( الجزء السابق اليهود والنصارى 1 )
كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى
من عداوة إلى صداقة.. ؟!
- تاريخ النصارى :
- وهم من تبع عيسى عليه السلام من بني إسرائيل - كما سبق -. سموا بذلك لأنهم ناصروه أو نسبة لبلدة ( الناصرة ) وهي قرية المسيح.
- بعد رفع الله تعالى لعيسى عليه السلام لم تمض بضع سنين حتى اختلف النصارى في المسيح عليه السلام، قال سبحانه وتعالى : ( وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ).
- في سنة 325م عقد اجتماع بأمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي اعتنق النصرانية يضم ممثلين لجميع الكنائس المسيحية للفصل في الخلاف في ألوهية المسيح عليه السلام. فخلصوا إلى قرارات من أهمها :
إثباتهم ألوهية المسيح! وحرق كل كتاب لا يقول بذلك!
- في سنة 381م عقد المجمع القسطنطيني الأول فقرر ألوهية ( روح القدس ).
- وبذلك أصبحت العقيدة النصرانية تقوم على هذين العنصرين:
1- التثليث، والإيمان بثلاثة أقانيم .( الأقنوم : كلمة يونانية الأصل تدل على شخصية متميزة. ويوازيها في الإنجليزية كلمة Person أي : شخص ).
وقد كفرهم الله بهذا في قوله تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) .
2- صلب المسيح فداء عن الخليقة وقيامه من قبره ورفعه .
مصادر النصارى :
- يعتبر الكتاب المقدس بعهديه القديم ( التوراة ) والجديد ( الإنجيل ) هو مصدر النصرانية .
- أما الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام والذي قال الله تعالى فيه : ( وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) هذا الإنجيل غير موجود اليوم بيد النصارى! ولعل هذا مصداقاً لقوله تعالى : ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذُكروا به ) .
- أما الذي بين يدي النصارى اليوم فإنه أربعة أناجيل :
1- إنجيل متى. 2- إنجيل مرقص. 3- إنجيل لوقا. 4- إنجيل يوحنا.
- وهذه الأناجيل الأربعة لم ينسب واحد منها إلى المسيح عليه الصلاة والسلام، وإنما هي منسوبة إلى هؤلاء الأشخاص الذي يزعم النصارى أن اثنين منهم ( متى ويوحنا ) من الحواريين.
- وهذه الأناجيل تحتوي على تاريخ لعيسى عليه السلام؛ حيث ذكر فيها ولادته ثم تنقلاته في الدعوة ثم نهايته بصلبه ( كما يزعمون ) ثم قيامه وصعوده إلى السماء, كما تحتوي على مواعظه وخطبه ومجادلاته مع اليهود، ومعجزاته .
- فهذه الأناجيل أشبه ما تكون بكتب السيرة إلا أن بينها اختلافات ليست بقليلة، وبعضها اختلافات جوهرية لا يمكن التوفيق بينها إلا بالتعسف .
- إضافة إلى أن هذه الأناجيل الأربعة لم تعرف إلا في زمن متأخر بعد رفع المسيح عليه السلام حوالي ( 166-170م ) حيث لم يُشر إليها أحد من المتقدمين من النصارى .
فرق النصارى:
1- الكاثوليك : وهم أتباع البابا في روما وأهم ما يتميزون به هو:
1- قولهم بأن الروح القدس انبثق من الأب والابن معا .
2- يبيحون أكل الدم والمخنوق .
3- أن البابا في الفاتيكان هو الرئيس العام على جميع الكنائس الكاثوليكية.
4- تحريم الطلاق بتاتاً حتى في حالة الزنا .
- والكاثوليك هم أكثر الأوربيين الغربيين وشعوب أمريكا الجنوبية وتُسمى كنيستهم الكنيسة الغربية.
2- الأرثوذكس : افترقوا عن الكاثوليك سنة 869م ؛ لخلاف الفرقتين حول روح القدس : هل انبثق من الأب والابن كما يقول الكاثوليك, أم من الأب فقط كما قاله الأرثوذكس ؟ .
- وهم النصارى الشرقيون الذين تبعوا الكنيسة الشرقية في القسطنطينية وأهم ما يتميزون به هو :
1- أن الروح القدس انبثق عندهم من الأب فقط .
2- تحريم الطلاق إلا في حالة الزنا فإنه يجوز عندهم .
3- لا يجتمعون تحت لواء رئيس واحد بل كل كنيسة مستقلة بنفسها .
- وهذا المذهب منتشر في أوربا الشرقية وروسيا والبلاد العربية؛ كمصر .
3- البروتستانت : ويسمون : "الإنجيليين"، وهم أتباع مارتن لوثر الذي ظهر في أوائل القرن السادس عشر الميلادي في ألمانيا وكان ينادي بإصلاح الكنيسة وتخليصها من الفساد الذي صار صبغةً لها – كما سيأتي إن شاء الله -.
- وأهم ما يتميز به أتباع هذه النحلة هو:
1- أن صكوك الغفران دجل وكذب وأن الخطايا والذنوب لا تغفر إلا بالندم والتوبة.
2- أن لكل أحد الحق في فهم الإنجيل وقراءته وليس وقفاً على الكنيسة.
3- تحريم الصور والتماثيل في الكنائس باعتبارها مظهراً من مظاهر الوثنية.
4- منع الرهبنة.
5- أن العشاء الرباني تذكار لما حل بالمسيح من الصلب في زعمهم، وأنكروا أن يتحول الخبز والخمر إلى لحم ودم المسيح عليه السلام .
6- ليس لكنائسهم رئيس عام يتبعون قوله.
- وهذه النحلة تنتشر في ألمانيا وبريطانيا وكثير من بلاد أوربا وأمريكا الشمالية.
ويليه إن شاء الله الجزء الثالث من اليهود والنصارى في رسالة قادمة .