أطلس الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
البــــــاب الأول
أبو بكر الصديق في العهد المكي
* هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق من مكة إلى المدينة:
- لقد ُبني التاريخ الإسلامي المجيد على حادثة الهجرة النبوية العظيمة والتي تمثل انتقال المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعوته من مكة المكرمة إلي يثرب (المدينة النبوية) في 16 يوليو من سنة 622 للميلاد. والذي اتخذه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منطلقاً للتاريخ الهجري المبارك. أثناء خلافته.
- قال تعالى:( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة.
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه من مكة إلى المدينة
- أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسباب التمكين أن يكون حدث الهجرة نقلة نوعية. ويشكل تحولاً فاصلاً في تاريخ الدعوة الناشئة: لتنتقل بعدها من مرحلة بناء الجماعة إلى مرحلة تأسيس الدولة. ومن رفع شعار (كفوا أيديكم) بمكة إلى:( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) بالمدينة.
- ومن الصبر على إيذاء الكفار وتحمل تعذيبهم وتهجمهم عليه وصحبه الكرام إلى إعداد العدة. ورفع الرايات في سبيل الله.
- فبدأت عملية الهجرة المباركة وما حفتها من تضحيات. وماقام به الأنصار من إيثار ترسم لوحات إيمانية مضيئة منذ انطلاقتها الميمونة فعلى قاعدة “الأجر على قدر المشقة“ وكذلك قاعدة "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل “ فقد حفت أكثر أنواع المكاره والأخطار بهجرته صلى الله عليه وسلم ولكنه تجاوزها.
- ووصل إلى طيبة الطيبة بفضل تفويض أمره إلى الله. وتوكله عليه. واستسلامه له. فهذا الحدث يعد فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية. هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية. ولقد كان لهذه الهجرة آثار جليلة على المسلمين. ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثار الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل مكان وزمان، كما أن آثاره شملت الإنسانية جمعاء أيضاً. لأن الحضارة الإسلامية قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة: هي حضارة إنسانية قدمت ولاتزال تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الكاملة. التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع. والتي تصلح لتنظم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.