الفصل الثالث: عهد الولاة
سادساً: الوالي الأخير يوسف الفهري:
* عام 129هـ - 747م:
- يوسف بن عبد الرحمن بن عقبة بن نافع الفهري، جده عقبة فاتح الشمال الإفريقي وباني مدينة القيروان، وتولى في ربيع الثاني عام 129هـ، واستمرت ولايته تسع سنوات وتسعة أشهر.
- بدأ يهدئ الأوضاع، ويزيل الاضطرابات، ويسكن الفتن، وكان شيخاً قد بلغ الستين من أسرة عرفت بالتقى والصلاح والذكاء.
* الصميل يتدخل:
- طمع يحيى بن حَرين في هذا الهدوء النسبي واستطاع أن يستقر في جنوب الأندلس، وتولى مدينة (مرية )، وراسل أبا الخطّار وحرّكه وحضّه على الثورة والمطالبة بالولاية، واتفقا معاً على إثارة القبائل وجمع الجموع، فتوجها نحو (قرطبة) غير أن يوسف بن عبد الرحمن توجه لصدّهم والتقى الفريقان في مكان قرب (قرطبة) يدعى (شَقَندة) عام 130هـ، فاقتتلوا اقتتالاً شديداً، وكسرت السيوف والرماح مما أدى إلى التشابك بالأيدي، وكلّت الأيدي وتعبت الأجسام، عندئذ قام (الصُّميل) بعمل يدل على حنكته ودهائه مع أنه أميّ، حيث رجع إلى قرطبة وجمع من العمال الذين تسلحوا بالحديد، وبقطع من العصي والسكاكين، فأدخلهم في الاشتباك وهم في قوتهم ونشاطهم، وأنهَوْا هذه المعركة لصالح القيسيين وزعيمهم الصميل، مع أن عددهم لم يتجاوز (400) رجلاً، وأُسر زعيما الحركة المضادة (يحيى بن حرّين) و (أبو الخطّار حسام بن ضرار الكلبي) فأمر الصميل بقتلهما فوراً لينهي -حسب رأيه- محركي الفتنة، ويقطع دابرها.
- ثم أثخن الصميل في الناس فلما قتل سبعين أسيراً اعترض عليه حليفه السابق أبو العطاء غاضباً، أتقتل الناس؟ ومنعه من سفك الدماء.
- تذكَر أمثال هذه الأخبار لإلقاء بعض الأضواء على الثغرات التي مرّت في التاريخ الأندلسي في عصر الولاة وغيرهم مما استفاد منها أعداء المسلمين في داخلها وخارجها.
- ثم إن الوالي يوسف الفهري استاء كثيراً من تصرفات الصميل، فطلب إليه أن يترك العاصمة بعد أن ولاه سرقسطة، رضي الصميل بذلك درءاً للفتنة التي يمكن أن تقع إن لم يستجب، وحبّاً لسرقسطة التي كانت غنية في تلك الفترة، إذ نجت من القحط العام الذي أصاب الأندلس، فأكرم الناس هناك وأغدق عليهم العطايا فصار الناس يفدون إليه جماعات جماعات ليجدوا المأوى والمطعم، على العكس من الوالي يوسف الذي عانى من قدوم الجائعين والأفواج الكثيرة من شتى المناطق إلى قرطبة طلباً للرزق والطعام، فكان الوضع العام لصالح الصميل، فعلا شأنهُ وكثر رجاله، بينما بدأ معظم الناس يتركون قرطبة ويهاجرون إلى المغرب طلباً للقوت والميرة، بل قامت الاضطرابات أيضاً في الأندلس ضد الوالي يوسف بن عبد الرحمن.
روعة الزهراء في تلك الإبداعات التي لم يكن لها سابق في التاريخ
* الثورات تشتعل:
- حاول الفهري أن يخضع الثورات التي انتشرت في عدة مناطق من الأندلس، كما حاول أن يسيطر على منطقة الصخرة (بلاي) فلم يتمكن من ذلك إذ ثار عليه قائد جيشه عامر بن عمرو الذي تمرد والتجأ إلى ( قلعة عامر) في الغرب باسم (القلعة)، فأخذ يدعو للعباسيين ويدعى أن الخليفة العباسي قد عينه والياً على الأندلس -إذ كان ذلك في فترة سقوط الأمويين وظهور العباسيين في المشرق الإسلامي- والتف الناس من حوله وأيده زعيم قيس (الحبحاب بن رواحه) وكان هوى قبيلة قيس للعباسين، ولأن الوالي يوسف بن عبد الرحمن بن عقبة بن نافع الفهري من ولاة الأمويين، فقد أصبح الصراع القبلي الآن صراعاً أموياً وعباسياً كما في المشرق.
* الصراع الأموي العباسي:
- فتجمع دعاة العباسيين وأنصارهم قريباً من سرقسطة وهاجموا قوات الصميل وحاصروا المدينة في عام136هـ، مع أن الدولة الأموية كانت قد سقطت في سنة 132هـ، وانضم اليمنيون والبربر إليهم، فأرسل الصميل يطلب إلى يوسف مساعدته، مع أنه في الأصل يراه أخطر عليه من عامر بن عمرو ويحذر منه، ولذلك لم يقدم له يوسف يد العون، إلا أن زعيماً من القيسيين يدعى (عبيد الله بن عبد الله الكلابي) أيده بالجموع وبدأ يتحرك لنصرته، لكن الصميل لما رأى هوى هؤلاء مع الأمويين، فادعى أن هواه للأمويين أيضاً، فصار الصراع -قد امتد للأندلس- صراعاً بين الأمويين والعباسيين، وبالنهاية انتصر الصميل، بعد أن استمر الصراع سبعة أشهر تقريباً.
قلعة على الطراز الأموي في الأندلس
* النصارى يستغلون الأوضاع:
- في هذه الفترة مات (شارل مارتل) وتولى ابنه (بابان القصير) فاكتسح جنوب فرنسة وأخرج المسلمين منها.
- وفي هذه الفترة -فترة القلاقل والاضطرابات- مات (ألفونسو الأول)140هـ وتولى ابنه (فرُويْله) مملكة ليون النصرانية وبدأ فيما بعد ما يسمى حروب الاسترداد، وكما قال الشاعر:
هي الأحوالُ إن نُبدِل تُبدّلْ على أعمالنا يُرسى الجزاء
ولاة الأندلس
الرقم |
اسم الوالي |
بداية الحكم |
مدة الحكم |
1 |
عبد العزيز بن موسى بن نصير |
ذي الحجة 95هـ |
سنة وسبعة أشهر |
2 |
أيوب اللخمي |
رجب 97 هـ |
6 أشهر |
3 |
الحر الثقفي |
ذي الحجة 97هـ |
سنتين وثمانية أشهر |
4 |
السمح بن مالك الخولاني |
رمضان 100هـ |
سنتين وشهرين |
5 |
عبد الرحمن الغافقي (الولاية الأولى ) |
ذي الحجة 102هـ |
شهرين |
6 |
عنبسة الكلبي |
صفر 103هـ |
4 سنوات ونصف |
7 |
عذرة الفهري |
شعبان 107هـ |
شهرين |
8 |
يحيى الكلبي |
شعبان 107هـ |
سنتين ونصف |
9 |
حذيفة القيسي |
ربيع الأول 110هـ |
6أشهر |
10 |
عثمان الخثعي |
شعبان 110هـ |
5أشهر |
11 |
الهيثم الكلابي |
محرم111هـ |
10 أشهر |
12 |
محمد الأشجعي |
ذي الحجة111هـ |
شهرين |
13 |
عبد الرحمن الغافقي(الولاية الثانية) |
صفر 112هـ |
سنتين وثمانية أشهر |
14 |
عبد الملك الفهري (الولاية الأولى) |
شوال114هـ |
سنتان |
15 |
عقبة السلوك |
شوال116هـ |
خمس سنوات |
16 |
عبد الملك الفهري(الولاية الثانية) |
صفر123هـ |
سنة وشهر |
17 |
بلج بن بشر |
محرم124هـ |
11شهر |
18 |
ثعلبة العاملي |
ذي القعدة124هـ |
10شهر |
19 |
أبو الخطار الكلبي |
رجب129هـ |
3سنوات |
20 |
ثوابة الجذامي |
رجب128هـ |
6أشهر |
21 |
عبد الرحمن اللخمي |
محرم129 |
3أشهر |
22 |
يوسف الفهري |
ربيع الثاني129هـ |
9سنوات وتسعة أشهر |