أطلس الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
البــــــاب الثـــــانــــــي
أبوبكر الصديق في العهد المدني
* أهم أحداث أبي بكر الصديق رضي الله عنه في العهد المدني:
1هـ * وصول النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى قباء في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاثة عشرة من البعثة المباركة، ومكوثه فيها عدة أيام؛ حيث وضع خلالها اسس مسجد قباء (أول مسجد بني في الإسلام) ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر إلى داخل يثرب واستقر مقامهما فيها وسميت يثرب منذ ذلك اليوم بالمدينة. فقام صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد النبوي الشريف والحجرات الطاهرات. وقد بنى النبي في هذا العام على عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
2هـ * في هذا العام أنزل الله تعالى آية الإذن بالقتال ولم يفرضه عليهم قال تعالى:( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) لذلك شارك أبو بكر رضي الله عنه مع كل غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان أبو بكر من ضمن المجلس الاستشاري في غزوة بدر وأحد قادة الجيش، حيث تكلم كلاماً حسناً، وخلال عملية الرسول الاستكشافية قبل المعركة صحبه أبو بكر حينما كانا يتجولان حول معسكر مكة لمعرفة عدد الجيش القرشي. وقد قاتل عبد الرحمن بن أبي بكر مع المشركين ضد المسلمين وفيهم والده.
3 هـ * حينما أنهزم أكثرية المسلمين في أحد. ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلاً، ثمانية منهم من المهاجرين في مقدمتهم الصديق رضي الله عنه، وسبعة من الأنصار. يفتدونه بحياتهم ويتلقون سهام الأعداد دونه، وكلهم يقول: وجهي دون وجهك ونفسي دون نفسك، وعليك السلام غير مودع (غير متروك). وكما حدث لأبي بكرمع ابنه عبد الرحمنفي بدر تكرر المشهد ذاته في أحد، حين طلع عبد الرحمن يقول متحدياً... من يبارز؟ فنهض الصديق رضي الله عنه شاهراً سيفه، يريد التصدي له، لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:( شم سيفك وارجع إلى مكا نك ومتعنا بنفسك ).
4 هـ * خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم إلى مساكن بني النضير يطالبهم بالاسهام في دية العامريين بموجب المعاهدة بينه وبينهم، فانتهى إلى ديارهم وذكر لهم ماجاءهم من أجله فأبدوا ارتياحاً واستعداداً وأنزلوه مع أصحابه منزلاً حسناً في ظل جدار من بيت أحدهم. وخلا اليهود بعضهم إلى بعض، وسول لهم الشيطان أن يلقوا حجارة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى الدور، ونزل جبريل من الله يخبره بالامر، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم مسرعاً، وتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه فقالوا: نهضت ولم نشعر بك، فأخبرهم بما همت به يهود.
5 هـ * في هذا العام أسهم الصديق رضي الله عنه إسهاماً كبيراً مع بقية المهاجرين والأنصار في حفر الخندق خلال غزوة الأحزاب، فكان رضي الله عنه ينقل التراب في ثيابه، فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى ما بالصحابة من النصب والجوع. قال:( اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للانصار والمهاجرة ).
6 هـ * خرج أبو بكر في سرية إلى وادي القرى في شهر رمضان من هذا العام لتأديب بني فزارة الذين أرادوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أبلى أبو بكر رضي الله عنه في هذه السرية بلاء حسناً. وفيهم امرأة ناصبت العداء للنبي هي أم قرفة وابنتها، فجاء بهم ابن الأكوع يسوقهم إلى أبي بكر، فنفله ابنتها، وقد سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أم قرفة، فبعث بها إلى مكة، وفدى بها أسرى من المسلمين هناك. وفي صلح الحديبية انطلق عمر رضي الله عنه إلى أبي بكر متغيظاً من بنود الصلح فرد عليه الصديق كما رد الرسول على عمر. وزاد فاستمسك بغرزه حتى تموت، فو الله إنه لعلى الحق.
7هـ * في هذا العام خرج أبو بكر رضي الله عنه في سرية لتأديب بني كلاب الذين اتحدوا مع بعض القبائل العربية من بني محارب وأنمار ضد المسلمين، فكان النصر المؤزر من نصيب المسلمين بقيادة الصديق رضي الله عنه وقد شارك أبو بكر رضي الله عنه مع المسلمين في أداء عمرة القضاء بعدأن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من شهد الحديبية بقضاء عمرته، وأن لايتخلف منهم أحد شهد الحديبية. وهذه العمرة تسمى بأربعة أسماء هي على النحو التالي: القضاء، والقضية، والقصاص، والصلح.
8 هـ * في هذا العام تم فتح مكة المكرمة، وبعد الفتح جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة يقوده وقد كف بصره، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه )؟ فقال أبو بكر: يارسول الله، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت، فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره وقال:( أسلم فأسلم، وهنأ رسول الله أبا بكر بإسلام أبيه، وكان رأس أبي قحافة قد اشتعل شيباً، فقال الرسول: غيروا من شعره، ولاتقربوه سواداً ).
9 هـ * في أواخر شهر ذي القعدة من هذا العام خرج أبو بكر رضي الله عنه بإذن رسول الله أميراً على الحج، ثم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم على أثره علياًرضي الله عنه.... فسار الصديق وهو أميرأً على الحج ومعه علي رضي الله عنه إلى مكة، فأقام الناس الحج وحجت العرب والكفار على عادتهم في الجاهلية. وعلي رضي الله عنه يؤذن ببراءة، فنادى يوم الأضحى قائلاً: لايحجنَّ بعدالعام مشرك، ولايطوفنَّ بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجله إلى مدته. ورجع المشركون، فلام بعضهم بعضاً، وقالوا: ماتصنعون، وقد أسلمت قريش فأسلموا.
10هـ * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب قرب وفاته.... قال:( إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ماعنده فاختار ماعند الله )، فلم يدرك غير أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعني نفسه، فأجهش أبو بكر رضي الله عنه بالبكاء، وقال: نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا. ثم قال: عليه الصلاة والسلام:( إني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة يداً منه ).. الحديث، ثم قال:( لايبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) متفق عليه.
11 هـ * في هذا العام انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فطاشت الأحلام واضطربت الألباب والرؤى ولم يُحسم الأمر بوضع الناس على الحق غير فقه وثبات أبي بكر رضي الله عنه، إذ قال: أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لايموت، وتلا قوله تعالى:( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) الآية. حتى قال عمر: والله لكأني ماسمعت هذه الآية من قبل. فكان لثبات أبي بكر رضي الله عنه أثره الكبير في وحدة الصف الإسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
* غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي شارك في جميعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
- خاض المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين غزوة أوضحتها لك أخي القارئ باللون الأحمر، وكانت أولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك.
- وقد اصطلح المؤرخون على تسمية كل حملة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعداء المسلمين بنفسه غزوة، وكل حملة عسكرية وجهها الرسول ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها بنفسه وقادها أحد صحابته سرية.
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي شارك في جميعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه
سريتا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
* سريتا أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
- السرية الأولى: سرية أم قرفة الغزارية في رمضان من السنة السادسة للهجرة، والتي توجه بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ديار بني فزارة حينما أغارت بإيعاز من أم قرفة وابنتها على قافلة تجارية بقيادة زيد بن حارثة، لكن الفزاريين انهزموا من الموقع بعد ما علموا بوصول المسلمين إليهم.
- السرية الثانية: سرية بني كلاب في شعبان من السنة السابعة للهجرة، والتي توجهت بقيادة الصديق رضي الله عنه لتأديب بني كلاب الذين اتحدوا ضد المسلمين مع بني محارب وبني أنمار، فكان النصر حليف المسلمين بعد ما أسروا وقتلوا أعداداًكبيرة من العدو.