كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى
من عداوة إلى صداقة.. ؟!
- كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ؟ !
- مما سبق ذكره ( في الجزء السابق اليهود والنصارى 7 ) يتضح لنا أن إنجلترا مع أنها كانت أول الدول وأشدها حماسة للصهيونية نظرياً وعملياً إلا أن دولاً أوربية كثيرة لم تكن أقل حماساً من بريطانيا.
- ففرنسا مثلاً كانت من أول من طرح بشكل جدي فكرة توطين اليهود في فلسطين.
- فقد أعدت حكومة الإدارة الفرنسية 1798 خطة سرية لإقامة " كومنولث يهودي في فلسطين " حال نجاح الحملة الفرنسية في احتلال مصر والمشرق العربي بما فيه فلسطين.
- أما أمريكا ( البروتستانتية ) فإنها فاقت بريطانيا ودول أوربا في دعمها لليهود منذ قيام دولتهم.
* وهذا لم يعد يخفى على أحد، وإليك شيئاً مما قام أو صرح به رؤساؤها لتزداد يقيناً بذلك :
1- الرئيس جيفرسون : الذي بلغ من تأثير الصهيونية المسيحية فيه حداً كبيراً اقترح فيه اتخاذ رمز لأمريكا يمثل أبناء إسرائيل تظلهم غيمة في النهار، وعمود من نور في الليل بدلاً من شعار النسر.
- وذلك توافقاً مع ما تتضمنه الآية 12 من الإصحاح 13 الواردة في سفر الخروج : كان الرب يسير أمامهم خلال النهار في عمود من السحاب ليهديهم الطريق، ويسير أمامهم خلال الليل في عمود من نار ليضيء لهم.
2- ودور ويلسون : حاكم أمريكا أثناء الحرب العالمية الأولى من عام 1912م ومروراً بسنوات حكمه كان يقدر اليهود، ويعلي من شأنهم وليس أدل على ذلك من جعله "برنارد باروخ.
- وهو يهودي مستشاره للشؤون الاقتصادية، وجعله اليهودي " لويس برانديس " مستشاراً قضائياً، بل جعله رئيساً للمحكمة الأمريكية العليا.
- وفي الوقت نفسه يرفض ويلسون المستر " تافت " رئيس الجمهورية السابق في هذا المنصب الخطير ويرشح هذا اليهودي.
- ولما زار بلفور الولايات المتحدة في 20 إبريل 1917م وعده ويلسون حينذاك بتقديم كل عون لليهود، بل إن بلفور طلب من " برانديس " أن يكون على اتصال دائم مع حاييم وايزمان لتنسيق الخطوات في شأن إقامة إسرائيل ( كل ذلك على علم من ويلسون ).
- وبعث ويلسون رسالة رسمية لزعيم الصهيونية الأمريكية الحاخام " ستيفن وايز " مصدقاً بشكل رسمي على وعد بلفور.
- وأعلن لكثير من زعماء اليهود تأييده لوعد بلفور، ولم يكن هذا كله بضغط من اليهود المحيطين بالرئيس، إنه بروتستانتي " ينحدر من أبوين ينتميان للكنيسة المشيخية وقد نشأ على التعاليم البروتستانتية الأمريكية التي كانت تؤمن بالأسطورة الصهيونية ".
- حتى قال عن نفسه: " إنه يجب على ابن راعي الكنيسة أن يكون قادراً على المساعدة لإعادة الأرض المقدسة لشعبها اليهودي ".
- واعتبر ويلسون وحكومته واضعي حجر الأساس للدولة اليهودية نظراً لما قدمه في هذا السبيل.
* وخلف ويلسون ثلاثة:
- وارن هاردبخ وهو صهيوني مسيحي قال في أحد تصريحاته في يونيو 1921م : " يستحيل على من يدرس خدمات الشعب اليهودي ألا يعتقد أنهم سيعادون يوماً إلى وطنهم القومي التاريخي " كما صرح بتأييده الشديد لصندوق اكتشاف فلسطين.
- وجاء كالفن كولدج وهربرت هوفر وأكدا تعاطفهما مع الشعب اليهودي وأحقيته في أرض الميعاد كما أكدا إعجابهما الشديد بدور الحركة الصهيونية في تأهيل فلسطين لاستيعاب الهجرات اليهودية.
3- فرانكلين روزفلت: الذي جاء وعبر عن صهيونيته فاتخذت في عهده نجمة داود وسليمان شعاراً رسمياً لدوائر البريد وللخوذ التي يلبسها الجنود في الفرقة السادسة، وعلى أختام البحرية الأمريكية، وعلى طبعة الدولار الجديد، وميدالية رئيس الجمهورية، وخفراء الشرطة في شيكاغو، وشارة الصدر التي يضعها العمدة في كثير من المناطق.
4- هاري ترومان: الذي فتح أبواب فلسطين لمائة ألف يهودي وطالب بزيادة عدد المهاجرين حتى وصلت الأعداد في عهده إلى 1500 يهودي شهرياً استمرت شهوراً طويلة.
- وتمت الموافقة الأمريكية بأمر ترومان على تقسيم فلسطين، ومنح اليهود بجهوده 56% منها.
- وكانت أمريكا أول دولة تعترف بإسرائيل في العالم حتى قبل أن تطلب إسرائيل من ترومان الاعتراف بشكل رسمي.
- ولا نعجب فترومان " كان قد درس التوراة على نفسه وكان يؤمن بالتبرير التاريخي لوطن قومي لليهود، وكان كبروتستانتي يحس بشيء عميق له مغزاه في فكرة البعث اليهودي، وكان معروفاً بحبه للفقرة التوراتية الواردة بالمزمار "137" والتي تبدأ " لقد جلسنا على أنهار بابل وأخذنا نبكي حين تذكرنا صهيون ".
- ولقد اعترف ترومان أنه ما من مرة قرأ فيها قصة إنزال الوصايا العشر في سيناء إلا وشعر بوخز خفيف يسري في عروقه.
- ولقد صرح بأن " موسى تلقى المبدأ الأساسي لقانون هذه الأمة على جبل سيناء " كما صرح مراراً بأن كتابه المفضل هو التلمود.
5- الجنرال إيزنهاور: كان عضواً مؤازراً لجمعية " بناي برث " اليهودية وصديقاً لجماعة " شهود يهوه " الإرهابية وشارك في جميع خطط جمع التبرعات لليهود.
- قال إيزنهاور: إن إسرائيل ولدت بعد الحرب الثانية وإنها قامت لتعيش مع غيرها من الدول التي اقترنت مصالح الولايات المتحدة بقيامها.
6- جون كنيدي: من تصريحاته: " إن أمريكا التزمت التزامات صريحة بحماية إسرائيل ومن مصلحتنا نحن الأمريكيين تنفيذ ما التزمنا به ".
- وقال أمام المنظمة الصهيونية الأمريكية بعد أن تكلم عن قيام دولة إسرائيل وأنها لم تولد لتختفي : - " كان ترومان أول من اعترف بإسرائيل وسأواصل أنا السير في هذا الطريق ".
- كان كنيدي " يؤمن بأن يهوه هو الذي يحمي الولايات المتحدة ويسهر على أمنها ".
7- ريتشارد نيكسون : وهو أكثر الرؤساء الأمريكان فكراً وتنظيراً، وهو أصولي إنجيلي كان يقول:
- لقد أمرت في حرب 1973م ببدء جسر جوي ضخم للمعدات والمواد التي مكنت إسرائيل من وقف تقدم سوريا ومصر على جبهتين.
- إن التزامنا ببقاء إسرائيل التزام عميق فنحن لسنا حلفاء رسميين، وإنما يربطنا معاً شيء أقوى من أي قصاصة ورق، إنه التزام معنوي، إنه التزام لم يخل به أي رئيس في الماضي أبداً وسيفي به كل رئيس في المستقبل بإخلاص، إن أمريكا لن تسمح أبداً لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم في تدميرها.
8- جيمي كارتر: في معركة انتخابية رئاسية بين كارتر وريجان والثالث أندرسون تبارى الثلاثة في إعلان التأييد المطلق لليهود.
- فلما اتهم ريجان منافسه كارتر بأنه يرفض وصف منظمة التحرير الفلسطينية بأنها منظمة إرهابية، هرول كارتر ليعلن أمام المؤتمر اليهودي " إن شيئاً لن يؤثر على التزام بلاده نحو إسرائيل، وإن القدس يجب أن تبقى موحدة إلى الأبد ".
- وأخذ يتفاخر بما قدمه من مساعدات لإسرائيل خلال فترة رئاسته استجلاباً لرضا أسياده وتمشياً وإعلاناً لما يؤمن به.
- وقال أمام الكنيست الإسرائيلي في مارس 1979م وكان يعمل على إقرار معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل : " لقد أقام كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مهاجرون روّاد، ثم إننا نتقاسم معكم تراث التوراة ".
- وكارتر هو مهندس السلام بين مصر وإسرائيل.
9- ثم جاء ريجان: إلى البيت الأبيض " وأكد أكثر من إحدى عشرة مرة أنه يؤمن بنبوءات التوراة ومنها معركة هرمجدون ".
10- وجاء بوش الأب: الذي عمل بكل قوة في مسار الصهيونية وقام عملياً بما لم يقم به رئيس قبله:
- فقد سهل هجرة اليهود السوفيت التي بلغت ذروتها ما بين عام 1989م إلى 1991م وقدم المساعدات المالية لإسرائيل وقال :
إن بلاده قدّمت مساعدات مالية وعسكرية بلغت 4.4مليارات دولار، وبذل 10 مليارات دولار لتوطين اليهود السوفيت في فلسطين الذين جاؤوا إليها بضغوط كبيرة من بوش.
- وحرب الخليج وما تم فيها ثم ما ترتب عليها، ما هي إلا نموذج من أعمال بوش الإجرامية، ثم مؤتمر مدريد وفرض ما يسمى بالسلام العربي الإسرائيلي.
- إن الأدوار التي قام بها بوش نقلت العالم نقلة هائلة، أو نقول غيرت تغييرات هائلة في كثير من الأحداث خاصة على الصعيد العربي الإسرائيلي.
11- وجاء كلينتون: وأعلن عن اتجاهه الصهيوني فقرب اليهود، حتى إن مجلس الأمن القومي فيه 7 من اليهود من 11 عضواً بالإضافة إلى مناصب أخرى حشر فيها اليهود وقربهم.
- وكلينتون صاحب شعار: " لن نخذل إسرائيل أبداً ".
12- ثم جاء بوش الابن: فأكمل المسيرة في دعم اليهود كما هو مشاهد.
- واستغل أحداث سبتمبر في شن حملة واسعة النطاق على المسلمين بدعوى محاربة الإرهاب! نسأل الله أن يرد كيده وأعوانه في نحورهم.
* وهكذا فإنه على مستوى القمة لا يأتي رئيس أمريكي إلا ويترجم عن صهيونيته الإنجيلية بمناصرة اليهود والعمل على حماية أمن إسرائيل، وما ذلك إلا تأكيداً على إيمانهم بنبوءات العهد القديم وما فيه من عود يهودية.
- ولم يقتصر هذا الاتجاه الديني الصهيوني على رجال القمة بل كان اتجاهاً عاماً يؤمن به رجال السياسة الأمريكيون.
ويليه إن شاء الله الجزء التاسع من اليهود والنصارى في رسالة قادمة.
المزيدـــــــــــــــــ جزكم الله خيرا
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير
جزاكم الله خيرا............ نتمنى المزيد..........!!!
ربنا فوق كل ظالم جبار
إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب " فعلينا أن نعتبر وكفانا تمزيقا وثررة لا فئدة منها وتحزبات وفرقة لاطائل من ورائها الا مزيد من التخلف
حسبي الله ونعم الوكيل على كل من طغى وتجبر.. اللهم منزل الكتاب..مجري السحاب..سريع الحساب..اهزم الأحزاب..اللهم اهزمهم وزلزلهم.. جزاكم الله خيراا على الموضوع ..