أطلس الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
البــــــاب الثـــــالـــــــث:
خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
الفصل الثاني:
القضاء على المرتدين
خضوع جزيرة العرب تحت راية الإسلام بعد حرب المرتدين
* جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت معظم قبائل الجزيرة العربية، فأرسل أبو بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش لقتال المرتدين كما هوى مبين لك من خلال الخرائط السابقة.
- وكانت حروب الردة شديدة، قتِل فيها عددٌ كبير ٌمن القراء الذين يحفظون القرآن الكريم، فخشي بعض الصحابة من عاقبة ذلك.
- روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال:( أرسل إلىّ أبو بكر- مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: أنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن. فإجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أ جدها مع أحد غيره (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.
* الأسس الأربعة التي جمع عليها القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
1- ماكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- ماكان محفوظاً في صدور الرجال.
3- أن لا يقبل شيئاً من المكتوب حتى يشهد شاهدان على أنه كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- أن لا يقبل من صدور الرجال إلا ما تلقوه من فم الرسول صلى الله عليه وسلم فإن عمر رضي الله عنه ينادي:( من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به ).
- واتفق الجمهور على أنه كتب نسخة واحدة من القرآن في هذا الجمع احتفظ بها الخليفة أبو بكر.