اخي العزيز و أكثر من أمثالك اللهم آمين.
جزاكم الله خير
جزاك الله الف خير اخي العزيز و أكثر من أمثالك
جزى الله خيرا كل من بلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولو اية ليعلو بناء هذا الدين العظيم