بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
* الشرح:
- ( الإحسان ) ضد الإساءة وهو معروف. ( كتب ) بمعنى شرع , وقوله: ( على كل شيء ) الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء , يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء: ( فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح. وليحد أحدكم شفرته. فليرح ذبيحته ) وهذا من الإحسان.
- وقوله: ( إذا قتلتم ) هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها.
- وقوله: ( فأحسنوا القتلة ) أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال: إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال: المراد: ( فأحسنوا القتلة ) موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع.
- وأما قوله: ( فأحسنوا الذبحة ) والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة , ولهذا قال: ( وليحد أحدكم شفرته ) أي سكينته , ( فليرح ذبيحته ) أي يفعل ما به راحتها.
* ومن فوائد هذا الحديث:
- أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة , وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع.
- طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام: ( وليحد أحدكم شفرته ).
- طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك , لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة , ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى.