أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))

القسم الأول ((التاريخي))

أولاً:

مكة المكرمة والمشاعر المقدسة

الباب الرابع

الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

* الصراع بين المسلمين والصليبيين في البحر الأحمر:

- تشير المصادر التاريخية؛ إلى أن المغاربة شاركوا إخوانهم بمصر في التصدي لما عرف في التاريخ بحملة البحر الأحمر ويعتقد أحد الباحثين المعاصرين, أن اسم حسام الدين يدعو إلى التفكير في الأمير حسام الدين لؤلؤ, قائد أسطول صلاح الدين الذي أنزل بقوات أرناط صاحب إمارة الكرك الصليبية هزيمة نكراء في موقعة الحوراء سنة 578هـ .

- فقد عرف المغاربة بمهارتهم في قيادة السفن والملاحة في البحر منذ عصر مبكر وذاعت شهرتهم في الجهاد البحري في العصر الأيوبي, فكان البحريون منهم موضع احترام للناس وتبجيلهم, فكان يقال لهم المجاهدون في سيبل الله والغزاة في أعداء الله, وكان قد اشترك منهم عدد كبير في مهاجمة مراكب الصليبين عند رابغ وعيذاب وقت تعرضها لعدوان أرناط, واستعان الحاجب حسام الدين لؤلؤ بجماعة من أنجادهم في مراكب عمرت من مصر والإسكندرية في مهاجمة مراكب الفرنج وحرقها وأسر من كان بها.

* المماليك:

- هم سلالة من الجنود, حكمت مصر, والشام, والعراق, والجزيرة العربية, أكثر من قرنين ونصف القرن من الزمن, وبالتحديد 1250 إلى 1517م. كان المماليك من (العبيد البيض الذين يؤسرون في الحروب), وهم من أصول تركية من آسيا الوسطى. أسسوا في مصر, والشام دولتين متعاقبتين كانت عاصمتهما آنذاك القاهرة, الأولى: دولة المماليك البحرية.

- ومن أبرز سلاطينها: عز الدين أبيك, وقطز, والظاهر بيبرس, والمنصور قلاوون, والناصر محمد بن قلاوون, والأشرف صلاح الدين خليل, الذي استعاد عكَّا, وآخر معاقل الصليبيين, في بلاد الشام.

- والدولة الثانية: دولة المماليك البرجية التي أسسها السلطان الشركسي برقوق, الذي تصدى فيما بعد لتيمورلنك واستعاد ما احتله التتار في بلاد الشام, والعراق ومنها بغداد.

- فبدأت دولة المماليك البرجية الذين عرف في عهدهم أقصى اتساع لدولة المماليك في القرن التاسع الهجري. وكان من أبرز سلاطينهم برقوق, وابنه فرج, وإينال, والأشرف سيف الدين برسباي فاتح قبرص, وقانصوه الغوري, وطومان باي.