* ولد سيجموند فرويد وهو مؤسس علم التحليل النفسي في عام 1856 في مدينة فرايبرغ التي هي الآن في تشيكوسلوفاكيا وكانت واقعة في الامبراطورية النمساوية، وعندما كان في الرابعة من العمر انتقلت عائلته إلى فيينا حيث عاش طيلة حياته تقريباً، وكان فرويد طالباً مبرزاً في المدرسة، ونال شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا عام 1881 وفي خلال السنين العشر التي تلت قام بأبحاث في علم الفيسيولوجيا، وانضم إلى العيادات النفسية، ثم عمل في عيادة خاصة به في الأمراض العصبية.
- وقد تطورت أفكار فرويد في علم النفس بالتدريج، ولم يظهر كتابه الأول "دراسات عن الهستيريا" حتى عام 1895، وأما كتابه الثاني "تفسير الأحلام" فقد ظهر عام 1900 وكان من أهم أعماله، وبعد ذلك ذاع صيته بعد أن ألقى عدة محاضرات في الولايات المتحدة. وقد نظم جماعة لمناقشة الشؤون النفسية في فيينا، وكان ألفريد أدلر أحد أقدم أعضائها، ثم انضم إليها كارل يونغ، وكلاهما أصبح من علماء النفس المشهورين في العالم.
- تزوج فرويد وأنجب ستة أطفال وفي أواخر حياته أصيب بسرطان في الفك وابتداءً من عام 1923 أجريت له أكثر من ثلاثين عملية جراحية لإصلاح حالته ومع ذلك فقد استمر في العمل وأنتج بعض الأعمال الهامة أثناء تلك السنين وفي عام 1938 دخل النازيون إلى النمسا واضطر فرويد الذي بلغ الثانية والثمانين وكان يهودياً إلى الفرار إلى لندن حيث مات بعد ذلك بسنة.
- إن مآثر فرويد بالنسبة لعلم النفس كانت واسعة لدرجة أنه من الصعب أن نلخصها، وقد أكد على الأهمية البالغة للعمليات الدماغية اللاواعية في سلوك الإنسان، وأظهر أن هذه العمليات اللاواعية تؤثر في الأحلام، وفي زلات اللسان وفي نسيان الأسماء، وفي بعض الحوادث الموجهة من الإنسان لنفسه وحتى بعض الأمراض.
- وقد طور فرويد تقنية التحليل النفسي كطريقة لمعالجة الأمراض العقلية، وصاغ نظرية عن الشخصية الإنسانية، وبسّط النظريات النفسية حول القلق وميكانيكية الدفاع، وعقدة الإخصاء، والاضطهاد والتصعيد، وقد أثارت أفكاره المناقشات الحامية منذ أن اقترحها.
- وكان أول من نادى بفكرة الشعور الجنسي المكبوت التي تلعب دوراً رائداً في الأمراض العقلية والأمراض العصبية وبيَّن أيضاً أن الشعور الجنسي يبدأ في مرحلة الطفولة الأولى أكثر من مرحلة المراهقة.
- وبما أن كثيراً من أفكار فرويد لاتزال قيد النقاش فمن الصعب أن نقيِّم مكانته في التاريخ، فرغم أنه كان رائداً في مضمار علم النفس، إلا أن نظرياته (على عكس داروين وباستور) لم تحظ بتأييد المجتمع العلمي ومن الصعب أن نتنبأ أن أي جزء من أفكاره سوف يستحوذ على الرضا العلمي ويعتبر صحيحاً.
- ولكننا رغم ذلك ليس لدينا أي شك أن فرويد هو شخصية شامخة في تاريخ الفكر الإنساني، فغن أفكاره عن علم النفس قد عملت ثورة في مفاهيمنا عن العقل البشري، فقد أصبحت كثير من الاصطلاحات التي قدمها ذات طابع عالمي في الاستعمال مثلاً: الـ "هو" أو الـ "أنا" أو الـ "أنا العليا" و "رغبة الموت".
بجد مجموعة لفلى سمايل مجموعه رائعه انا فخور بلاشتراك فيه