أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
البــــــــاب الثـــالث:
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفـصـل الثـالـث:
فتــح الشـــام وفلســـطين:
* محاصرة الجيش الإسلامي لبيت المقدس:
* سير أبو عبيدة سبعة جيوش إلى بيت المقدس وجعل على كل جيش قائد ضم إليه 5000 فارس:
1ـ خالد بن الوليد.
2ـ يزيد بن أبي سفيان.
3ـ شرحبيل بن حسنة.
4ـ المرقال بن هاشم بن عتبة.
5ـ المسيب بن نجية الغزاوي.
6ـ قيس بن هبيرة.
7ـ عروة بن مهلهل.
8ـ جيش عمرو العاص.
* (( إننا نستطيع أن نقطع بأن القدس لم تطلب الصلح قبل الحصار، لأن ذلك قول يتعارض مع تاريخ المدينة المنيعة الحصينة، ويتعارض كذلك مع تمسك الروم بها لأنها المدينة المقدسة التي تضم كل مقاساتهم ففيها كنيسة القيامة، وفيها الصليب الأعظم – قلت: بإن هذه أسطورة وضعيها محدثو البدعة في النصرانية ليرجوا لبدعتهم – وفوق ذلك فإن السيد المسيح مشى على ترابها فباركها، وأصبحت مزاراً يحجون إليه، ويتبركون به، ويلتمسون عنده الغذاء الروحي )).
* الفاروق عمر رضي الله عنه في الجابية:
1ـ أثناء حصار عمرو بن العاص لإيلياء (بيت المقدس) طلب أهلها الصلح خليفة المسلمين.
2ـ أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يستخلف على المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويتوجه إلى الجابية.
3ـ أبو عبيدة يستخلف على حمص عبادة بن الصامت، ويتحرك لمناصرة عمرو في حصاره لبيت المقدس.
4ـ القادة المسلمون يلتقون بالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجابية.
5ـ أرطبون الروم يفر من بيت المقدس ويلحق بمصر بعد مجيء عمر.
6ـ أبو عبيدة يعين سعيد بن زيد بن نفيل حاكماً على دمشق أثناء خروجه للقاء عمر في الجابية.
7ـ الخليفة عمر رضي الله عنه يكتب نص الصلح مع إيلياء في الجابية.
أهل بيت المقدس (إيلياء) يطلبون الصلح مع المسلمين
((إنا قد أحببنا مصالحتكم ولسنا نشق بكم، ولكن اكتبوا إلى صاحبكم عمر بن الخطاب حتى يقدم علينا فيكون هو الذي يعطينا الأمان، ويكتب لنا العهد فإنا به واثقون، وإليه نميل)).
نص
العقدة العمرية
التي كتبها الخليفة الراشد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى
أهل إيلياء (بيت المقدس) وهو في الجابية
* ((بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان؛ أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وبريئها وسائر ملتها؛ أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت (اللصوص في بعض الروايات وهي الأصوب) ؛ فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم؛ ومن أقام فهو آمن؛ وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ونجلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم؛ ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم؛ وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
شهد على ذلك
خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف،
ومعاوية بن أبي سفيان.
كتب وحضر سنة خمس عشرة)).
عمر بن الخطاب
* دخول أمير المؤمنين إلى بيت المقدس فاتحاً:
* فتح بيت المقدس: سار عمر الفاروق رضي الله عنه من الجابية إلى بيت المقدس، ثم صالح النصارى، واشترط عليهم إخراج الروم خلال أيام، ثم دخل المسجد. ذكر ابن كثير أن عمر رضي الله عنه دخل المسجد من الباب الذي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وصلى فيه تحية المسجد، ثم صلى صلاة الغداة من الغد فقراً في الأولى بسورة (ص) وسجد فيها والمسلمون معه، وفي الثانية بسورة (بني إسرائيل).
وسأل عمر كعب الأحبار عن مكان الصخرة فدله عليها، وذلك لأن الصراع بين اليهود والنصارى كان قد بلغ أشده، وكانت الأيام بينهم دول، فإذا كان للنصارى ضيعوا معالم الصخرة وجعلوها مزبلة يلقون فيها القاذورات والأوساخ.
حتى أن المرأة كانت ترسل خرقة حيضها لتلقى في الصخرة، وذلك لأن الصخرة قبلة اليهود. وكان ذلك من النصارى في استعمال الصخرة محلاً لإلقاء الكناسة حتى وصلت المحراب (محراب داود عليه السلام)...
ولهذا لم يعرف عمر مكان الصخرة لأنها مغطاة بالزبالة والأوساخ، ولما رآه المسلمون فعلوا كما فعل ـ رضي الله عنه، وأمر الخليفة أهل الأردن بنقل ما تبقى من التراب والأوساخ عن الصخرة ففعلوا...
وبينما عمر يطوف في كنيسة القيامة يصحبه البطريق الأكبر (صفرونيوس) ويتحدث معه وقد أنس به وأحس منه فيما أعطاهم من العهد إذ حانت الصلاة، وطلب منه عمر مكاناً يصلي فيه، وأشار عليه البطريق أن يصلي حيث هو في الكنيسة وأخبر البطريق بأنه يخشى أن صلى فيها أن يغلبهم المسلمون عليها، ويقولون: هنا صلى أمير المؤمنين.
ولهذا السبب نفسه اعتذر عن الصلاة في كنيسة أخرى حتى يثبت لهم أن المسلمين معنيون بتنفيذ شروط الصلح، وعازمون على الوفاء بها ما لم يحصل منهم نقض أو ما يسبب النقض. ودخل عمر الكنيسة ـ كنيسة المهد ـ في بيت لحم يصحبه صفرونيوس، وبيت لحم تبعد عن القدس ثمانية كيلوا مترات مما يدل على اهتمام عمر بتفقد كل ما جرى الصلح عليه، وأدركت عمر الصلاة وهو في الكنيسة فصلى فيها، ولكنه خاف أن يتخذها المسلمون مسجداً فكتب عهداً خاصاً بهذه الكنيسة، ومنع المسلمين من دخولها في صورة جماعية وسمح لهم كأفراد.
وعلل الدكتور/ محمد السيد الوكيل أن عمر رضي الله عنه صلى في هذه الكنيسة بعد امتناعه من الصلاة كنيستي القيامة وقسطنطين؛ ليثبت للعالم أن الأرض كلها بالنسبة للمسلمين، وليزيل ما قد علق في قلب البطريق من كراهية عمر للصلاة في الكنيسة لأمر آخر غير الذي ذكره له.
وكان فتح إيلياء في ربيع الآخر من السنة السادسة عشرة من الهجرة، ويرى البلاذري أن فتحها كان في سنة عشرة وجمهور المؤرخين يضعون فتحها في أحداث السنة الخامسة عشرة. قضى الخليفة عشرة أيام في المقدس تفقد فيها جند المسلمين كما تفقد أحوال المعاهدين وقسم البلاد إلى أقسام لتسهل إداراتها على الأمراء، وعين لكل قسم أميراً. وعاد الخليفة إلى المدينة النبوية(العاصمة) ففرح المسلمون بعودته فرحاً عظيماً.
صورة من الجو لبيت المقدس؛ يظهر فيها السور وبداخلة المسجد الأقصى وقبة الصخرة
المسجد الأقصى الشريف
باب الأسباط
باب داود
باب الساهرة
مسجد قبة الصخرة
* كنيسة القيامة:
- في القدس بنيت في عهد قسطنطين عام 325م، ثم أحرقها الفرس عندما غزو القدس، ومن ثم أعيد بناؤها على يد البطريرك مودستوس عام 617 م، وعندما دخل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. بيت المقدس، عرض عليه البطريرك صفرونيوس أن يصلي في الكنيسة فأبى رضي الله عنه ذلك لئلا يضع المسلمون أيديهم عليها من بعده.
* فتح قيسارية:
1ـ عمرو بن العاص يعاود مرة ثانية محاصرة قيسارية لفتحها بعد فتح بيت المقدس.
2ـ عمرو بن العاص يترك قيسارية ويتوجه لبدء عمليات على الساحة المصرية.
3ـ في سنة 18 هـ طاعون عمواس يعم أرجاء كبيرة من فلسطين والشام.
4ـ الخليفة عمر رضي الله عنه يكلف معاوية بن أبي سفيان بمحاصرة قيسارية.
5ـ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يتوجه من دمشق نحو قيسارية لمحاصرتها.
معاوية يبعث رجلين ببشارة الفتح إلى الخليفة عمر رضي الله عنه
* كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان:
- ((أما بعد، فإني قد وليتك قيسارية، فسر إليها واستنصر الله عليهم، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، الله ربنا ، وثقتنا، ورجاؤنا ، ومولانا. نعم المولى ونعم النصير)).
- فسار معاوية في جنده حتى نزل على أهل قيسارية فحاصرهم، وكانوا كلما زاحفوه بقيادة (أبنى) هزمهم وردهم إلى حصونهم، وأخيراً خرجوا وقاتلوا قتال المستميت، فبلغت قتلاهم 000 ، 80 في المعركة، وكلها في هزيمتهم 000 ، 100 مقاتل من الروم والذين أرادوا الاحتفاظ بقيسارية لتكون موطئ قدم لهم على ساحل الشام الجنوبي أرض فلسطين.
* عام الرمادة 17هـ:
- قال الرواة: أصابت الناس في إمارة عمر رضي الله عنه سنة وما حولها، فكانت تسقى إذا ريحت تراباً كالرماد، فسمي ذلك العام عام الرمادة، فآلى عمر ألا يذوق سمناً ولا لحماً حتى يحيي من أول الحيا، فكان بذلك حتى أحيا الناس من أول الحيا، فقدمت السوق عكة من سمن ورطب من لبن؛ فاشتراهما غلام لعمر بأربعين، ثم أتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، قد أبر الله يمينك، وعظم أجرك، قدم السوق وطب من لبن وعكة من سمن فأبتعتهما بأربعين، فقال عمر: أغلبت بهما، فتصدق بهما، فإني أكره أن آكل إسرافاً، وقال عمر: كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم!
- روى البخاري عن أنس:(( أن عمر بن الخطاب استسقى عام الرمادة، قال في آخر كلامه: اللهم إني قد عجزت وما عندك أوسع لهم، ثم أخذ بيد العباس فقال: اللهم هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك فإنك قلت وقولك الحق( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان لأبوهما صالحاً) فحفظهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللهم نبيك في عمه العباس وعيناه تنضحان فقال العباس متوجهاً بدعائه إلى الله: اللهم لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يكشف إلا توبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك صلى الله عليه وسلم، وهذه أيدينا مبسوطة إليك بالذنوب، وتواصلنا بالتوبة، فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين يا أرحم الراحمين، اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة، ولا تضع الكسير بدار مضيعة، فقد الصغير وفرق الكبير وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم أغثهم بغياثك، قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون )).
* طاعون عمواس سنة 19 هـ:
* انطلق أبو عبيدة من الجابية يريد الصلاة ببيت المقدس فأدركه أجله بفحل فلما حضرته الوفاة قال((اقرئوا أمير المؤمنين السلام وأعلموه إنه لم يبق من أمانتي شيء إلا وقد قمت به وأديته إليه إلا ابنة خارجة نكحت في يوم بقي من عدتها لم أكن قضيت فيه بحكومة. وقد كان بعث إلي بمائة دينار فردوها إليه، وادفنوني من غربي نهر الأردن إلى الأرض المقدسة)) ثم عاد فقال: ((ادفنوني حيث قضيت فإني أتخوف أن تكون سنة)).
* أشهر المسلمين الذين ماتوا في طاعون عمواس:
- أمير جند الشام الفضل بن العباس بن عبد المطلب.
- أبو عبيدة عامر بن الجراح.
- شرحبيل بن حسنة يزيد بن أبي سفيان.
- معاذ بن جبل سهيل بن عمرو.
- الحارث بن هشام عامر بن غيلان الثقفي.
كثير من أبناء خالد بن الوليد.