لفلي سمايل

ما أروع أن نُسعد الآخرين

تاريخ الإضافة : 17-3-1430 هـ

* ما أروع أن نـُسعد الآخرين .. قصة واقعية ..

- في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت ..

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شيء ..

 

- وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج ..

ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين ..

 

- وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى ..

 

- وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها ..

 

- ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.

 

- وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.

 

- نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.

 

- كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم..!!! ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.

* * *

* ألست تـُسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟

- إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعـف سعادتك، ولكن إذا وزعـت الأسى عـليهم فسيزداد حزنك.

- إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.

- وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم: ( وقولوا للناس حسناً ).

 


حديــث و آية

 

* كيف نجمع بين هذه الآية والحديث؟

- كيف نجمع بين قول الله تعالى: ( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ).

 

أخوكم

سلمان بن فهد العودة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

 

* حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لن يُدخل أحداً منكم عمله الجنة ) رواه البخاري (5673)، ومسلم (2816) واللفظ له، وغيرهما.

- ومعناه أنه لا يستحق أحد على الله أن يدخل الجنة عوضاً عن عمله، فعمله لا يكافئ نعمة واحدة من نعم الله عليه في الدنيا، فضلاً عن أن يكون ثمناً للجنة وعوضاً لها.

- لكن هذا لا ينفي قطعاً أن يكون العمل الصالح سبباً لدخول الجنة، فمن المعلوم أن أهل الجنة دخلوها بسبب أعمالهم الصالحة التي جعلتهم أهلاً لأن يرحمهم الله، وأن أهل النار دخلوها بسبب أعمالهم الفاسدة التي جعلتهم أهلاً لأن يعذبهم الله ويبعدهم عن رحمته.

 

- إذاً: الأعمال الصالحة سبب، لكنها ليست عوضاً. فالحديث نفى كونها عوضاً، فلن يدخل أحد الجنة بعمله المجرد؛ لأن عمله لا يكفي لتحصيل هذه المنزلة مهما عظم، حتى عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال: ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة )، أخرجه البخاري ومسلم (2816) واللفظ له.

 

- والآية الكريمة بينت كونها سبباً من أسباب الظفر برحمة الله والجنة، ولذلك قال سبحانه: ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) البقرة : 218.

- وبذلك يتبين أن الآية والحديث يسيران على سنة الوفاق والانسجام - والحمد لله - ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) النساء : 82.

 


قَالَ مَالِكٌ بْنُ دِيِنَار

 

* إِنّ القَلْبَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيِهِ حُزْنٌ - خَرِبَ - كَمَا يَخْرَبُ البَيْتُ - إِذَاَ لَمْ يَكُنْ فِيِهِ سَاكِنٌ - وَإِنّ قُلُوُبَ الأبْرَارِ تَغْلِيِ بِأعْمَالِ البِرّ - وَإِنّ قُلُوُبَ الفُجّارِ تَغْلِيِ بِأعْمَالِ الفُجُوُرِ - وَاللهُ يَرَىَ هُمُوُمَكُم - فَانْظُرُوُا مَا هُمُوُمَكُم؟ - رَحِمَكُمُ اللّهُ.

 


 وقفـة تــدبـّـر

ما أروع أن نُسعد الآخرين

* قال تعالي: ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ).

 

مع التحية لـ

g g

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (6)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

Lame

هؤلاء هم الرائعون الذين يزيدون الحياة جمالاً مازالت الدنيا جميلة مادام عالمنا يحمل امثالكم موضوع رائع ومضمونه اروع بوركتم بالجنة

aihf-fkm

جزاك الله خير قصة رائعة رزقنا الله وإياك إسعاد الناس اللهم آمين.

mohzay

بارك الله فيك يا اخي العزيز على هذه المواضيع كما اسال الله ان يو فقك في اكتساب المعرفة والعلم النافع واشكرك جزيل الشكر على القصة المؤثرة وما فيها من فوائد للناس كما اختم رسالتي بدعاء =اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور ابصارنا وعصمة ديننا اللهم آمين

fauza

ماشاء الله تبارك الله تلاوه رائعه جزاكم الله خير الاحسان

eman

جزاك الله خير القصة موثرة جدا والحمد لله فيها استفادة كبيره لقارئها وأسال الله لك العلم النافع وإيمانا دائما ودينا قيما ولسانا ذاكرا وقلبا خاشعا والعافية من كل بليه اللهم آمين

rehab

بصراحة الموضوع شيق وجميل جزاكم الله كل خير