* يعتبر أرسطو أعظم فيلسوف وعالم في العالم القديم فهو الذي أنشأ دراسة المنطق الرسمي وأغنى كل فرع من فروع الفلسفة تقريباً وله مآثر عديدة في العلوم.
- إن كثيراً من أفكار أرسطو أصبحت الآن عتيقة باطلة، ولكن الأمر الأهم جداً من النظريات الفردية هو الطريقة العقلانية التي كانت تكمن في أعماله. فإن ضمن كتابات أرسطو يدخل الموقف الذي يعتبر كل مظهر من مظاهر الحياة الإنسانية والمجتمع موضع تفكير وتحليل.
- فالنظرة بأن الكون لا يسيطر عليه الحظ الأعمى أو السحر ولكن سلوكه خاضع لقوانين معقولة والاعتقاد بأنه لا يجدر ببني البشر أن يسلكوا منهجاً استسلامياً تجاه كل مظهر من مظاهر العالم الطبيعي والإيمان الراسخ أنه من الواجب علينا أن نستفيد من كلا الملاحظات الناتجة عن التجارب ومن المحاكمات المنطقية عندما نشكل استنتاجاتنا.
- إن هذه المجموعة من المواقف المعاكسة للتقاليد أو المناهج التقليدية وللخرافات أو الطقوس السرية قد أثّرت بشكل عميق على الحضارة الغربية.
- ولد أرسطو عام 384 ق.م في مدينة ستاجيرا في مكدونيا من بلاد اليونان، وكان والده طبيباً بارعاً وعندما بلغ السابعة عشرة سافر إلى أثينا ليدرس في أكاديمية أفلاطون وبقي فيها مدة عشرين عاماً حتى بعد وفاة أفلاطون بوقت قصير. ومن المحتمل أن يكون أرسطو قد اكتسب من والده الاهتمام بعلم الحياة والعلوم العملية بينما تعلم من أفلاطون الاهتمام بالتأمل الفلسفي.
- وفي عام 342 ق.م رجع أرسطو إلى مقدونيا ليصبح معلماً خاصاً لابن الملك الشاب اليافع ذي الثلاثة عشر ربيعاً، والذي أصبح فيما بعد يدعى في التاريخ بالاسكندر الكبير.. أشرف أرسطو على تعليم الاسكندر لعدة سنوات.
- وفي عام 335 ق.م وبعد أن صعد الاسكندر إلى العرش رجع أرسطو إلى أثينا حيث افتتح مدرسته الخاصة (الليسيوم) وقد قضى الأثني عشر عاماً التالية في أثينا وهي نفس الفترة تقريباً التي قضاها الاسكندر في فتوحاته العسكرية. ويظهر أن الاسكندر لم يكن يطلب من أستاذه النصيحة بل كان يمنحه الأموال لأجل متابعة أبحاثه.
- وكانت هذه أول بدعة في التاريخ بأن يحصل عالم على أموال من الدولة لمتابعة أبحاثه وكانت الأولى والأخيرة عبر قرون عديدة ستمر.
- ومع ذلك فإن رفقته للاسكندر كانت لها مخاطرها. فقد كان أرسطو معارضاً لأسلوب الاسكندر الدكتاتوري في الحكم وعندما أعدم الاسكندر ابن أخ أرسطو بتهمة الخيانة، ظهر وكأنه قد أعدم أرسطو أيضاً ولكن أرسطو كان وثيق الصلة بالاسكندر مما أغضب أهالي أثينا عليه وعندما مات الاسكندر ف عام 323 ق.م فازت عصبة المناوئين للمكدونيين وسيطرت على أثينا واعتبرت أرسطو بأنه (عديم التقوى).
- وعندها تذكر أرسطو مصير سقراط قبل ست وسبعين عاماً فهرب من المدينة قائلاً بأنه سوف لا يعطي للأثينيين فرصة أخرى للخطيئة ضد الفلسفة ولكنه مات في المنفى بعد بضعة أشهر في عام 322 ق.م في الثانية والستين من العمر.
- إن أعمال أرسطو وما قدمه للعالم يدعو إلى الدهشة فقد بقي من أعماله 47 مؤلفاً ويذكر أنه ألف أكثر من 170 كتاباً.
- فأعماله العلمية تؤلف موسوعة للمعرفة العلمية في تلك الأيام فقد كتب عن الفلك وعلم الحيوان وعلم الجنين والجغرافيا وعلم طبقات الأرض والفيزياء والتشريح والفسيولوجيا وعن كل ميدان من ميادين المعرفة التي كانت معروفة عند اليونان القدماء.
- وكان بنفس الوقت فيلسوفاً أنجز مآثر عدة في كل ناحية من نواحي الفلسفات التأملية.
يعطيك العافيه اخوي