أطلس الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

البــــــاب الأول

 أبو بكر الصديق في العهد المكي

* أبو بكر الصديق في الإسلام (العهد المكي):

* إسلامه: كان أبو بكر رضي الله عنه سريع الاستجابة لدعوة الرسول، يروي ابن هشام عن الرسول قال: (مادعوت أحد إلى الاسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد، إلا ما كان من أبي بكر ابن قحافة ما عكم (ماأحجم) عنه حين ذكرته له وما تردد فيه). وروى ابن سعد عن جماعة من الصحابة أنهم قالوا أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق.

* دوره الدعوي: حظي الصديق بمكانة رفيعة ومنزلة عالية في قلوب الناس، لما عرف عنه من خلق كريم وسيرة عطرة فوظف هذه الخصال الطيبة في مجال الدعوة إلى الله، فا ستجاب له نفر كثير من قومه في مقدمتهم: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدة الله، وسعد بن أبي وقاص وعبدالرحمن ابن عوف، فانطلق بهم الصديق رضي الله عنه وعنهم إلى الرسول وأنبأهم بحق الإسلام فأمنوا.

* عتقاء الصديق: لقد كان من نتيجة جهر المسلمين بإسلامهم أن تعرض أصحاب رسول الله رضي الله عنهم لأذى المشركين وعدوانهم فقام أبو بكر بإعتاق سبعة ممن كانوا يعذبون في سبيل الله، منهم بلال بن رباح وقد اشتراه بخمس أوسق من الذهب، وأعتق زنيرة، أمة عمر بن الخطاب قبل أن يسلم، وأعتق أمة في بني عدي قوم عمر بن الخطاب، وقد أسلمت، وأعتق أمة في بني عبد شمس، وكانت تدعى أم عبيس وأعتقها.

* تصديقه للنبي: أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فأسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. ثم عرج به إلى السماء ليرى من آيات ربه الكبرى مارأى. وفرضت عليه وعلى أمته الصلوات الخمس، ولما أصبح أخبر قريشاً بذلك فلم يصدقونه. وكان أبو بكر رضي الله عنه، كلما أخبر النبي صلى الله عنه بشيء حول الإسراء والمعراج قال له: صدقت، فسمي لذلك الصديق.

* خروجه للحبشة: خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجراً إلى الحبشة -مضحياً بمكانته في قومه وتجارته ومصالحه في سبيل الله- حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فاإين مثلك ياأبا بكر لا يَخرَج ولا ‘يخرَج‘ فأنا لك جار، فارجع فا عبد ربك ببلدك. فرجع الصديق مع ابن الدغنة.

* تعرضه للإيذاء: حاولت قريش الاعتداء على الرسول صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه يدفعهم عنه وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، فتحول حقدهم إلى أبي بكر يضربونه ويشدون شعره، حتى أغمى عليه، فلما أفا ق قال: مافعل رسول صلى الله عليه وسلم فيقولون له بخير، فيقول: والله لا ذقت طعاماً ولا شراباً حتى أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تهدأ نفسه حتى أطمأن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه خفية إلى غار ثور، بعيدون عن أعين قريش استعداداً للهجرة إلى يثرب. ثم دخل أبو بكر الغار قبل النبي ليطمئن إلى عدم وجود مايكره أو يخشى فيه. وكمنا في الغار ثلاثة أيام كان عبد الله بن أبي بكر يوافيهما بالأخبار، وأخته أسماء توافيهما بالطعام وعندما يئست قريش من بحثها عنهما. توجه الركب الميمون في اليوم الرابع صوب يثرب مهاجرين.

صورة تاريخية للمسجد الحرام

* كانت قريش تقسم إلى قسمين: قريش البطاح، وهم سكان مكة، والبطاح: مسايل أوديتها. وقريش الظواهر، سكان ظاهر مكة كمنى وعرفات والمغمس.

* قال البلادي: البطحاء: اسم يطلق على كل واد شقه السيل فجعل أرضه كالرمل، جاءت في قول الحصين بن الحمام المري الغطفاني، وكانت بنو مرة بن عوف تدعى النسب في قريش:

أبونا كناني بمكة قبره     بمعتلج البطحاء بين الأخاشب

- وكانت البطحاء علماً على جزء من وادي مكة، هو: بين الحجون إلى المسجد الحرام ومنها الغزة وسوق الليل. أما في عصرنا فقد عبدت فذهبت البطحاء فإذا ذكرت بطحاء مكة فهي هذا الموضع، أما بطحاء قريش فهي غير هذه إنما هي مكان قرب جبل ثور.

* قال الحميري: الغار المذكور في القرآن في قوله تعالى: (إذ هما في الغار) هو غار ثور، جبل بمكة، وذلك حين هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اختفى فيه هو و أبو بكر رضي الله عنه، من قريش حين خرجوا في أتباعه، وأمر الله تعالى العنكبوت فنسجت على فم الغار، وأرسل حمامتين وحشيتين فوقعتاعلى وجه الغار، وكان ذلك مما صّد المشركين عنه، فيقال أن حمام الحرم من نسل تينك الحمامتين، وتقدم لدخوله أبو بكر رضي الله عنه ليقيه بنفسه لئلا يخرج منه مايؤذيه، وفيه قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه، (ماظنك باثنين الله ثالثهما).

غار ثور

الغار الذي مكث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه ثلاثة أيام قبل الهجرة إلى يثرب (المدينة النبوية).

مسجد أبي بكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية..... وبجانب مسجده داره التي بدأت منها الهجرة المباركة إلى طيبة الطيبة.

جبل ثور بجنوب مكة المكرمة، والذي مكث فيه رسول الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثلاثة أيام تمويها لقريش من أجل الاستعداد إلى الهجرة المباركة.