* الخوف على أنواع:
- فالخوف للمذنبين - والرهبة للعابدين - والخشية للعاملين ـ والوجلة للمحبين - والهيبة للعارفين....
- فخوف المذنبين من العقوبات.
- وخوف العابدين من فوات العبادات.
- وخوف العالمين من الشرك الخفي في الطاعة.
- وخوف المحبين وفوات اللقاء في الخلوات.
- وخوف العارفين الهيبة والتعظيم وهو اشد الخوف.
الأعمال بالخواتيـم
* قال صلى الله عليه و سلم في الصحيحين: ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة ، ثم يكون علقة مثله ، ثم يكون مضغة مثله ، ثم يبعث إليه الملك ، فيؤذن بأربع كلمات ، فيكتب : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، ثم ينفخ فيه الروح ، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها ).
- وهذا الحديث فيه سؤال: كيف يعمل العامل بعمل أهل الجنة يصلي المصلي ، ويزكي المزكي ، ويصوم الصائم ، ويحج الحاج.
- فكيف يعمل العامل ويتقي المتقي ، ويجتهد المجتهد ، فإذا بلغت الروح الحلقوم ..... سبق عليه الكتاب وخسر عمله ؟
- وكيف يفجر الفاجر ،ويظلم الظالم وينتهك الأعراض ،ويلعب بالدمـاء ، ويضيّع الصلوات ، ويلعب بالمحرمات ، فإذا وصل إلى السكرة أُدخل الجنة ؟ أليـس هذا بإشــكال !؟
- لكن الله يقول { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } ، { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
- والجواب أن يقال: معنى الحديث أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس ، وإلا ففي باطنه حيّات وعقارب وظلم أسود.
- ويعمل بعمل أهل النـار فيما يظهر للناس ، وإلا ففي قلبه خير كثير وله خفيه من عمل صالح يكشفها الله في سكرة الموت.
- فالمعنى أن بعض الناس أظهر للناس جميلاً ولله أظهر الخبيث ، فلما حصحص الحق وأتت ساعة الصفر ظهر القبح.
- وآخر صالح ولكن ظن الناس أنه سئ لكنه تاب وعمل خيراً فالله لم يخذله والله يقول: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ويقول سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ } قال أهل العلم كما روى ذلك الحافظ ابن كثير وغيره: أي وقت سكرات الموت.
- إذاً الخواتيم بيد الله سبحانه وتعالى ولا ندري بما يؤول إليه العبد.
- قال رجل لابن المبارك: رأيت رجلاً قتل رجلاً ظلماً فقلت في نفسي: أنا أفضل من هذا.
- فقال: أمنـُـك على نفسـك أشـد من ذنبـه.
- قال الطبري: لأنه لا يدري ما يؤول إليه الأمر ، فلعله يكون من الخاسرين.
- ولذلك تجد بعض الطائعين فيما يظهر للناس .. هم أحقر ربما عند الله من بعض العصاة وليس هذا تشجيعاً على المعصية حاشا وكلا ، لكن بعضهم إذا أعجبته نفسه وطاعته تجبر على الله ، فتجد نفسه كنفس نمرود وهو يصوم النهار ويقوم الليل.
- فإذا ذكرت له المعاصي ، قال: أعوذ بالله سلّمنا الله من فعلهم .. أعوذ بالله من هذه الأفعال الوخيمة.
- ثم يقول أحدهم: و الله إني منذ أن ولدتني أمي ما عصيت الله طرفة عين !
- ويقول الثاني: ما أظن أنني كذبت منذ أن بلغت !
- ويقول الثالث: منذ أن عقلت ما سقطت فيما سقط هؤلاء !
- وهكذا من كلمات التزكية والإعجاب واحتقار الآخرين.
- إذن الأعمال بالخواتيم بل قال بعضهم:
- بما أصر العبد على ذنب فمات عليه.
- وبعض الناس يصر على المعصية فتهدم مستقبله وعمره كله ، والله المســتعـان.
- فأسـأل الله الذي بيده مقاديــر الأمـور ، ومفاتيح القلــوب ، أن يتوب علينــا وعليكم ، وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا ، وأن يتغمدنا وإياكم برحمته.
ســــيـاط القلـــوب
د.عائض بن عبدالله القرني
زكاة جسمك
* عن كل عضو من أعضاء جسمك زكاة واجبة لله تعالى:
- فزكاة القلب: التفكر في عظمة الله تعالى وحكمته وقدرته.
- وزكاة العين: النظر بالعبرة والغض عن المحارم.
- وزكاة الأذن: الاستماع إلى مأمن نجاتك من النار.
- وزكاة اللسان: النطق بما يقربك إلى الله تعالى.
- وزكاة اليد: القبض عن الشر والبسط إلى الخير.
- وزكاة الرجل: السعي إلى ما فيه صلاح قلبك و سلامة دينك.
وقفـة تــدبـّـر
* قال الله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }.
مع التحية لـ
g g
جزاكم الله كل خير على التذكير بما يجب على كل مسلم و مسلمة أن يضعوه نصب أعينهم ليل نهار. عسى الله أن يهدينا و اياكم سواء السبيل. وصل اللهم على سيدنا وحبيب قلوبنا ونور عيوننا يوم القيامة, محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
مواضيع ممتازة جادة نافعة بإذن الله .. جزاكم الله الخير كل الخير وثبت موقعكم على مايرضي الله دائما