* بالتوسع في تدارس تفاصيل أعمال العالم " إدوين هبل " توضح لعلماء الفلك كم إن الكون شاسع بما يفوق التصور. وفي الوقت نفسه كشف منقبو الأحافير من الآثار ما يكشف عن القدم السحيق المذهل لتواجد الجنس البشري على هذه الأرض.

* الانفجار العظيم:

- تابع العديد من الفلكيين اكتشافات هبل خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، فتوضح لهم أن خارج مجرتنا درب التبانة هنالك ملايين المجرات والأجسام الأخرى التي يكتنفها الغموض في الفضاء العميق.

- وأن هذه الأجرام هي من البعد بحيث يستغرق الضوء الصادر منها (بسرعته المذهلة، 300 ألف كم / الثانية) بلايين السنين ليصل إلينا.

- فنحن في الواقع نرى هذه الأجرام السحيقة البعد كما كانت تبدو قبل آلاف ملايين السنين.

العام 1949 إدوين هبل في مرصد بالومار بكاليفورنيا يحدق عبر تلسكوب شميدت في أعماق الفضاء.

* نشأة الكون:

- لا تزال أعمال علماء الفضاء الرواد خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين تتدارس وتتابع في الوقت الحاضر.

- قد يكون الكون غير متناه، ويحتمل أن يكون له حجم محدد فكيف يمكن ذلك؟ لعل الكون ينحني ملتفاً على ذاته، بحيث تسافر عبره إلى الأبد دون الوصول إلى حافته.

- في العام 1927 تقدم الفلكي البلجيكي جورج لوميتر بتصور "البيضة الكونية" أو "الذرة الأولية" الذي تنامى لاحقاً إلى المنظور المعاصر - نظرية الانفجار العظيم.

- هذه النظرية ترتئي أن الفضاء والمادة والطاقة كلها قد نشأت بانفجار واحد هائل قبل ما بين 12 إلى 15 ألف مليون سنة. وأنه قبل هذا الحدث لم يكن هنالك شيء مطلقاً.

- والواقع أنه لم يكن هنالك "من قبل" حينئذ - إذ إن الانفجار العظيم تزامن مع بدء الزمان نفسه.

* ونظرية نشأة الكون هي:

1- الانفجار العظيم.

2- بعد بضعة أجزاء من المئة الثانية تمدد الكون إلى حجم بقدر الشمس حالياً.

3- استمر الكون يتمدد ويبرد على مدى مليون سنة. وبدأت ذرات الهدروجين والهليوم تتكون.

4- مع تمدد الكون أخذت العناصر تتكون.

5- قد تكون حافة الكون في وضع التمدد وفي ظروف مثيلة إلى حد كبير بتلك التي كانت سائدة في الانفجار العظيم.

* " الحلقة المفقودة" لم تعد مفقودة:

- اهتز العالم عام 1925، بنبأ اكتشاف جمجمة متحجرة صغيرة في إفريقية الجنوبية سميت "الولد تونج" وقد قام الجراح وعالم البشريات (الأنثروبولوجية) ريمون دارت (1893 – 1988) بدراسة مدققة لتلك الجمجمة.

- وقرر أنها تعود إلى كائن عاش منذ ما يتراوح بين مليوني وثلاثة ملايين سنة، وكان متوسطاً بين قردة ما قبل التاريخ وإنسان العصر الحاضر "كوَلد قرداني".

- في تلك الفترة كانت فكرة نشوء البشر من القردة، أو أن النشوء التطوري حدث فعلاً، موضوع جدل واسع.

- فقد ارتأى مؤيدو نظرية النشوء والارتقاء البشري أن جمجمة تونج هي "الحلقة المفقودة" في سلسلة التطور تلك.

- وكان دارت قد سمى ذلك الكائن "الإنسان القرد الجنوبي الأفريقاني".

- ويعتقد كثير من علماء البشريات اليوم أن تونج قد لا يكون سلفاً مباشراً للإنسان المعاصر، لكنه كان أحد أعضاء العائلة نفسها - ثم انقرض.

جماجم متحجرة "لحلقات مفقودة في سلسلة التطور" أرجعت تاريخ الجنس البشري على الأرض ملايين السنين.

* عالم الريبة عالمنا:

- في العشرينيات من القرن العشرين بدأ العلماء يدركون أن العالم مكان لا يقيني.

- ففي العام 1927 وضع الفيزيائي الألماني فرنر هايزنبرغ (1901 – 1976) ما سمي "مبدأ الريبة" الذي مفاده أنه لا يمكن معرفة كل شيء عن أي جسم بيقين لا يعتريه شك. وأن علينا الأخذ بما هو محتمل أو مرجح.

- وقد انتشر هذا المبدأ ليطال العلوم الأخرى، كالهندسة بمختلف مجالاتها حيث بات من غير المؤكد الجزم بأن البنى أو الآليات حتى الجديدة المصنعة بعناية منها ستعمل بنجاح أكيد.

جسر مضيق تاكوما الجديد في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ترجح ذاتياً وانهار في جو غير عاصف عام 1940.