أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
ثانياً:
المدينة النبوية
الباب الرابع:
من أشهر المساجد التاريخية في المدينة النبوية
* مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- يقع في الجهة الغربية الجنوبية من المسجد النبوي الشريف, قرب مسجد المصلى (الغمامة), ويطل من الناحية الغربية على طريق قباء, ومن الناحية الشمالية على ميدان مسجد الغمامة, كما يشرف على الحافة الشرقية لوادي بطحان, بنى المسجد شمس الدين محمد بن أحمد السلاوي سنة 850هـ في مكان يُظن أنه من الأماكن التي صلَّى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد, ثم من بعده الفاروق عمر؛ فنسب إليه, ثم جدده السلطان العثماني محمود الثاني عام 1254هـ, ثم من بعده ابنه عبد المجيد الأول عام 1266هـ.
- والمسجد مربع الشكل, طول ضلعه 8م تقريباً, بني بالأحجار البازلتية, وطلي من الداخل بالورقة (البياض), ودهن بالكلس (الجير), وسُقِّفَ بقبة يصل ارتفاعها من الداخل 12م تقريباً, محلاة بزخارف نباتية جميلة. ويتوسط المحراب الجدار الجنوبي للمسجد, وعن يمينه ويساره نافذتان مستطيلتان, ويقابلهما في الجهة الشمالية نافذتان أيضاً في وسطهما مدخل المسجد.
- وفي الجهة الشمالية من المسجد صحن مستطيل مكشوف مقاسه 3×12م, تقع المئذنة في الركن الشمالي الغربي منه, ويبلغ ارتفاعها ما يقارب من 15م, جزؤها السفلي مربع بارتفاع السور, يعلوه جسم مثمن بنفس الارتفاع تقريباً, وينتهي بشرفة, بعدها الجزء الثالث, وهو أسطواني ينتهي من الأعلى بهيكل معدني مخروطي الشكل يُتِوّجُه هلال.
* مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- يقع المسجد على شارع المناخة بالجهة الغربية من المسجد النبوي, على بعد 400م منه تقريباً, بالقرب من زقاق الطيار, وهو من المواضع التي صلى فيها النبي صلَّى الله عليه وسلم العيد؛ ولعل نسبته إلى سيدنا علي ترجع إلى ما جاء من أنه صلى بالناس العيد في هذا الموضع, بني المسجد في ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة النبوية, وجدده الأمير ضيغم المنصوري أمير المدينة عام 881هـ, ثم جدده أيضاً السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1269هـ.
- وبناؤه مستطيل الشكل, طوله من الشرق إلى الغرب 35م, وعرضه 9م, يتكون من رواق واحد ينتهي من الجهتين الشرقية والغربية بحجرة صغيرة, وينفتح من الجهة الشمالية على صحن مستطيل مكشوف, سقف الرواق بسبعةِ قباب أعلاها قُبة المحراب, ويتوسط المحراب حائط القِبلة, ويبلغ ارتفاعه نحو 3م, وفتحته تقارب المتر وربع, ومنارة المسجد مقامه في الجهة الشرقية قرب مدخله, وهي متواضعة الارتفاع, لها شرفة واحدة, تنتهي بشكل مخروطي من المعدن, بني المسجد بالحجارة البازلتية, وغطي بورقة (بياض), ودهن بالكلس (الجير) الأبيض, وزين جداره الشرقي بالحجر الأسود.
* مساجد الفتح ((المساجد السبعة)):
- تقع غربي جبل سلع في الساحة المعروفة الآن باسم المساجد السبعة, وقد عسكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الساحة أثناء غزوة الأحزاب, كما أفاد ابن سعد:( وعسكر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سطح سلع وجعل سلعاً خلف ظهره ). والظاهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في هذه الساحة أثناء الغزوة كما يروي عن معاذ بن سعد:( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح في الجبل والمساجد التي حوله ).
- ولعل عمر بن عبد العزيز بنى هذه المساجد في أماكن صلاته صلى الله عليه وسلم حسب خطته المرسومة لبناء المساجد في المدينة النبوية.
* مسجد الفتح:
- يقع المسجد على قطعة من جبل سلع في الغرب, وفي هذا الموضع كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو على الأحزاب أثناء غزوة الخندق, فاستجاب الله دعاءه, وأرسل عليهم ريحاً كفأت قدورهم, وقلعت خيامهم؛ فانخذلوا ورحلوا.
* أسماؤه:
أ- يقال له: مسجد الفتح: لأن الله عز وجل أنزل فيه الوحي بالنصر, والفتح. قال الهيثمي: وسمي بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لما صلَّى ودعا:( أبشروا بفتح الله ونصره ). وليس كما يظن البعض أن سورة الفتح أنزلت فيه, بل وقد روى الحاكم عن المسور ابن مخرمة ومروان ابن الحكم أن سورة الفتح أنزلت بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها.
ب- ويقال له: مسجد الأحزاب: حيث دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق على الأحزاب, كما روى البخاري عن ابن أبي أوفى, وفيه: اللهم أهزم الأحزاب.
ج- ويقال له: المسجد الأعلى: لوقوعه على جزء مرتفع من الجبل.
مسجد الفتح الذي بُني في موقع ( قُبة ) ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.